كتب الأستاذ حليم خاتون: معذرة حاج محمد رعد
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: معذرة حاج محمد رعد
حليم خاتون
16 آب 2023 , 17:08 م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

يتميز حزب الله بكثير من الديبلوماسية حين التحدث في الأمور الداخلية الى درجة سوء الفهم عند الكثير من الأطراف التي تستغل هذه الديبلوماسية إما في المزيد من الفساد والهرب من المحاسبة، وإما في نفخ الريش حين يظن الفرخ أنه ابو علي...

لكن هناك مسائل يمنع فيها اي كلام "رايق"...

أحد عناوين جريدة النهار خرج يربط مسألة سلاح المقاومة باتفاق الطائف بناء على تصريح للنائب رعد...

قراءة ما قاله النائب رعد الذي من المؤكد أنه قصد أن الطائف ينص على حق المقاومة من أجل التحرير، وإن رفض هذا الحق يتعارض مع دستور الطائف كان ينقصه نص واضح صريح لا لبس فيه...

نص يقول أن هذا السلاح الذي لا يقدر بثمن، اهم من الدستور واهم من أي اتفاق لأنه يقوم على شرعة إنسانية في حق الدفاع عن الوجود وحق القتال لتحرير الأرض وصون العرض...

هل قال النائب رعد هذا الموقف، وهل ردد هذا الكلام "بالعربي المشبرح"؟

ربما ليس اول من أمس، لكن موقف النائب رعد الذي يعبر عن موقف حزب الله في مسألة حرب التحرير أكثر من واضح في أكثر من موقف آخر، وفي أكثر من مناسبة...

على النائب رعد، كما على حزب الله أن لا يتوقف الكلام في شرعية السلاح، حتى يمنع سوء النية في اقتطاع أي موقف كما فعلت جريدة النهار، ولحق بها أكثر من بوق من أبواق ١٤ آذار...

نحن، شعب لبنان المقاوم، وشعب التحرير الوطني والقومي مضطرون للتصدي لسوء "الفهم" هذا، الذي ينطلق من سوء نية بلا أي أدنى شك؛

نحن مضطرون لمواجهة كل تلك الأبواق بالقول الصريح الواضح الأبدي أن سلاح المقاومة لا يمكن ولا بأية حال من الأحوال ربطه بأي شروط خارج اكتمال التحرير الكامل الناجز لكل ذرة تراب ولكل نقطة ماء وحتى بناء الدولة العادلة بحق كل فئات شعبها، والقادرة على صون السيادة الوطنية بفعل امتلاك القوة وليس بالتعويل لا على أميركا ولا روسيا ولا الصين ولا فرنسا ولا اي دولة أجنبية، ولا حتى إيران...

إذا لزم الأمر، يجب تلقيم تلك الأبواق بالملعقة الموقف الوطني القومي الكامل...

منذ بضعة أيام تناول كاتب هذه الأسطر مسألة السلاح وحاول إفهام الاغبياء في الوطن الذين تحدث عنهم النائب رعد أن هذا السلاح له من الأثمان ما يفوق أي تصور بسيط...

لكن يستطيع هؤلاء الاغبياء من جماعة لبنان اولا، أو الحياد، أو غيره من النظريات الخنفشارية؛ يستطيع هؤلاء احراج حزب الله، وإحراج شعب المقاومة، عبر وضع بضعة شروط قد تكون المدخل الأهم لحل مسألة سلاح المقاومة الذي سوف يظل سلاحاً شرعيا، بقوة شرعية سلاح الجيش الوطني...

يستطيع هؤلاء البدء مثلاً ببضعة شروط من مثل تحرير كامل ال ١٠٤٥٢ كلم ٢، ومن ثم تحرير كامل المنطقة الاقتصادية في البحر كخطوة أولى، يجب أن تتبعها خطوات أخرى...

ثانياً، ب

تفكيك كل مخيمات اللجوء الفلسطيني وإعادة كل هؤلاء إلى بيوتهم وأراضيهم في فلسطين وإنهاء خبث المجتمع الدولي الذي يحمل الدولة اللبنانية وزر قيامة دولة استيطانية عنصرية على حدود لبنان...

ثالثاً، إنهاء كل الإجراءات التي تمنع لبنان من إعادة النازحين السوريين إلى قراهم والتوقف عن منع لبنان من الاستفادة من المعابر السورية في التصدير والاستيراد...

رابعا، رفع كل القيود المفروضة على لبنان والتي تعمل على خنق اقتصاده وتجويع أهله...

خامساً، العمل فورا على إعادة إعمار كل ما دمره الكيان الصهيوني في لبنان منذ انشائه بشكل غير سرعي، وتعويض لبنان عن كل ما فعله هذا الكيان، من اصغر عملية حربية إلى كل الاحتياجات التي أعادت لبنان الى المنتصف الاول من القرن العشرين خدمة لمصالح الدولة الصهيونية غير الشرعية...

سادسا، رفع كل القيود التي تمنع الأبحاث العلمية التي تؤدي إلى بناء لبنان اقتصاديا وعسكرياً وسياسيا...

سابعا، رفع القيود عن بناء جيش وطني، وتسليحه بما يناسب لتشكيل قوة ردع في مواجهة كل دول المنطقة فرادى أو جماعة...

ثامناً وليس أخيراً، رفع كل القيود الطائفية والمذهبية التي يفرضها الخارج بشكل غير مباشر كما فعل في العراق مع قانون اللص الأميركي الدولي برايمر...

من يريد يا سادة، وانتم لستم بسادة، ولا سياديين؛ من يريد وضع سلاح المقاومة في الميزان عليه البدء بتنفيذ كل ما ورد أعلاه بانتظار أن يقول شعب لبنان الأبي كلمته الأخيرة...

هذا، وإلا، اشربوا من مياه بحر لبنان، واضربوا رؤوسكم بكل صخور لبنان الشامخة قبل أن تندحروا إلى مصيركم المحتوم، وهو مصير العملاء في الخزي والعار...

عذرا حاج محمد، لكن هذا أبسط ما يمكن البدء به، سواء تم تطبيق الطائف أم لم يتم...

عذرا حاج محمد، لكننا لن نرضى لا طائفا جديدا، ولا دوحة جديدة، ولا نأيا بالنفس حين يكون سلام المنطقة على المحك...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري