قراءة في البيان الصادر عن دائرة الاعلام المركزي في الجبهة لتحرير فلسطين
فلسطين
قراءة في البيان الصادر عن دائرة الاعلام المركزي في الجبهة لتحرير فلسطين
عصام سكيرجي
5 آب 2023 , 10:20 ص

 قالت العرب الاعتراف بالخطأ فضيلة , فالاعتراف هو بداية التصحيح في اتجاه الطريق الصواب , اما المكابرة فان دلت على شيء فانما تدل على الاصرار على الخطأ وتكرار الخطأ والبيان الصادر عن دائرة الاعلام يدخل في باب المكابرة لا اكثر ولا اقل , وهذا بحد ذاته مؤشر على الاصرار على الخطأ وتكراره , تقول الدائرة الاعلامية في بيانها ( نسجّلُ بأنَّ الجبهةَ الشعبيّةَ في لقائها مع الرئيس مع أبو مازن، كانت شديدةَ الوضوح والصراحة، برفض موقفه بشأنِ المقاومةِ السلميّةِ والشرعيّةِ الدوليّةِ ومتطلّباتِ إنهاءِ الانقسام، كما في تفاعلاتِها الثنائيّةِ، وفي الاجتماعِ العام، الذي أكّدتْ فيه الموقفَ ذاتَه، حيثُ استطاعتْ مع غيرِها أنْ تحولَ دونَ تجييرِ الاجتماعِ لصالحِ وجهةِ النظرِ الرسميّةِ التي يحملُها الرئيس أبو مازن ) وهنا نضع اكثر من علامة استفهام وتساؤل وتعجب , واول سؤال نطرحه هنا هل انتم مقتنعين بما تقولون , واذا كان جوابكم بالايجاب فتلك ورب الكعبة مصيبة وطامة كبرى .

فهذه لوحدها دليل انكم خارج اطار الزمان والمكان والواقع ,واستمرار حملة الاعتقالات والتى وصلت الى حد الاشتباك المسلح مع المقاومين بعد ان اخد منكم عباس ما يريد هو دليل على صحة الطرح الذي كان يطالب بمقاطعة اجتماع القاهرة المشؤوم , ثم يتابع البيان بالقول ( لا خيارَ أمامَنا، وأمامَ كلّ فصائلِ الحركةِ الوطنيّة، وقطاعاتِ شعبِنا إلا الاستمرارُ في بذلِ الجهودِ من أجلِ مغادرةِ واقعِ الانقسام، وما ترتّب عليه، وتوحيدِ صفوفِ شعبِنا، وأن يبقى سؤال: لماذا لم ننجحْ في تحقيقِ المصالحة؟ قائمًا ومحفّزًا لنا في استمرارِ التحرّكِ لإنهاءِ الانقسامِ وتحقيقِ الوحدةِ الوطنيّة.) وهنا نعقب ونقول هل حاولتم الاجابة على سؤال لماذا لم ننجح في تحقيق المصالحة , اعتقد ان قراءة اربعين عاما من الحوارات العبثية تعطيكم الاجابة على هذا السؤال , اربعين عاما هي اكثر من كافية للدلالة على عقم الحوار مع اصحاب نهج التنازل والتفريط والخيانة في الساحة الفلسطينية , وما الاصرار على تكرار تجربة الحوارات العبثية الا دلالة على العجز والافلاس الفكري لا اكثر ولا اقل . ما تبقى من البيان لا يتجاز الديباجة اللغوية التبريرية لا اكثر ولا اقل . كنا نتمنى لو انكم استلهمتم تاريخ وارث الجبهة والقادة المؤسسين واعترفتم بالخطاء الذي اقدمتم عليه , فلو فعلتم ذلك لاستبشرنا بعودة الجبهة الى الخط والنهج الثوري السليم . اما وانكم تكابرون فهذا مؤشر الى اي اتجاه تاخدون الجبهة , وهنا لا يسعنا الا الترحم على القادة المؤسسين , وتوجيه الدعوة للامين العام بالمبادرة الى تصويب اوضاع الجبهة قبل ان تصل الى مرحلة الضياع التام


المصدر: موقع إضاءات الإخباري