البكتيريا المدرّبة: سلاح جديد في مكافحة السرطان داخل أجسامنا
علوم و تكنولوجيا
البكتيريا المدرّبة: سلاح جديد في مكافحة السرطان داخل أجسامنا
14 آب 2023 , 14:55 م

في تطور علمي مبهر، أظهرت دراسة حديثة أنه يمكن لبكتيريا معدلة ومدرّبة أن تكون قادرة على اكتشاف وصول السرطانات إلى أجسامنا. قام فريق من الباحثين الدوليين بتوضيح كيف يمكن لنوع محدد من البكتيريا، بتوجيهات معينة، أن يكشف عن وجود سرطان الأمعاء أثناء تكوّنه في نماذج خلوية وحيوانية للمرض.

على الرغم من أن هذا النهج لا يزال بعيداً عن التجارب السريرية ويتطلب المزيد من الأبحاث لاختبار فعاليته وسلامته، فإن فكرة استخدام الميكروبات المعدلة كأدوات تشخيصية تبدو واعدة للغاية.

استخدام البكتيريا كمستشعرات حيوية 

يعرّف الجهاز الهضمي لدينا بأنه مبطن بالبكتيريا، ويحاول العلماء توظيف الخصائص الطبيعية لسلالات بكتيرية محددة لتعمل كمستشعرات بروبيوتيك. وقد أظهرت هذه "المستشعرات الحيوية" نتائج واعدة في رصد صحة الأمعاء والكشف عن نزيف الأمعاء والالتهابات وأورام الكبد، على الأقل في تجارب المختبر على الفئران والخنازير.

تعديل البكتيريا لاستكشاف السرطان 

وفي هذه الدراسة الجديدة، أجرى فريق بحث بقيادة العالم البيولوجي روبرت كوبر من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، تعديلات على بكتيريا معينة لتعزيز قدرتها على اكتشاف قطع الحمض النووي المتساقطة من خلايا سرطان القولون والمستقيم، سواء في النماذج الخلوية أو الحيوانية.

وأوضحت عالمة الطب الحيوي ومعدة الدراسة سوزان وودز من جامعة أديلايد في أستراليا أن هذه الدراسة توضح كيف يمكن تصميم البكتيريا لاكتشاف الحمض النووي المحدد لتشخيص المرض في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.

تدريب البكتيريا 

تم اختيار نوع من البكتيريا يُدعى "Acinetobacter baylyi"، والذي يتميز بقدرته على استيعاب الحمض النووي من بيئته. وعادةً ما يستخدم هذا النوع من البكتيريا قدرته على البحث عن مواد غذائية ومستخلصات عضوية. ولكن بعد التعديل الجيني، أصبحت هذه البكتيريا قادرة على اكتشاف الحمض النووي المتساقط من خلايا سرطان القولون والمستقيم.

آلية كشف السرطان بالبكتيريا المعدلة 

تم تجهيز هذه البكتيريا المعدلة بجين يُشفّر لإنتاج بروتين محدد يعمل كمؤشر للكشف عن وجود السرطان. وعندما تتفاعل البكتيريا المعدلة مع الحمض النووي المتساقط من خلايا السرطان، يتم إنتاج هذا البروتين المؤشر، مما يؤدي إلى إشارة إشعاعية تظهر على الأشعة السينية أو الصور المقطعية، مما يساعد على تحديد موقع ونشاط الورم بدقة.

أهمية هذا الاكتشاف  

ومع ذلك، فإن استخدام البكتيريا المعدلة كأداة للكشف عن السرطان يعد تطورًا مثيرًا للاهتمام في مجال الطب. إذا تم تطوير هذه التقنية بنجاح، فقد يكون بإمكاننا في المستقبل القريب استخدام البكتيريا المعدلة لتشخيص السرطانات بدقة عالية ومبكرة، مما يساعد في زيادة فرص العلاج الفعال وتحسين نتائج العناية الصحية للمرضى.

في النهاية، يظهر هذا البحث الحديث أن العلماء في طريقهم لاستغلال قدرات البكتيريا المعدلة جينياً في تحسين التشخيص والعلاج في مجال السرطان. وباستمرار الأبحاث والتطورات في هذا المجال، يمكن أن تشهد المستقبل تقنيات جديدة ومبتكرة لمكافحة هذا المرض المميت.

المصدر: ساينس ألرت