بيروت؛ ٢٣-٧-٢٠٢٣
ميخائيل عوض
١/٣
يدمع القلب على ما الت اليه احوال السورين، وتعجز اليد عن تقديم العون، وليس باق غير الامل والرهان على معجزة، فالحال بلغت ذروتها من الفقر والعوز.
التقارير والارقام المتداولة مخيفة؛ فالبلد والشعب الذي كان اكثر من ٦٠% منه في صفوف الطبقة الوسطى وقد تكفلت دولة الرعاية الاجتماعية بتامين الحاجات الاساسية والضرورية بأفضل ما يكون كالتعليم والطبابة والدواء والنقل والمياه والطاقة والمحروقات والامن والسيادة وشبكات الامان الاجتماعي ووفرت السلع والاكتفاء الذاتي من الغذاء والملبس بأفضل ما يكون وبأعلى درجات الوفرة والرقابة، باتت حالة الشعب السوري يرثى لها بحسب ارقام متداولة كنسبة الفقر التي تجاوز ال٩٠%والفقر المدقع والشديد يقال انه تخطى النسب المنطقية.
وتفتقد الاسر لأبسط الحاجات فالمحروقات نادرة كندرة الكهرباء، وكثرة اعطالها في موسم الحر الشديد. والاسعار اكثر من فلكية تسابق وتزايد على الدولار المتحرك صعودا بلا روادع على رغم الامل العريض ومؤشرات الانفراجات التي حملتها وقائع المصالحة العربية وقمة جدة، والمصالحة الاسلامية بين السعودية وايران، وتبادل الزيارات مع دول عربية واسيوية.
لسان حال السوريين لقد طفح الكيل، اما ان لهذا الفارس ان يترجل. فقد طالت الحرب وطالت المعاناة وطال انتظار الفرج وتضيق فسحة الامل. وكذا؛ بت ترى الوجوه الباسمة حزينة وعابسة، وحركة الشارع والاسواق خالية الا من صاحب الحاجة الاكثر من ضرورية والشكوى دائمة وسائدة حيث يممت وجهك وناظريك
هل هي الحرب ونتائجها وقد دمرت وهجرت وعطلت وغيرت في الاحوال؟؟ ربما وفي سوابق الامم والشعوب مع الحروب ما هو ادهى واشد قسوة مما تعانيه سورية التي مازالت دولتها وقيادتها تحاول وتبذل وتجرب، لتامين ما تيسر، ولم تتورط بإغراق البلاد بالديون وببعزقة المدخرات.
ومن بين الاسئلة الرائجة والمشفوعة بالأمل؛ أليس من قدرات لمجاوزة الازمات وسورية شعب ودولة وتاريخ مفعمة باشتقاق المعجزات في زمن اللا معجزات؟؟
وانجازاتها الجارية في الحرب العالمية العظمى التي فرضت عليها وادارتها بحكمة واقتدار وابدعت واسست لكل ما هو جار من متغيرات عالمية وإقليمية... فهل تخلوا جعبة سورية من الرؤية الخلاصية وطريقتها في ادارة الازمة ولملمة جراحها والنهوض؟؟؟
واذا كانت الحرب ونتائجها المدمرة والاحتلالات وحرمان السورين من ثرواتهم كما التحولات الجارية امور ومسائل لا يمكن التحكم بمساراتها وتطويعها ولو توفرت الارادة والجهد. الا ان ادارة الامكانات والقدرات الموفورة والممكن توفرها على النحو السليم وابتداع وسائل لتأمين الدولة والشعب وتعزيز الاقتصاد وتوزيع الاعباء، وكلفة الحرب بالعدالة امر ممكن بل واجب الحكومة والمؤسسات وادارتها.
غدا الاجابة على الاسئلة
في الاجابة على الاسئلة ؛
بفواعل الرغبة والمنطق والثقة بسورية يكون الجواب بالنعم فسورية قادرة وشعبها ابدي ومبدع وانتاجي، والمنطقي انها لن تفرط بالفرص ولن تنهار وحدتها المجتمعية والوطنية بعد كل التضحيات، ولن تغادر روحها وقيمها والتزاماتها الوطنية والقومية مهما اشتدت الازمات.
غير ان النعم لن تجد كثيرا من السورين يقبلونها ؟؟ فاليأس بات مهيمنا واكثر من مسيطر...
ماذا يترقب السورين؟ ولماذا هم مازالوا صابرين وصامدين وقد مل ايوب من صبرهم...؟ انها واحدة من احاجي اللغز السوري يتجدد على قدمه الموغل في التاريخ..
اين تكمن عناصر الامل؟ وكيف تتعزز الثقة بالدولة والرئيس برغم المعاش وبرغم ان الغالبية المطلقة تشكو وتأن وتحمل المسؤولية للدولة والمسؤولين وخاصة اللجنة الاقتصادية المفوضة والمطلقة يدها منذ سنوات وجل اجراءاتها وقراراتها لم تحقق المأمول والموعود ناهيك ان الفساد بات نمط حياة ونهج في كل شيء، والروايات تتقاطر وبالتفاصيل والاسماء عن ارتكابات وفساد واحتكار، وعن لوبيات ومحتكرين يتسابقون لجمع الثروة والقبض على المفاصل الحاكمة بالقرارات والتوجهات الاقتصادية والاجتماعية وبمسارب الاقتصاد...
قصص وحوادث تسمعها صريحة وجريئة بلا خوف او تحسب ... هل هي الجرأة التي خلفتها الحرب وبيئاتها؟ ام تراجع هيبة وحضور الدولة والاجهزة التي قيل عنها يوما انها تعرف كل شيء فللحيطان اذان وللشوارع عيون..؟؟! ام هي سياسة مقصودة وتحت الضبط بقصد تنفيس الاحتقانات كي لا يتحول الغضب المكبوت الى انفجار وحرائق...
في البيوتات والصالونات تتلمس حالة غير معهودة بل غير مسبوقة من النقد... فقد تفاجئ الازمة بتعبيراتها وتطوراتها ان تأخر العلاج وتعطلت قرون الاستشعار التي اتقنت القيادة السورية استخدامها والتعرف عبرها على درجة الغليان .
تسمع ايضا؛ ما بعد الصبر الا الفرج، واخر الليل احلكه ويتهامسون ويهزون رؤوسهم املا ورغبة لا تصديقا او ايمانا بقرب الفرج...
ما تقع عليه يدك وما يطرق سمعك؛ تصادق على ان الكيل قد طفح والايام الجاريات قد تكون حبلى بالمفاجآت والتداعيات.....
غدا من يسبق الانفراج ام الانفجار
.../يتبع