قراءة في التطورات الجديدة والمشهد الميداني والسياسي السوري
دراسات و أبحاث
قراءة في التطورات الجديدة والمشهد الميداني والسياسي السوري
7 آب 2023 , 19:27 م

قراءة جديدة للمشهد السوري من الناحية الميدانية والسياسية كما يراها الباحث السياسي من جمهورية مصر العربية الأستاذ  / إيهاب شوقي 

إعداد  :  حسين المير 

رئيس التحرير  : الأستاذ شاكر زلوم 

موقع إضاءآت  ..  بيروت 


حول المخططات الجديدة في المنطقة الشرقية لسوريا 

وما يرسمه المحتل الأمريكي بالتعاون مع ادواته 

ومرتزقته وما يحضره عسكرياً من استقدام تعزيزات ومعدات عسكرية من العراق إلى قواعده المحتلة 

في المنطقة الشرقية  وعن الأهداف والمخططات .؟؟ 

قال الأستاذ إيهاب شوقي  .. 

◾قبل التطرق للمشهد الميداني والسياسي في سوريا يجب التطرق للمشهد الدولي والإقليمي، وهو ما يمكن أن يتلخص في احتدام الصراع الدولي ووجود أولويات قصوى وعاجلة لدي كل من أمريكا وروسيا تتعلق بفرض الإرادات لتثبيت النظام العالمي الأحادي وفقا لإرادة أمريكا، ولتغيير النظام العالمي باتجاه تعدد الأقطاب وفقا للإرادة الروسية.

وللصراع الدولي انعكاساته الإقليمية، فالمعسكر الأمريكي بالمنطقة يسعى للحفاظ على مكتسباته، بينما يحافظ معسكر المقاومة على صموده ومقاومة الحصار وتنمية القدرات.

وهذا الصراع بدأ يتسع أفقيا في جبهات مختلفة مثل دول الجوار الأوكراني في شرق أوربا، وكذلك في أفريقيا مثلما حدث في انقلاب النيجر الأخير، ولعل منطقتنا وتحديدا سوريا، هي من الجبهات التي تشكل عقدة وملتقى للصراع الدولي والإقليمي.

وبالتالي فإن التواجد الأمريكي غير الشرعي ومجاورته للتواجد الروسي، هو جبهة محتملة لصراع قد يكون وشيكا إذا ما تحول الصراع لصراع مفتوح، وبالتالي تتحول الجبهات من جبهات ساكنة بغرض تثبيت النفوذ إلى جبهات مشتعلة بغرض حسم الصراع.

من هنا يمكن قراءة الحشود والتعزيزات الأمريكية، فهي تعبر عن قلق أمريكي من روسيا وسوريا ومحور المقاومة عموما، وكذلك تثبت جديتها في أن تموضعها بسوريا ليس تموضعا ثانويا، وانما تموضع استراتيجي يمكن خوض المعارك من أجل تثبيته  .

وحول وجود معلومات وتحليلات عن نية القوات الأمريكية المحتلة قيامها بعملية عدوانية تهدف 

إلى قطع الطريق الدولي بين العراق وسوريا والسيطرة على كامل المنطقة الشرقية بعملية تصل فيها سيطرة قوات الإحتلال إلى قاعدة التنف على الحدود الأردنية العراقية  وماهي الغايات من ذلك .؟؟


فأشار الأستاذ إيهاب شوقي   .. 

◾ لا نستطيع التعويل كثيرا على هذه التسريبات، لأن أمريكا في وضع مأزوم وهي تفضل تثبيت الأوضاع بسياسة حافة الهاوية وإبقائها على الحافة، كما تفضل الحرب بالوكالة عبر الميليشيات والحركات التي تقوم بتدريبها وتوظيفها.

ولكن الثابت هو أن قطع تواصل محور المقاومة هو الهدف الرئيسي للتواجد الأمريكي وبالتالي فإن الترجمة العسكرية لهذا الهدف هو قطع التواصل العراقي السوري باعتبار العراق بوابة للمقاومة سواء من ايران او الفصائل والألوية المقاومة، كما أن قاعدة التنف هي بوابة تدريب وإدخال الميليشيات التي تدربها أمريكا وكذلك قاعدة لوجستية للقوات الأمريكية، وبالتالي فهذه التسريبات تصبح واقعا عند نشوب المعركة بشكل فعلي  .

وعن إحتمال  إندلاع مواجهة بين الجيش العربي السوري وحلفاءه مع قوات الإحتلال الأمريكي وادواته 

وهل سيحصل صدام عسكري روسي أمريكي في حال تطورت الأمور  .

قال الأستاذ إيهاب شوقي   .. 

◾المنطقة الشرقية هي الجبهة المباشرة بين محور المقاومة وأمريكا، وهي التي شهدت اشتباكات عملية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال الأمريكي.

كما تعد حديثا بؤرة صدام محتمل بين أمريكا وروسيا بعد الحوادث الأخيرة التي شهدت اقترابا خطرا للطائرات والمسيرات.

وبالتالي فإنها مرشحة للاشتعال ولكن هناك عدة تعقيدات، فوفقا للطريقة الأمريكية المفضلة، فقد تكون الخيارات المفضلة هي دفع "قسد" للقيام بهذه المهمة، ولكن علاقة تركيا بالملف تعطل هذا الخيار، لأن تركيا لا تريد نصرا وتمركزا لقسد على حدودها، كما لا تريد نصرا للروس وللجيش العربي السوري على حدودها بالتوازنات الحالية، لأن ذلك سيفاقم من الخسائر التركية اقليميا ويساعد في بسط السيادة السورية وما يتبع ذلك من تأثير على طموحات تركيا وارتدادات ارهابية على اراضيها بعد هزيمة الجماعات التكفيرية التي ترعاها.

