تتقدم التكنولوجيا بخطى سريعة في تحسين مجال الرعاية الصحية، وآخر الابتكارات التي تجذب الانتباه هي استخدام الذكاء الاصطناعي لكشف مضاعفات السكري عن طريق فحص عيون المرضى. يعمل باحثون من جامعة ليفربول وجامعة مانشستر Metropolitan على تطوير تقنية جديدة تستهدف اعتلال الأعصاب المحيطية بالسكري (DPN) باستخدام الذكاء الاصطناعي.
اعتلال الأعصاب المحيطية بالسكري (DPN)
تعتبر مضاعفات السكري من أهم الأمور التي يجب مراقبتها ومعالجتها للمرضى. ومن بين تلك المضاعفات، يعتبر اعتلال الأعصاب المحيطية بالسكري (DPN) أحد المشكلات الرئيسية التي تواجه المرضى، ويعتبر السبب الأول لبتر الأطراف لدى مرضى السكري. يحدث هذا الاعتلال نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم التي تؤدي إلى تلف الأعصاب المسؤولة عن إرسال الرسائل من الدماغ والحبل الشوكي إلى باقي أجزاء الجسم.
الذكاء الاصطناعي للكشف عن مضاعفات السكري
تعتمد التقنية الجديدة على تعديل معدات فاحصي البصريات في الشوارع ليتمكنوا من فحص الأعصاب في مقدمة العين بدلاً من الخلف. يتمكن جهاز الذكاء الاصطناعي المدمج في الجهاز من التنبؤ بالضرر المستقبلي للأعصاب المحيطية. وقد تم منح الفريق المشارك في هذا المشروع تمويلًا بقيمة 1.4 مليون جنيه إسترليني لتطوير الجهاز الجديد.
العيون ومرض السكري
تعد العين مرآة الجسم، وتعكس حالة الأعصاب في مناطق أخرى من الجسم. وهذا ما يجعل فحص العيون مهمًا لكشف مضاعفات السكري المحتملة. ووفقًا للدكتور أوزمان علم من جامعة ليفربول، فإن الأعصاب الموجودة في مقدمة العين تعكس بدقة حالة الأعصاب في مختلف مناطق الجسم.
أهمية التقنية الجديدة
تحمل هذه التقنية الجديدة العديد من المزايا المحتملة. فعن طريق مسح الأعصاب في مقدمة العين، يمكن للأطباء الكشف عن تلف الأعصاب وتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة في وقت مبكر.وبالتالي، يمكن توجيه العلاج بشكل فعال وتقديم الرعاية المناسبة قبل أن يتفاقم الضرر العصبي. وهذا يساهم في تحسين نتائج العلاج وتقليل مضاعفات السكري على المدى الطويل.
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يعزز قدرة الأطباء على تحليل البيانات وتفسيرها بدقة وسرعة. يمكن للنظام الذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات ضخمة من البيانات البصرية والبيانات السريرية المرتبطة بالمرضى، واستنتاج نمط الأعصاب المتضررة وتقديم تشخيص دقيق.
تتجاوز فوائد هذه التقنية الجديدة استخدامها في تشخيص السكري فقط. فقد تكون قادرة على تطبيقها في العديد من الأمراض الأخرى التي تؤثر على الأعصاب المحيطية. وتعتبر هذه الابتكارات الطبية المبتكرة خطوة هامة نحو تحسين رعاية المرضى وتشخيص الأمراض في وقت أبكر.
في النهاية، تعد تقنية استخدام الذكاء الاصطناعي لكشف مضاعفات السكري عن طريق فحص عيون المرضى ابتكارًا مثيرًا للاهتمام يعد بتحسين الرعاية الصحية للمصابين بمرض السكري. ومن المتوقع أن يستمر التطور في هذا المجال وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى من الطب لتعزيز جودة الحياة وتحسين النتائج الصحية للمرضى.