نَحنُ أصحاب الحُجَة والدليل والبرهان.
نحنُ أصحابُ الوعدِ الصادقِ والمواقفِ الثابتة. نحنُ الأوفياءُ المُضَحِّينَ يَومَ قَلَّ الأصدقاءُ الأوفياء.
البعض أقامَ القيامةَ ولم يُقعِدها على حزب الله، لأنه تَمسَّكَ بحليفِهِ سليمان فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية.
قامت قيامةُ الأحزابِ الِانعزالية، والتفُّوا حولَ موقفٍ رافضٍ له، رغم التباعدِ السياسي ِّ والتنافر والخلافات القائمة بينهم،
اِسمُ فرنجية جمعهم ضِدَّهُ، في سابقةٍ فريدةٍ وغريبة لم يسبق للإنعزاليين منذ فجر تاريخهم إن التقوا أواتّفقوا أو تحالفوا وشكلوا صندوقاً أسوَدَ مُحكَمَ الإغلاق بهذا الشكل! سِوى هذه المَرَّةِ ضد مَن أسمَوْهُ مُرشَّحَ الممانعة!.
يُحَرِّمون على المقاومةِ ما أجازوه لأنفسهم،دون وجه حق، منذ عشرات السنين والأمثلَةُ كثيرة:
أولاً، الثنائي الوطني يريد فرنجية رئيساً للجمهورية، ليسَ بالقوة،إنما بالتصويت أو بالحوار؛ بينما الفريق الآخر، عندما امتلك القوَّةَ ذبحَ شركاءَه في الوطن على الهوية الطائفية، وجاءَ بالجيش الإسرائيلي، وجَرَّ النوَّاب من رقابهم، وأجبرهم على اِنتخاب بشير الجميل، ثم أخيه أمين، وأوصلته الدبابةُ الإسرائيليةُ إلى قصر بعبدا.
هذا ما لم يفعله حزب الله، عندما دحرَ العدوَّ وانتصر؛
عام ٢٠٠٠ انتصرت المقاومة واندحرت إسرائيل.
المقاومة أهدتْ نصرَها لكلِّ اللبنانيين ولم تنتقم من أحد، بمن فيهم مَن جلبوا إسرائيل نفسها.
في عام ٢٠٠٥، عندما اغتالت إسرائيل وأمريكا الرئيس رفيق الحريري، مَثَّلوا الدَّور بِحِرَفِيَّة، واعتقلوا وبطشوا ووزّعوا التُهَم وركّبوا الملفات، كما تشتهي إرادةُ تل أبيب، من أجل ضرب سورية والمقاومة.
عام ٢٠٠٦، عندما هزمت المقاومةُ إسرائيلَ، أهدى السيدحسن نصرالله النصرَ لجميع اللبنانيين، مع أن نصفَهم لايستحق أن يكون لبنانياَ، ولا يحمل هوية لبنان.
وعام ٢٠٠٧، عندما اعتكف وزراء أمل وحزب الله، لم يهتمَّ فؤادُ السنيورة لأمرِهِم، واستمرَّ في الحكم وكأن لبنان يعيش بلا هذه الطائفة،أو أنها غير موجودة أصلاً!
عام ٢٠٠٨، اِستمرَّ السنيورة بالتّحريض اللئيم على هذه المقاومة، واتّخذَ مع وليد جنبلاط، بتاريخ ٥ أيار، قراراً بنزع شبكةِ الِاتِّصالات السلكيةِ الخاصّة بها، فكان الرّدُّ ب ٧ أيار، و١١ أيار، وتمَّ تأديبهم.
تجربتُنامعكم مريرَةٌياعملاءَ الخارجِ وقاسيةٌ وصعبة.
لقد حرّرْنا وعَفَوْنا عنكم، وحمينا لبنانَ وثروتَهُ من بطش الصهاينة، بددنا هواجسكم، زرعناالطمأنينة في نفوسكم، ولكنكم لم تُبَدِّدوا هواجسَنا، وما زلتم ترفضون بعناد، تريدون اقتلاعَنا من جذورنا، لكنَّكم عاجزون.
كيف تُريدون منا أن نرميَ بأنفسنا إلى "التَّهْلُكَة"، وأن نُسَلِّمَ سِلاحَنا، وأنتم تتهيأون لذبحِنا، قبل السلفيين والصهاينة؟!
إنّ حقنا أن نحميَ أنفُسَنا، وأن نتمسَّكَ بسلاحنا،طالما أنّ عدوَّنامجرمٌ وخطير، في الداخل والخارج.
إسرائيلُ تنتظرُلحظةَتسليمِ حزبِ الله ِ لسلاحه، لتدخل إلينا، وتذبحَنا كالنعاج، في نفسِ ذاكَ اليومِ، لأننا نحن مَن قاتَلها وقتَلها، وهزمَ جيشَها،وقتلَ جنودهاودمّرَ دباباتها، وأراقَ ماءَ وجهِها وأوقفَها على "رِجل ونص"، وجعلها مسخرةً لِلشّعوبِ ولِلأُمَم، وليسَ أنتم.
تجربتُنا كانت قاسيةً مع فؤاد السنيورة، وميشال سليمان، اللّذَيْنِ صادروا شاحناتِ السِّلاح ِللمقاومة، في عِزّ ذروة احتِدام الحرب المشتعلة في تموز ٢٠٠٦!
أليسَ من حقنا، بعد كل ما فعلتموه بنا، وكل هذه التجربةِ معكم، وبعد معرفتنا بكم ،كما العالمُ بأسرهِ يعرِفُكم، أفلا يحقُّ لنا أن نحْذَرَ منكم، ونمتنِعَ عن تسليم عِزّتِنا وقوّتِنا؟
أليسَ من حقنا أنْ نُبقيَ بين أيدينا السلاح الذي حمَيناكم به، ودافعنا به عنكم، يوم غزاكم الإرهاب العربي العبري، وخطفَ الراهباتِ تحت مسميات داعش وغيرها، حين كنتم
تقدِّمون لهم كاملَ الدَّعمِ في السياسة والإعلام والمازوت والوجبات الساخنة والمال، وعلناً وبشكلٍ رسمي.
لا نقولُ عفواً شركاءَنا في الوطن،فأنتم قَدَر غير مُحَبَّب ٍلدينا،وشريكٌ لنا غيرُ موثوقٍ بهِ،إلَّا أنّنا نحمِلُ الهُوِيَّةَ ذاتَها التي تحملون، وننطق اللُّغَةَ ذاتَها التي تنطقون،رغم الفرق الكبير بين وطنيَّتِنا ووطنيّتكم، وعروبتنا ورجعيتكم.
#سلاحنا عِزَّ تُنا وكرامَتُنا_
بيروت في...
26/6/2023



