كتب الأستاذ حليم خاتون: قاوم ولو بإشعال عود ثقاب
فلسطين
كتب الأستاذ حليم خاتون: قاوم ولو بإشعال عود ثقاب"
حليم خاتون
5 تموز 2023 , 19:57 م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

هذه كانت كلمات جمال عبد الناصر إلى أشبال منظمة التحرير في قواعد التدريب في مصر يوم كانت مصر ام الدنيا...

هذا ما فهمه الخلايلي حين اقتحم بالجسد الحي دون قطعة سلاح جموع المستوطنين في يافا...

السلاح ممنوع على الشعب الفلسطيني إذعانا لأوامر واشنطن...

كل السلاح الذي تدفق لتخريب سوريا...

كل المؤامرات التي حيكت ضد العراق واليمن وليبيا ولبنان...

كل ذلك استلزم مئات المليارات من الدولار لارسال السلاح الذي كانت دول الخليج العربي تشتريه وتشحنه برا وبحرا وجوا عبر تركيا والأردن ولبنان ليصل إلى أيدي أكثر من مئة ألف إرهابي تدفقوا من كل الاصقاع الخاضعة لأمر واشنطن ولندن إلى بلاد الشام...

كل تلك الأنظمة التي تدعي الانتماء إلى الأمة العربية لم تجرؤ على إرسال مسدس واحد إلى فلسطين...

"مش معقول اللي عم بيصير!"

قال محتدا سائق السرفيس الذي يخترق شوارع الضاحية...

"جرفوا المخيم على رؤوس العائلات، والعالم يتفرج... لم يجرؤ زعيم عربي واحد حتى على موقف عملي يعتد به!"

أضاف ابن الضاحية التي تحتضن فلسطين في الوجدان...

أهل الضاحية هم احفاد نساء جبل عامل اللاتي افترشن الأرض في ستينيات القرن الماضي في وجه أوامر واشنطن إلى الجيش اللبناني للقضاء على الفدائيين في العرقوب...

يومها خرج علماء ذلك الجبل الأبي ووضعوا العمائم والعباءات على الطرق لمنع الدبابات والمدرعات من قتال الإخوة الذي أرادت واشنطن نقله إلى لبنان بعد مجازر ايلول في الأردن...

اليوم، ورغم بعض الضجيج الإعلامي، يستمر الصهاينة في قضم الأرض وانتهاك العرض وسط صمت عربي ذليل... أقصى ما يفعله العربان هو النباح على الإذاعات وعلى الشاشات... والكلب الذي يكثر من النباح، لا يعرف العض...

خرجت أكثر من امرأة في فلسطين تستغيث بمعتصم جديد... معتصم آخر قد يخرج من بين الجموع...

لكن آذان حكام العرب لا تسمع إلا ما ترغب به واشنطن...

وصل الصمم إلى كل الأنظمة العربية دون استثناء، بما في ذلك أنظمة الممانعة التي تدعو إلى النضال في تصاريح دونكيشوتية لا تسمن، ولا تغني عن جوع...

إيران لا يمكن أن تصفق وحدها... هذا صحيح... لكنه غير كاف...

رغم العمل الهائل الذي جعل من غزة حصنا، وأوصل إلى الضفة كثيراً مما لا ترغب واشنطن بوصوله إلى أيدي المجاهدين في فلسطين... بقيت إيران وحدها في صحراء عربية قاحلة، وعالم اسلامي لم يعرف من الإسلام إلا القشور التي لا تمت إلى عقيدة الجهاد بصلة...

الأمة الإسلامية التي حملت رايات الجهاد في أفغانستان ضد الإلحاد السوفياتي، لم تسمع بعد عن شعب فلسطيني يذبح كل فجر وضحى...

يومها كانت واشنطن ولندن ام الجهاد والمجاهدين...

لكن كل هذا كوم... وعجز وصمت فصائل غزة كوم آخر...

أين محمد ضيف؟

أين السنوار؟

أين حماس...؟

حين استفرد الصهاينة بالجهاد... تم التنظير علينا بما لا يقبله لا عقل ولا منطق...

حسناََ، يومها سكتت الشعوب العربية على مضض وقبلت ما لا يُقبل...

أما اليوم...

عيب، والله عيب...

نموت واقفين، ولا نركع...

إذا كان لا بد من الموت، فلتكن الشهادة ونحن نقاتل...

يفهم المرء أن تريد اميركا وأنظمة الذل العربية الهدوء والسكينة...

لكن أن تسعى فصائل غزة إلى الهدوء والسكينة...

هذا قمة العيش الحرام...

لقد جعل الله من كل فلسطيني مشروع قتال... ومشروع شهادة...

واجب كل عربي، وكل فلسطيني بالتحديد والخصوص أن يعمل لتفجير الشرق الأوسط والعالم...

إذا، سكت العالم كله، على الفلسطيني أن لا يسكت...

ما لكم يا قوم...؟

هل نسيتم جورج حبش وستالينغراد العرب...؟

هل نسيتم الدكتور وديع حداد الذي جعل من فلسطين قلب حركات النضال في العالم...؟

هل نسيتم غيفارا غزة والمهندس يحي عياش؟

هل نسيتم دلال المغربي التي تأنقت قبل عرس الشهادة على شاطئ فلسطين...؟

هل نسيتم آلاف الشهداء الفلسطينيين والعرب وآلاف الامميين الذين ماتوا لتحيا فلسطين...

فلسطين هي كربلاء العصر يا عرب...

في فلسطين يقوم يزيد العصر بنحر الأطفال مرة أخرى..

هذه المرة، لا ضرورة لترداد كلمات التمني بالشهادة إلى جانب الحسين وهو يقاتل من أجل العدالة في أمة جده رسول الله...

هذه المرة، كل شيء واضح وضوح الشمس...

إما نهج الحسين في فلسطين، وإما الخضوع ليزيد أميركا مرة أخرى...

واسلاماه...

وامسيحاه...

واعرباه...

قوموا فبل أن تموت الروح فيكم...

والله ما قام قوم إلا وقام معه الله يقاتل إلى جانبهم حتى ينالوا العزة أو يقضوا شهداء في سبيل عهد لهم مع كل الآلهة وكل الأديان وكل الشرائع...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري