تعتبر خلايا هنريتا لاكس، التي تم جمعها دون إذنها، واحدة من أهم الأدوات وأكثرها إنتاجًا في الطب، وتستخدم في تطوير لقاح شلل الأطفال والاستنساخ ورسم الخرائط الجينية. ولكن تم جمع هذه الخلايا دون إذنها، ولم تستفد عائلتها من استخدامها التجاري.

من هي هنريتا لاكس ؟

كانت هنريتا لاكس، مزارعة التبغ الأفريقية، أما لخمسة أطفال عندما توفيت بسرطان عنق الرحم في عام 1951، وفي المستشفى أخذوا عينتين من عنق رحمها (جزء صحي وجزء سرطاني) دون إذنها أو علمها.

الخلايا الدائمة 

اكتشف الدكتور جورج أوتو غي، أن الخلايا يمكنها فعل شيء لم يسبق له مثيل في الخلايا البشرية، وهو البقاء على قيد الحياة والاستمرار في النمو إلى أجل غير مسمى، إذ كانت الخلايا المستنبتة تعيش بضعة أيام فقط في المختبر. 

اختبارات على خلايا هنريتا لاكس

ومنذ ذلك الحين، تم تعريض هذه الخلايا للسموم والفيروسات والإشعاع، وأُرسلت إلى الفضاء مرات عديدة، وساعدت في تطوير لقاح شلل الأطفال والاستنساخ ورسم الخرائط الجينية، بحسب مقالة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية.

تنمية خلايا هنريتا لاكس

وابتداءً من العام 2014، قام العلماء بتنمية نحو 20 طنًا من خلايا هنريتا، وكان هناك ما يقرب من 11000 براءة اختراع تتعلق بها. وفي عام 2010، تم بيع أنبوب من الخلايا بنحو 260 دولارًا أمريكيًا.

الاستخدام التجاري لخلايا هيلا 

لسوء الحظ، لم يتم تعويض عائلة هنريتا بأي شيء، إذ لم يتمكن معظمهم حتى من تحمل تكاليف التأمين الصحي. ولكن توصلت عائلة لاكس أخيرًا إلى تسوية مع شركة "Thermo Fisher Scientific" بشأن استخدامهم التجاري لخلايا ابنتهم، التي أُطلق عليها اسم خلايا "هيلا" (الأحرف الأولى من اسم لاكس).

البعد الأخلاقي لقصة خلايا هنريتا لاكس

تعتبر قصة خلايا هنريتا لاكس قضية اجتماعية هامة، حيث يجب أن تحظى الأفراد بحقوقهم المشروعة على ممتلكاتهم الحيوية ويتم معاملتهم بكرامة واحترام. وتعد هذه القضية أيضًا تذكيرًا بأهمية إجراء البحوث العلمية بطرق مسؤولة وأخلاقية، وضرورة تعزيز الشفافية والحوكمة في هذا المجال.

يجب على الشركات والمؤسسات الطبية أن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية وأن تعوض الأفراد عن استخدام خلاياهم في الأبحاث التجارية، خاصة إذا كانت هذه الخلايا تستخدم في تطوير منتجات يتم تسويقها وتحقيق أرباح منها.

أهمية خلايا هنريتا لاكس

لقد أدت خلايا هنريتا لاكس إلى تحقيق إنجازات طبية هائلة، ولكن ينبغي أن يتم إعطاء الأفراد حقوقهم المستحقة وتعويضهم عن استخدام خلاياهم دون إذنهم. كما ينبغي التأكيد على أن الاهتمام بالبحوث العلمية يجب أن يتم بطرق أخلاقية ومسؤولة، وعلى المؤسسات العلمية والشركات التجارية أن تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية تجاه المجتمع.