لا يكادُ يَومٌ يَمُرُّ على لبنانَ، إلَّا ونقرأُ ونسمعُ من مسؤولين أوروبيين وأمريكيين وصهاينة، تهديداتٍ مختلفةَ الأشكال ِ والألوان ِ والأحجام، جميعُها تَصُبُّ في خانَةِالعِداءِ للمقاومة، ومساندةِ"إسرائيل" ورفعِ معنوياتِها.
لبنانيون كُثُرٌ يشاركون السِيبَةَ الثُلاثيَةَ هجمتَها الشَرِسَةَ على المقاومة لَكنْ مِنَ الدّاخِل،
و بوجوهٍ عَفا عليها الزَمَنُ وأصبَحَت ماركَةً مُسجَلةً لدى المقاومةِ ومشهورَةً بِالعمالَةِ والإجرامِ والِاستِرزاقِ وبيع ِ الأوطان.
أوَّلُ هذه الوجوه وَجهُ سمير جَعجَع، الذي يعيشُ مُقتاتاً على دماء شركائِهِ في الوطن، وأبناءِ جِلدَتِهِ ودينه. وفي شراشيبِ سَرجِهِ يتعلَّقُ آلُ الجُمَيِّل ِ، كعائلَةٍ سياسيةٍ تعتمدُ خطابَ الكراهيةِ والعنصريَّةِ سبيلاً
لتفريقِ اللبنانيينَ من دون ِأيِّ وجهِ حَق، هذه المخلوقاتُ التي أدمنتِ العمالة تَتبَعهُا وجوهٌ أُخرىَ مُوزَعَةٌ على امتِدادِ جغرافيا لبنان، شِمالاً وجنوباً،
و ساحلاً وجبلاً.
إذاً هؤلاءِ هم ذخيرةُ أمريكا ومعاونوها في وطنِ الأرز، كأخطر الأدوات الخَطِرَة، تستخدمهُم لتمزيقِ الوضع ِ الداخليِّ اللبنانيّ، نجحوا أكثر مِما نَجَحَت أقزامُ العمالةِ والِانبِطاحِ في جنوبِ اليَمن وشمالِ سورية وإقليم كردستان العراق.
واشنطن التي فَوَّضَت باريسَ التفاوضَ حول ملفِّ الرئاسة اللبنانية عاودَت سحب هذا التفويضَ، لأنّها تريدُ تعقيدَ الملفِّ وزيادةَ الضغط الِاقتصاديِّ، بهدفِ تجويعِ الشعب أكثر، ولتوسيع ِالفَجَوَةِ بين الفقراءِ والأغنياء، تمهيداً لخلق فوضىَ اِجتماعيةٍ تتَّخِذُ طابَعَ ثورةِ الجِياع أوانتفاضةِ الفقراءِ ضِدَّ الأغنياءِ، كنُسخَةٍ تشرينيَّةٍ ثانيةٍ، مختلفةِالوجهِ والعنوان، يكونُ حزبُل الله تحديداً، وسلاحه، هوالهدف الأوحَد،الذي تتوخّى تحقيقه.
إنَّ محاولات أمريكا وإسرائيل إغراقَ أقدامِ المقاومةِ،في سيلٍ منَ الدماءِ،في داخل لبنان، هيَ لازِمَةٌ مُتكرِّرةٌ لا تنقطع، في المعزوفة الأمريصهيونية، ولكنَّ وعيَ قيادة المقاومة، وتجاوبَ حلفائٍها الكبيرَ معها، يمنعان ِ الأعداءَ من تحقيق ِ أهدافهِمُ الدّنيئة، ويقطعُ الطريقَ على الفتنةِ التي يريدونها، ويُحَصِّن وضع لبنانَ الأمني َّالمُجتَمَعِيّ، من خلالِ تعاونِ جهازِ أمنِ المقاومةِ معَ الأجهزةِ الأمنيةِ لِلدّولةِ
ومؤسساتها،والتنسيقِ المشترك العالي المستوى القائم بينهما.
بالنسبَةِ لِملَف رئاسةِ الجمهوريةِ،فإنّه لايزالُ عالقاً بين مؤيدي الوزير فرنجية وفريق التعطيل الأمريكي لِعَدمِ تَوَفُّرِ نِصابٍ قانونيٍّ لِانْعِقادِ جلسةٍ يُستَكمَلُ فيها العملُ لِانتخابِ رئيسٍ وتحريرِ البلادِ من قيودِ الِانقسامات،وأنَّ رفضَ فريقِ عوكرَ الحِوار، وتمَوضُعَ التيارِ العونيِّ في الجهةِ المقابلة، يجعلُ اِنتخابَ الرئيسِ العتيدِ في خانَةِ المستحيل، ويَزيدُ الأمور تعقيداً.
الطرفُ الوحيدُ القادرُ على التحرُّرِ من القيودِ الغربيةِ هوَ التيارُ الوطنيِّ الحُرّ،5 الذي يُعِيدُ صياغةَ ورقةِ التفاهُمِ معَ حزبِ الله، عَبْرَ لِقاءَاتٍ "ثلاثةٍ" عقدَها معهُ،كانت غيرَ علنيةٍ حصلت بين رئيسِ التيارِ جبران باسيل ومسؤول ملف الأمن والِارتباط الحاج وفيق صفا، تعمل على رصفِ أرضيةٍ جديدةٍ قوية ومتينة، ترضي الطرفين وتؤمِّنُ الطريقَ لباسيل،بِاتِّجاهِ حارة حريك، وإن تَمَّ الأمرُ بشكلٍ سليم،فإنَّ وصولَ فرنجية إلى قصرِ بعبداً يصبحُ قريباً جداً، ومن دون جدال.
الأمريكيُّ يضغطُ عَبْرَ الِاقتصاد، والأوروبيُّ يضغطُ بملف النازحين السوريين، والمقاومةُ تَرُدُّ بزيادةِ الحركة على الحدود بين فلسطين ولبنان، وترفعُ مستوَىَ خطرِ الِاحتكاكِ مع العدو غير آبهَةٍ بأيَّةِ مواجهةٍ من الممكن أن تحصل.
بين هذه وتلك وأولَئِك يرزَحُ المواطنُ تحت وطأةِ الغلاءِ واشتداد الحرارة وتوزيع الكهرباء بشكلٍ إستنسابي على المناطق كافَّة،
والسياسيون غارقون في الِاهتمامِ بإعادةِ تدويرِ أنفسِهِم وتثبيت مواقِعِهِم حيثِ لا خوفٌ منَ اللهِ، ولا ضميرٌ حَيّ.
بيروت في...
27/7/2023