الهجرة إلى الغرب وأبرز أسبابها
مقالات
الهجرة إلى الغرب وأبرز أسبابها
د. علي حكمت شعيب
23 تموز 2023 , 13:48 م


كتابتي لهذا المقال كانت رداً على سؤال في حلقة حوار مع زميل:

لماذا معظم الناس في بلادنا ترغب بالهجرة إلى الغرب؟

فكان هذا الجواب عليه:

ليس معظم الناس راغبة بذلك لكن هناك جزء منهم في بلادنا يقلّ أو يكثر وفق كل دولة يرغب بالهجرة غرباً وذلك لأسباب أهمها:

١- فساد حكامنا المرتبطين بالغرب والذين تعاهدوا معه على أن يخدموا مصالحه شرط أن يبقيهم على عروشهم وقد شهدنا استرضاء ملك من ملوك العالم بالجواهر والهدايا له ولزوجته من قبل حاكم في بلادنا (ترامب نموذجاً).

فالواقع لم يتغير كثيراً في العصر الحديث انتقلنا من نظام إقطاعي محدود محلي سابقاً إلى نظام إقطاعي إقليمي ودولي اليوم.

وفساد الحاكم يجعله يستأثر بالمال ويهدره عليه وعلى عائلته وأهل خاصته مما يفقر الناس ويثقل كاهلهم وهو لا يكتفي بهذا الإفقار بل يعتمد في قيادته لهم سياسة قمع حرية الرأي والتعبير وقتل وسجن ونفي وسحب جنسية من يعارض ويريد أن يكون حراً لا عبداً للحاكم في بلده.

والحاكم مع اقترافه كل هذا الطغيان تراه آمناً من العقاب غير خائف من التبعات وذلك لارتباط وثيق له بقوة إقليمية ودولية تحميه يؤدي لها الجزية إما نقداً وإما عبر اتفاقيات يبيعهم فيها موارد بلده بثمن بخس ويشتري منهم الأسلحة لأعداء مصطنعين ليقوّي اقتصاد أسياده ويستخف بعقول أهل بلاده.

٢- تأثرُ الناس بالدعاية الغربية الترويجية لثقافتها المادية القائمة على الفردية ولنموذجها الاجتماعي السياسي الخالي من الإنسانية والتودّد والتراحم بين الأسرة الواحدة التي استبدلت بكيان الدولة الراعية.

لكن مع كل ما ذكر نرى أناساً أصحاب بصائر يدركون التركيبة العالمية ويرفضون أن يكونوا مع أبنائهم وذرياتهم أدوات لقوى الهيمنة والنهب لمقدرات الشعوب الأخرى حتى ولو قدمت لهم تلك القوى الدنيا وما فيها لأنهم أصحاب مبادئ.

والمتوقع أن نشهد اليوم هجرة معاكسة من الغرب لكل إنسان صاحب ضمير حيّ يرفض تلك الثقافة الموغلة في الفردية والمبتعدة عن الإنسانية والمتسلطة والطاغية على الشعوب الأخرى والتي بدأت تروّج بقوة للشذوذ الجنسي ولتجاوز قيم أخلاقية كبرى بنيت عليها الفطرة الإنسانية من كرامة وشرف وحياء وعفة.

لذلك لا الجنسية الأمريكية ولا أي جنسية غربية مهيمنة أخرى يجب أن تعادل ولو ارتفع ثمنها قيمة النعل عند الإنسان الحر الشريف.

د. علي حكمت شعيب

المصدر: موقع إضاءات الإخباري