وبالتالي فإن سيناريو التورط الامريكي المباشر بعمليات نوعية للمقاومة هو الأقرب إذا ما تأزمت الأمور وهو على غير الرغبة الأمريكية.

وربما يصبح الوجود الامريكي في سوريا ورطة حقيقية لأمريكا اذا ما تصاعد التحرش الروسي واندلعت عمليات مقاومة شعبية وعسكرية. 

وتعليقاً على المناورات المتتالية للجيش العربي السوري 

والقوات الروسية وماخلفياتها وهل وجهت رسائل المناورات  الأمريكي والتركي  .؟؟  

قال الأستاذ إيهاب شوقي  .. 

◾هذه المناورات هي رسائل ضغط موجهة لأمريكا وعلى أمريكا التعاطي معها بجدية وعدم الاستهانة بها لأن الوضع الراهن في سوريا غير قابل للاستمرار لفترة طويلة، كما أن الرهان الأمريكي على هزيمة روسيا في أوكرانيا وبالتالي انزوائها وفقد نفوذها في سوريا وفي الإقليم هو رهان كارثي لأن روسيا لن تسمح بالهزيمة حتى لو اندلعت حرب نووية عالمية، كما لا تبالي بالاشتباك مع أمريكا في سوريا لو حاولت امريكا المساس بالمصالح الروسية في سوريا.

وبخصوص تركيا فهي رسائل موجهة بعناية لتركيا باعتبار الرهان التركي على المناورة مع روسيا في الملف الاوكراني لانتزاع تنازلات في سوريا هو رهان خاطئ وهذه المناورات تقول للتركي أن المعارك ستكون مشتركة ضد الإرهاب وضد أي محاولة ايضا لتغيير الوضع على الحدود تحت مسمى المنطقة العازلة او غيرها.

وفي المشهد السياسي وحول تفسير عودة الفتور بعد الإنفتاح وماهيَّ الأسباب وهل تعتبر عملية ضغوط جديدة  .؟؟ 

اكد الأستاذ إيهاب شوقي 

◾ الرهان على عودة عربية لسوريا تحت لافتة دعم الخيارات السورية هو رهان خاطئ، ولكن القراءة التي نتبناها هي عودة عربية كمحاولة لاحتواء سوريا واقتطاع أجزاء من تحالفاتها المتينة مع ايران وروسيا وكذلك كنوع من انواع سياسة "صفر مشاكل" التي تبناها محمد بن سلمان مؤخرا مع ايران بهدف التفرغ لجمع الأموال اللازمة لتنفيذ رؤية 2030 والتي تتطلب مناخا مستقرا واسعارا مرتفعة للنفط، وبالتالي يفهم حرصه على خفض الانتاج وهو ليس تحديا كبيرا لامريكا ولا تحالفا متينا مع روسيا، وانما مصلحة سعودية بحتة، وكذلك التهدئة مع ايران وسوريا هي لتوفير المناخ الاستثماري الذي يتطلب الاستقرار والبعد عن الحروب المحتملة في اليمن او مع ايران ومحور المقاومة.

لكن المراقب للتحركات السعودية يرصد انها شكلية وقاصرة على العمل الدبلوماسي دون خطوات فعلية سواء مع ايران او سوريا.

وعن مواقف وأسباب طلب بعض سفارات دول الخليج في لبنان الطلب من رعاياهم مغادرة  الأراضي اللبنانية فوراً  وهل تمتلك السعودية معلومات عن قرب إشتباك أو عمل عسكري في لبنان  أم أنها عملية ضغط سياسي لرضوخ المنظومة السياسية في لبنان للمطالب السعودية  .؟؟ 

أجاب الأستاذ إيهاب  .. 

◾ الخطوة التي قامت بها السعودية هي أقرب للخطوة الانتقامية بسبب فقدان نفوذها في لبنان وفشلها في كسر المقاومة وانتزاع تنازلات سواء من ايران او سوريا او حزب الله بعد مناورة التقارب المزعوم.

وهذه الخطوة يبدو وأنها مخطط لها ومنسقة مع دول خليجية اخرى بدليل ما تبعها من خطوات كويتية وبحرينية وقطرية.

ولا تعكس هذه الخطوة معلومات سعودية خاصة عن حدث بعينه بدليل ان امريكا أو أي دولة اوربية اخرى قامت بمثل هذه الخطوة رغم الاختراق المعلوماتي والاستخباراتي الأمريكي والذي لايمكن مقارنته بنظيره السعودي في لبنان.

هي خطوة لتعميق الأزمة الاقتصادية ومنع دخول اي عملة صعبة من السائحين، وهي في سياق الحصار الذي يمارسه الخليج وأمريكا على لبنان وسوريا ولا تعبر عن أي حدث أو توقع لحرب وشيكة، رغم أن احتمالات اندلاع حرب تبقى مفتوحة وواردة  .


في نهاية هذه القراءة والمعلومات والتحليل  

من موقع إضاءآت  جزيل الشكر والتقدير

للاستاذ إيهاب شوقي .كان ضيفاً عزيزاً   . 

والشكر موصول للأستاذ شاكر زلوم رئيس تحرير موقع إضاءآت في بيروت  .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري