كَتَبَ د. اِسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اِسماعيل النجار: "خسارات أميركا حول العالم ليسَت من جيبها، إنما من رأس مال الجبناء".
د. إسماعيل النجار
28 تموز 2023 , 23:35 م


لقد أثبت الصراعُ العالميُّ اليومَ وُجهَة نظر الإسلام الصحيح، في مقابل الشذوذِ والِانحلالِ الخُلقيّ،

ومَن راهنَ على الكنيسة الكاثوليكية في العالم كانت نتائج آماله مُخَيبَة جداً، نتيجة اِنجراف بابا الكنيسة نحو ما تريده أمريكا، وأعني الدفاعَ عن الشذوذ والشاذين في كلامٍ، غيرِ متوقّعٍ للبابا فرنسيس، طالبَ فيه بإعطاء الشَّاذِّينَ، ما أسماه حقوقّهم مُعترِفاً لهم بممارسة حياتهم، كما يشاؤون خلاف ماحَرَّمَهُ الإنجيل وأمره بأن يسيرَ عليه، وخلافَ كل تعليمات السيد المسيح عليه السلام.

تراجعَت دولَةُ الشيطان على الكثير من المحاور حَول العالم، ولكنها لَم تنهزِم، وكافةُما تكبّدته من الخسارات كانت على حساب الشعوب التي استعبدتها، بعدما أخضعتها،الولايات المتحدة الأميركية، فخَضَعت لها كافة دُوَل ِالعالم دون إستثناء، حتى روسيا والصين رضخا لطلباتها ورغباتها، في الكثير من المحطات مع الكثير من الدُوَل، ولَم يكُونوا ليتَجَرَّأُوا على اِستخدام حق النقد الفيتو، ضدَّ أي مشروع قرار تقدمه واشنطن في مجلس الأمن.

الدَولةُ الوحيدَةُ الفريدة، على مِساحة هذا العالم برُمَّتِهِ التي قالت: لا، لأميركا، كانت الجمهورية الإسلامية في إيران،بقيادة الإمام الخميني العظيم

(قُدِّسَ سِرُّه) والسيد الخامنائي حفظه الله،

إيران كانت ولا تزالُ إستثناءً في الموقف الصلب، والجُرأَة، والإقدام، وتحدي جبروت الشيطان الأكبر صاحب أكبر وأعظم وأقوىَ قُوَّة قاهرة على وجه الأرض.

والأسباب التي جعلت من إيران تلك دَولةً بهذا الموقف والجُرأَة والقوَّة هوَ "القائد" الشجاع الصادق المؤمن "والمبادئ" الإسلامية القرآنية التي أُنشِئَت عليها هذه الدولَة، والتي تتناقض كُلِياً مع مبادئ وقِيَم الولايات المتحدة الأمريكية الكافرَة والشاذَة والتي تعمل لكي يتحوَّل هذا العالم إلى مجموعات بشرية تشبه الشياطين بأفعالها، تنفي الأديان وتسحقها،وتنهي وجود المؤمنين، وتستبدلُ الكنائس والمساجدَ بمراكزِ التعَرِّي وممارسةِ الشذوذ، الأمرُ الذي يتنافى بديهياً مع الطبيعةَالبشريةَ التي خلقنا الله لنتحلَّىَ بها، وهي أجمل الصفات الإنسانية.

إنَّ وقوف إيران بوجهِ أمريكا وثباتها وصلابة موقفها، شجعا الصين وروسيا وقبلهم كوريا الشمالية،لإتخاذ هكذا مواقف حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، فاضطرت موسكو لِلاِعترافِ بالدورِ الإيرانيِّ الفاعل ِ على الساحتين: الإقليميةِ والدولية، والرضوخ لها، والتعاطي معها نَدِّياً كدولةٍ عُظمَىَ ناشئةٍ تعملُ بصمتٍ واقتدار، لتدميرِ كافةِ مشاريعِ أمريكا، وإنهاءِ هيمنتِها حول العالم

بدورهاالصين اعترفت بإيران دَولَةً عُظمَىَ لَعِبَت دوراً رئيسياً في مقاومةِ الهيمنةِ والتسلُّطِ الأمريكي على الدوَلِ الضعيفة، وامتلاكِ الشجاعةِ والقدرةِ على قصفِ مواقعِها في العراق، بعد اغتيال ِ الجنرال سليماني، وتدميرِ مقرَّاتِها،بينما لم تتجرَّأ الصينُ نفسُها على فعلِ ذلك، ولا حتى روسيا العُظمَىَ التي تُنَسِّقُ معها بكل كبيرةٍ وصغيرة.

إذاً مَن طَلبَ الموت فَرَّ من أمامه أعداؤه، ومَن طلَبَ الحياةّ أخطأَ في خِياره،

وها هي أمريكا التي واجهتْ نفوذَ روسيا وإيران، تتقهقرُ وتتراجع، وكل الأثمانِ التي دفعتْها كانت من بيوتِ وجيوبِ الآخرينَ وأكثريتُهم من الدوَل ِ العربيةِ الجَبّانةِ والمنبطحة.

واشنطن لم تخسر من جيبها أيَّ شيءٍ؛ حتى قتلاها جُلُّهُم كانوا جنوداً مرتزقةً وشركاتٍ أمنِيَّةً مدفوعةَ الثمَن.

النصر حليف مِحوَر المقاومة

المصدر: موقع إضاءات الإخباري