تتطلع وكالات الفضاء حول العالم دائمًا إلى توسيع نطاق أنشطتها في المجال الفضائي، وتشمل ذلك إمكانية إرسال رواد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الفضاء.
وفي هذا الصدد، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن تشكيل فئة جديدة من رواد الفضاء تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة، وجرى اختيار جون مكفال ليكون أول رائد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم.
من هو جون مكفال ؟
يعد جون مكفال مشاركًا سابقًا في ألعاب الأولمبياد لذوي الاحتياجات الخاصة وجراحًا في قسم الرعاية الصحية العامة التابعة لخدمة الصحة الوطنية (NHS) في المملكة المتحدة، وبعد اختياره من قبل ESA، سيبدأ في التدريب التأهيلي الذي يُجريه كل رائد فضاء مستقبلي في مركز رواد الفضاء الأوروبي بألمانيا.
تدريب رواد الفضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة
إن إرسال رائد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الفضاء يتطلب دراسة جدوى متنوعة تشمل تعليمهم البقاء على قيد الحياة في البحر وإجراء اختبارات في بيئات الضغط المنخفض، فضلًا عن تدريبهم على التحليق بالطائرات في ارتفاعات عالية. ويشارك جون مكفال حاليًا في برنامج تدريبي لاختبار ساقه الاصطناعية في بيئة تنعدم فيها الجاذبية، وذلك استعدادًا للسفر إلى الفضاء.
تهدف دراسة جدوى تشكيل فئة جديدة من رواد الفضاء إلى تحديد الظروف المناسبة لإرسال أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الفضاء، وستساعد في بناء عتاد صلب يمكنهم استخدامه في الفضاء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إرسال رائد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة يمثل رسالة مؤثرة للعالم بأن العلم والفضاء متاحان للجميع، بغض النظر عن الإعاقات التي يعاني منها الأشخاص.
فكرة إرسال رواد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الفضاء
تعتبر فكرة إرسال رواد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الفضاء تحدٍ جديد في مجال السفر الفضائي، حيث يشكل التحدي الأكبر هو تأمين ظروف آمنة ومناسبة لهم للبقاء والعمل في الفضاء. ومع ذلك، يمكن أن يتحقق هذا الهدف من خلال تطوير تكنولوجيا جديدة وإجراء دراسات وتدريبات تأهيلية مكثفة.
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 15٪ من سكان العالم يعانون من إعاقات مختلفة، وبالتالي فإن إرسال رواد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن أن يساهم في تعزيز التمثيل العادل والمتساوي لهذه الشريحة المهمة من المجتمع.
صعوبات إرسال رواد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة
ومن المهم أيضًا النظر في التحديات المحتملة التي يمكن أن تواجه رواد الفضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل توفير الرعاية الطبية والتغذية المناسبة والإسكان والنقل والأدوات المساعدة والتواصل مع الأرض. ولذلك، يجب أن يتم توفير الدعم اللازم لهؤلاء الرواد لضمان نجاح هذه الرحلات الفضائية المستقبلية.
ويتطلع العالم بشغف إلى رحلات الفضاء المستقبلية التي ستتضمن رواد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وستساهم بذلك في تعزيز التمثيل المتساوي لهذه الفئة المهمة من المجتمع في هذا المجال الحيوي. ونأمل أن تستمر الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف، وتوفير الدعم اللازم لهؤلاء الرواد في جميع مراحل الرحلة الفضائية.