على الرغم من أن السكتة الدماغية تعد من الأمراض الشائعة في العالم، إلا أنها قد تترك آثارًا كارثية على الأجهزة الحركية والحسية للمصابين بها. وبينما يحاول المرضى العودة إلى حياتهم الطبيعية، يواجهون الكثير من التحديات، وخاصة فيما يتعلق بالقدرة على تنفيذ المهام اليومية الأساسية. ولكن اليوم، يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في تخفيف هذه التحديات وتعزيز جودة حياة المصابين بالسكتة الدماغية.

القفازات الذكية الجديدة

تعمل القفازات الذكية الجديدة على تقليد حركات اليد الطبيعية، وتحتوي على الهيكل الخارجي الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار التي تعمل باللمس. تستخدم هذه القفازات ما يعرف بالمشغلات، وهي عبارة عن مكونات تساعد المرضى على إعادة تعلم المهام اليدوية بعد فقدان القدرة على تحريك اليدين أو الأصابع أو الرسغين. وتحتوي كل طرف إصبع على 16 مستشعرًا تتيح للمرتدين الشعور بالأشياء التي يلمسونها. 

مهام القفازات الذكية الجديدة

تستخدم القفازات الذكية الهيكل الخارجي الذكاء الاصطناعي لتحليل حركات اليد والأصابع والرسغين، وتمكن المرضى من إعادة تعلم المهارات اليدوية بشكل أفضل. ويمكن للقفازات التعرف على الحركات الصحيحة وغير الصحيحة على البيانو وتعلمها، مما يجعلها أداة قيمة لإعادة التأهيل الشخصي للمرضى الذين يرغبون في استعادة مهاراتهم الموسيقية. وتحتوي القفازات على أجهزة استشعار تعمل باللمس تساعد المستخدمين على الشعور بالأشياء التي يلمسونها، وبالتالي تمكنهم من الحفاظ على تحكمهم في الأدوات الموسيقية بشكل أفضل.

يمكن أيضًا استخدام القفازات الذكية في تحسين حياة المرضى الذين يعانون من إصابات في العمود الفقري أو الذين يعانون من الشلل النصفي. وتتيح التقنية الحديثة المستخدمة في هذه القفازات للمرضى التحكم بالأجهزة الإلكترونية بأصابعهم، مما يعزز استقلاليتهم ويحسن جودة حياتهم على الرغم من أن القفازات الذكية الجديدة لا تزال في مرحلة التطوير، فإنها تمثل خطوة هامة نحو توفير مساعدة فعالة للمرضى الذين يعانون من ضعف في الأطراف. وعندما يتم إطلاق هذه القفازات في السوق، فإنها ستكون قادرة على توفير الدعم اللازم للمرضى الذين يرغبون في العودة إلى حياتهم الطبيعية وتحقيق مستوى أعلى من الاستقلالية.

استخدامات اخرى القفازات الذكية

ومع ذلك، فإن هذه التقنية ليست مخصصة فقط للمرضى، حيث يمكن استخدامها في العديد من التطبيقات الأخرى، بما في ذلك التعليم والتدريب على المهارات اليدوية الدقيقة، مثل العمليات الجراحية والتصوير الطبي والصناعات الإلكترونية والروبوتية وغيرها الكثير.

تحسين حياة المرضى

وتعكس هذه التطورات المستمرة في مجال التكنولوجيا الجهود المتواصلة لتحسين حياة المرضى وتوفير الدعم اللازم لهم في أوقات الحاجة. وبفضل التقدم الذي تحقق في هذا المجال، فإن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات الحركة لن يكونوا محرومين من الفرص المتاحة للأشخاص الآخرين، بل سيكونوا قادرين على الاستمتاع بالحياة بأكملها بطريقة أكثر استقلالية وكرامة.