عبد الحميد كناكري خوجة: ”من بيغاسوس إلى إبليس...تجسس في تلبيس.“
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: ”من بيغاسوس إلى إبليس...تجسس في تلبيس.“


”تشفير وتخدير...بمودة وتسخير، وتحكم وتزوير“

”أصابع الشيطانين الرقمية... بثوب المودة الوهمية“

”حرب بلا مدافع... وعيون تتلصص من خلف الهواتف“

في زمن صار فيه الهاتف حليفا للهاجس، والغيمة سلاحا للهاكرز، تنكرت منظومة الغاصب الخفية برداء الحداثة، وتسللت من بوابة ” الذكاء“ لا ” الأخلاق“...محولة التواصل الى تواطؤ مموه والتقنية إلى تكنيك في التعدي والتنصت.

لاطائرات تحلق، بل أقمار ترصد،

ولا مجنزرات، مصفحات، أو دبابات تقتحم، بل خوادم تتلصص... إنه الغزو السيبراني، الذي يخترق الخصوصيات كما تخترق الرصاصات الرؤوس والجباه.

من بيغاسوس إلى رفاقه في الظل والخفاء:

” سيغنيت“ ، ” أمان“ ”وحدة8200 “ و”الشين بيت“،

تنشط أزرع أحفاد الخنازير التجسسية بخوارزميات الخديعة، تجند العملاء خلف أسماء مزورة، وتغرر بالشباب العربي والإسلامي عبر حسابات تحاكي الهوية والإنتماء، لكنها تخفي سم الخيانة في عسل الشعارات.

وهاهنا التحذير الرباني يدوي في مسامع العقول الحية: ” ولاتجسسوا “ الحجرات 12

” ياأيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول“ الأنفال 27

إنهم لايحاورون...بل يناورون بثوب المودة لإكمال المؤامرة.

ولا يصادقون...بل يراقبون، يسجلون، ويبتزون...

رسالتي إلى كل شاب عربي: حين يصلك طلب مريب، أو رابط غريب، أو حين تقرأ كلمات فيها شيئ من الإنزلاق، فكن الحصيف الرقيب، وسارع بإبلاغ الجهات المختصة في مكافحة التجسس السيبراني، ولا تكن جسرا تعبر عليه أدوات الإحتلال لنهش كرامة الأمة.

فالخيانة تبدأ بنقرة، وتنتهي بدمعة، وتمر عبر شيفرة.

إحذروا المندسين، ولا تنخدعوا ب ” الفلتر“...

فاأحفاد السفاح والأحقاد يبتسمون في الشاشة، لكنهم ينهشون في الظلام.

وبكلمة أخيرة: إن كنت تظن أن المعركة صواريخ وبنادق، فراجع مفاهيمك...فاليوم، العقول تسرق قبل الخرائط، والكرامة تسحب من وراء الشاشات الذكية لا من خطوط النار والإشتباك.

فكن حارسا أمينا وفيا لذاكرتك، جنديا في وعيك، ودرعا إلكترونيا لأمتك.

تذكر ولاتنسى...من خان بالفارة، خان بالذخيرة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري