فلسطين بين دموية المؤسس ودموية المفلس
مقالات
فلسطين بين دموية المؤسس ودموية المفلس
م. زياد أبو الرجا
12 تموز 2023 , 22:20 م


كان ديفيد بنغوريون مؤسس دولة الكيان على ارض فلسطين الاكثر دموية وتطرفا وكان مسكونا ومشحونا  ومفعما بالامال القوية لتاسيس دولة الكيان(( الحلم الاستيطاني الصهيوني، الذي ارسى قواعده ثيودر هرتزل ونسج علاقاته مع الدول الاستعمارية وخاصة بريطانيا اللورد الصهيوني روتشيلد الذي قال : لقد اجريت الفي مقابلة ولبست لكل منها ما يناسبها من لباس)). منذ الانتداب البريطاني على ارض فلسطين وتوافد المستوطنين الصهاينة عليها  والشعب الفلسطيني في ثورة مستمرة عليهما حتى قيام دولة الكيان قامت على المجازر والتطهير العرقي.

قرن من الصراع الدامي والتامر الدولي لم يثنيا الشعب ارادة الشعب الفلسطيني عن امله وحلمه في تحرير الارض والانسان. رغم كل العثرات والسقطات التي  واجهت القيادات الفلسطينية  لاسباب ذاتية وموضوعية، الا ان الاجيال الفلسطينية المتعاقبة تجاوزتها جيلا بعد جيل، واستمرت في مقاومة الكيان من خلال ثقافة المقاومة التي ارستها وجذرتها عميقا في الوعي الفلسطيني النخب الثقافية الفلسطينية (( ادباء وشعراء ومثقفون)). خلال المسيرة الطويلة شاخت فصائل وحركات وشبت اخرى اكثر تجذرا وثباتا فالشجرة الفلسطينية لا تبرح مكانها، ولكنها تطرح اوراقها مع كل خريف لتجددها في كل ربيع.

في مطلع الالفية الثالثة التي افتتحتها المقاومة اللبنانية بدحر  قوات الكيان الصهيوني وارغامه على الفرار تحت النار تاركا خلفه كل من تاخر من العملاء خلف السياج. كانت انتفاضة الاقصى المباركة اولى تداعيات هزيمة الكيان في لبنان على ايدي رجال الله في الميدان ولا ينكرها الا كل خائن وجبان. استمرت التداعيات والارتدادات فتم تحرير قطاع غزة من الاحتلال وهزيمة مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اطلقته جونداليسا رايس وتبنته الادارة الامركية واوكلت تنفيذه لجيش الكيان في محاولة يائسة لتحسين صورته ومنع تاكل قوته بعد ان كان الجيش الذي لا يقهر في الاقليم. في معارك تموز التي خاضها حزب الله في الجنوب تم تحطيم وتهشيم صورة الجيش الذي لا يقهر وشاهد العالم على شاشات التلفزة والنقل المباشر من الميدان  دبابات الميركافا وهي تحترق كالهشيم وجنود الكيان يبكون وينوحون ويولولون ويندبون حظهم العاثر. كانت المحصلة النهائية لحرب تموز وكما لخصها سيد المقاومة :(( لا سبي ولا فرار بعد اليوم. لقد ولى عصر الهزائم واقبل عصر الانتصارات)) ويا اعداء الامة انتظروا ما هو ات.

لقد حاول العدو يائسا ان يستعيد ولو جزءاََ يسير من هيبته فاخذ يمارس العدوان تلو الاخر  على قطاع غزة المحاصر، ورغم كثافة وغزارة النيران واسلحة الدمار التي طالت الشجر والحجر والبشر  الا انه ارتد خاسئا مدحورا  تحت ضربات القسام وقوى المقاومة الاخرى. توالت هزائم الكيان العسكرية والسياسية وانكشفت  هشاشة تماسك مجتمع المستوطنين الذين اخذوا يضغطون  على القيادة السياسية والعسكرية  لاستعادة هيبة الجيش احد الركيزتين التي يقوم عليهما الكيان(( الثانية هي مؤسسة القضاء)) . فكانت معركة سيف القدس برعاية امركا وحين اكتشف البنتاجون  عجز  قيادة جيش الكيان في ادارة المعركة قامت القيادة المركزية الامركية بوضع جيش الكيان تحت قيادتها مباشرة وتولت ادارة العمليات في الايام الاربعة الاخيرة من معركة سيف القدس ومع ذلك مني الكيان وراعيته بهزيمة نكراء.

ان انتصار محور المقاومة منذ مطلع الالفية الثالثة  وحتى الان  يعزى وينسب الى ثقافة المقاومة  التي خلقت الثقة التامة بقدرة هذه الامة على تصفية الكيان مرة والى الابد وتحقيق النصر الناجز  والتحرير الكامل لكل ارض فلسطين. ان حلبة الصراع  مع العدو التي نصبتها قوى المقاومة منذ مطلع الالفية الحالية سجلت المقاومة انتصاراتها بالنقاط في كل الجولات صغيرها وكبيرها  واخيرها وليس اخرها جولة جينين " بنت موقعة حطين" لقد دفعت هذه الجولة القيادة السياسية والعسكرية لدولة الكيان الى حالة اليأس القاتل والارق الدائم والكابوس الداهم مما دفع بالدولة الصهيونية الى الخلف وتقدم غلاة المستوطنين  والقادة الدمويبن وعلى راسهم الارهابي الدموي نتنياهو لاخذ زمام الامور بايديهم. ان اختيارهم لاكثر الشخصيات دموية وتطرفا  لاشاعة الخراب والقتل والدمار في فلسطين  والفساد في مؤسسة القضاء الصهيونية  (( الركيزة الثانية للكيان)) . لقد اعاد سلوك نتنياهو الى الاذهان السلوك الدموي لبنغوريون مؤسس الكيان  لكن نتنياهو بخلاف بنغوربون مسكون بشبح وكابوس زوال الكيان وشتان ما بين المؤسس ونتنياهو المفلس. ان هاجس زوال الكيان وانهيار معبد الظلم والطغيان يعشعش في راس كل افراد الكيان .انه اليأس يأس الظالم امام بأس المظلوم المنتقم.

قال الادميرال الياباني يلما موتو قائد البحرية اليابانية ابان الحرب العالمية الثانية : ان هزيمة العدو تكمن في دفعه الى الياس من الانتصار.

هذا هو حال الكيان الان

والفضل كل الفضل للمقاومة ومحورها وراس حربتها رجال الله في لبنان.

ان التسونامي اتية لا ريب فيها

وقريبا سنسمع  اجراس كنائس القدس

والتكبيرات من مأذن مساجدها

وتردد بتناغم

الله اكبر فوق كيد المعتدي

الله اكبر يا بلادي كبري

الله اكبر يا بلادي كبري

م/ زياد ابو الرجا

المصدر: موقع إضاءات الإخباري