كان ملفتا للنظر سرعة الفصائل في الترحيب بدعوة عباس هذه , وهذا ما يدفعنا لطرح السؤال ما هي المعطيات التى تراها هذه الفصائل في دعوة عباس والتى على ضوئها تستحق الترحيب المبالغ به , وهل يعقل ان غالبية ابناء شعبنا الرافضة للحوار مع رموز الذل والعار والخيانة الوطنية.
هذه الجماهير وفي معظم اماكن التواجد لا ترى هذه المعطيات الايجابية التى راتها الفصائل , للحق والحقيقة لا يوجد جديد في دعوة عباس هذه بل ان الرجل يؤكد على مواقفه العبثية والخيانية بالقول والفعل , بالفعل يؤكدها بحملة الاعتقالات التى تقوم بها اجهزته الامنية ضد مناضلي ومقاومي شعبنا الفلسطيني , فهل حملة الاعتقالات هذه تعتبر بادرة حسن نية من عباس تستحق الترحيب , وبالقول فتصريحات عباس واركان زمرته تؤكد على تمسك هذه الزمرة بنهج التنازل والتفريط والتنسيق الامني , والا فما معنى شرط الموافقة على قرارات ما يسمى بالشرعية الدولية والرباعية , هل هناك معنى اخر غير اتفاق الذل والعار اوسلو , وبالمناسبة لا اذكر متى كان اخر اجتماع لهذه الرباعية التى يتبجح بها المدعو عباس.
اذا كانت هذه شروط عباس المسبقة , فعلى اي شيء ذاهبون انتم للحوار , بكل صراحة ترحيبكم بدعوة عباس في ظل هذه الشروط ما هو الا ترحيب باتفاق اوسلو وان كنتم تدعون رفضكم لهذا الاتفاق , كما ويعبر عن عمق العجز والافلاس الفكري والسياسي لدى قيادات هذه الفصائل , اما التبرير بان مخاطر المرحلة تتطلب بدل كل الجهود فهو عذر اقبح من ذنب , فاحدى اهم مخاطر المرحلة تتمثل بسلطة الذل والعار ذاتها وغطاء الشرعية الذي تتلحف به , ومجرد الجلوس مع رموز هذه السلطة هو بمثابة التاكيد على شرعية هذه السلطة ورموزها , ان مواجهة مخاطر المرحلة تمر بالممر الاجباري المتمثل بنزع الشرعية عن فاقدي الشرعية , لا بتعزيز شرعيتهم المزعومة , والادعاء بغير ذلك هو هرطقة سياسية لا اكثر ولا اقل , ان الموقف الثوري والسليم يستدعي رفع شعار ( نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية بميثاقها التاسيسي لعام 64 كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ,, لكن القيادة الحالية هي قيادة غير شرعية ولا تمثل شعبنا الفلسطيني ) فبمثل هذا الشعار نقطع الطريق على الطامحين بالوصاية , وفي ذات الوقت نقطع الطريق على نهج التنازل والتفريط في الساحة الفلسطينية