كتب الأستاذ حليم خاتون:
في المرة الأولى التي ظهر فيها نواب التغيير، تميز ابراهيم منيمنة وحليمة قعقور عن بقية الربع...
بدا أن هذين النائبين يشكلان حالة خاصة مميزة بين التغييريين...
أخيراً، يمكن أن يكون في البرلمان أناس يؤمنون فعلاً ببناء الدولة على اسس علمانية لأن هذه الأسس تشكل ربما الشرط الأساسي لبناء الدولة في لبنان...
في الانترنت، كانت المعلومات عن حزب لنا غير كافية للإجابة على الكثير من الاسئلة والتساؤلات... لكن حليمة قعقور ظلت تجسد املا علمانيا في زمن الظلام الطائفي الدامس...
كانت ملامح ابراهيم قريبة جدا لذلك المناضل الآتي من حي اللجا في بيروت ايام الحرب الأهلية...
كل ما كنت اعرفه عن ذلك المناضل الذي يحمل اسما حركيا أنه يسكن حي اللجا على الأرجح، أو ربما اهتم كثيرا بهذا الحي بسبب انتماء معظم السكان هناك إلى الطبقات الشعبية الكادحة...
كما أن كل ما كان هو يعرفه عني اني آت من الشياح...
رغم فرق السن، كانت هناك جلسات فكر وثقافة ثورية تحاول التعلم من التجارب العالمية من أجل بناء لبنان عربي ديمقراطي علماني مع نبض قومي لا يستطيع سوى تقديس البندقية التي تريد تحرير فلسطين...
كانت ملامح ابراهيم قريبة جدا لذلك المناضل...
هل هو ابنه الذي طالما تحدث عنه؟
ربما، العلمانية... النبض الثوري!!...
لكن المفاجأة كانت حين تحدث ابراهيم وحليمة عن بندقية المقاومة وتم نسبها إلى الشيعية السياسية...
اثناء الحرب الأهلية ما كان بالإمكان نسبة سلاح المقاومة يومها إلى السنية السياسية...
مؤسف طبعاً ان المقاومات التي وجدت حتى اليوم حملت صبغة مذهبية...
هذا أمر كان مزعجاً جداً...
كم تمنى المقاتلون لو أن قائد الثورة الفلسطينية كان حكيم الثورة جورج حبش مثلاً أو الدكتور النابغة في النضال الثوري وديع حداد... لكن أبو عمار الآتي من أصول إخوانية سيطر على الثورة الفلسطينية إلى أن اوصلها إلى المأزق الحالي الناتج عن اتفاق أوسلو...
ربما لا يهم هوية السلاح طالما أنه موجه ضد الكيان الغاصب لفلسطين... حتى لو كان هذا السلاح مع الشيطان لوجب احترامه...
المهم في أي سلاح أن يكون ضد إسرائيل، وهذا هو وضع سلاح.حزب الله...
حتى حين لا يعجبنا أمر عند هذا الحزب، يجب عدم نسيان أنه الحزب الذي هزم اسرائيل في ٩٣ وفي ٩٦ وفي ٢٠٠٠ وفي ٢٠٠٦ مع كل ما تعنيه هذه السنة كعلامة فاصلة بين زمن الهزائم وزمن الانتصارات...
لكن المفاجأة تحولت إلى صدمة يوم وقف ابراهيم منيمنة مع مجموعة من هواة السياسة الذين استطاعوا التكامل مع مجرم حرب اسمه سمير جعجع أو مع صعلوك من صعالكة الإقطاع السياسي من نفس فئة ال DNA التي عند بشير الجميل... وقف اباهيم ليعلن أنه انتخب جهاد الزهور رئيساً لجمهورية في طور التكوين...
إذا كان هو ذلك الصبي فعلاً، فقد نجح في وراثة العلمانية وربما شيئا من ثورية الاب...
لكنه أخفق في النبض القومي ضد اسرائيل وخلط الحابل بالنابل في مسألة السلاح...
هل يمكن بناء دولة قوية عادلة مع وجود سلاح خارج هذه الدولة...
ربما يوجد نقاط خلاف...
لكن قبل بناء الدولة القوية العادلة لا يمكن، ولا بحالة من الحالات الحديث عن سحب هذا السلاح...
ربما يتوجب تنظيم هذا السلاح؛
لكن بناء الدولة يجب أن يكون أولوية قبل كل شيء...
من المؤكد أن جهاد أزعور لا يمكن أن يكون، ولا بأي حالة من الحالات، ذلك السوبرمان...
لذا، ربما توجب العمل بجدية أكثر على بناء الدولة العلمانية وعدم السير في مؤامرات التقسيم المذهبي وخيانة الطبقات الفقيرة التي تدفع وحدها ثمن ما اقترفه رياض سلامة وزمرة الأوليغارشيا التي حطمت كل شيء جميل في هذا الوطن...
حليم خاتون