كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "اِتُّخِذَ القرارُ فأُسرِجَت الخَيلُ وسُلَّتِ السيوفُ من أغمادِها، ونامَ السلامُ على كَتِف الحرب".
د. إسماعيل النجار
30 آب 2023 , 23:05 م


الريحُ تَصفِرُ في الصحراءِ وتُزيلُ طبقاتِ الرِّمالِ المتراكمةِ فوق الجمر، الذي بات بصيصُهُ ينقشِع في ظُلمَةِ الليل الحالك.

أمريكا أرادتها نِزالاً، ونحنُ أسيادُهُ لانمتهنُ في الحياة سِوَىَ الكرامةِ والحياةٍ الكريمة.

أرادوها حرباً على الحدود بين بغداد وعاصمة الياسمين فقال لهم رجالُ الله: نحنُ لكم بالمرصاد،

المسألَةُ ليسَتْ شِعراً ولا حكايا عُربان، إنّما هي وقيعةٌ صعبةٌ إن حصلت، قالها الأمينُ العامُ لِحزبِ الله السيد حسن نصرالله.

إن معبرَ البوكمال لن يُقفَلَ، جازماً باستمرارِ تدفُّق ِالحياةِ فيهِ مهما كان الثمن، وإنَّ أي محاولة للعب بالنار على الحدود من الجهتين، فإنها ستُحَوِّل المنطقةَ إلى ساحة حرب لا أحد يضمن إطارَ نارها ولا شعاع اِمتدادِها.

الولايات المتحدة الأميركية حاولت، وستحاول دائماً لأنها دولة قوية وقادرة ومُصَمِمَة على النجاح في تنفيذ مخططاتها، والحرب معها ليست نزهة، إنما مِحوَرُ المقاومَة لن يستسلمَ لها،ولن يعطيَها إعطاءَ الذليل ولن يُقِرَّ لها إقرارَ العبيد، لذلك سيحاولُ أفرقاءُ المحوَرِ المقاومِ الِاستفادةَ من نقاطِ ضعفِ العدوّ، في المنطقة المتنازع فيها ،واستخدام فائض التجربة والقوة بوجه الجيش الأمريكي وتوجيه ضربات مُوجِعَة لقواتِهِ المتمركزةِ شرقَ الفرات حتى إجبارِ قيادتِهِ على اِتِّخاذِ قرار تركِ المنطقةِ والِانسحابِ منها.

الأمريكي بطبيعته لا يمكن أن يستسلم أو يفاوض، إلّا عندما يصبح عدد نعوشه فوق ما تتحمل طاقته بالكامل.

بكل الأحوال واشنطن دأبُها تخريبُ وتدميرُ الدوَلِ ونهبُ الخيراتِ والثروات، واليوم سورية هي إحدى ضحاياها، ويعملُ الأعداءُ على تشديد الطوق لمحاصرتها وتضييق الخناق عليها بكل الوسائل تارةً عبر لبنان وتارةً عبرالأردن، وأخيراً على حدود العراق.

نحن نصدِّقُ أن أمريكا تريد إغلاقَ المعابرِ بين سوريا والعراق، ونُصدِّقُ أيضاً أن محوَر المقاومَة سيمنعُها، وبالقوةِ العسكرية، مهما بلغت التكلفة، لكن، ما لا نُصدِّقُهُ أنَّ الأعرابَ أصحابُ كرامةٍ وشهامةٍ ونخوة، هؤلاء قومٌ مُصابون بمرضِ الجهل ِ والتعصبِ والخِسَّةِ والعمالة، كبيرهم تاجر ، وصغيرهم فاجر.

لكنَّ القرارَ لَن يُترَكَ لهم، ولا زِمامُ الناقةِ بأيديهم،فأرضُ العربِ للعرب، وفلسطين ستعودُ لِأهلِها فَمَن استطابَ الشهادةَ لن يُخِيفَهُ الموتُ ولا جَورُ السلطان.

أمريكا ستخسر المعركة في البوكمال؛إن تجرّأتْ، بالوكالة أو بالأصالة،لأن مَن ينتظرُ نَحْرَها قومٌ طَلَّقوا الحياةَ الدنيا واشتروا بشهادتهم الآخرة، ستتعرفون عليهم ما إن تخطئوا بحساباتكم

بيروت في....

30/8/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري