كنب الأستاذ حليم خاتون:
لعل ما قاله الكاتب ميخائيل عوض في نقد التجارب شبه الثورية في منطقتنا ومقارنتها بالتجارب الثورية لشعوب ناضلت وانتصرت فعلاً على الإمبريالية استفاقة جاءت متأخرة بعض الشيء من هذا الكاتب الذي لطالما امتدح قوى الممانعة واعطاها احيانا كثيرة رصيدا زائدا عما تستحقه في واقع الأمر...
يقول المثل الشعبي العربي، صديقك هو من أصدقك القول...
كل يوم تزداد الحاجة إلى من يدق الأبواب الحديدية العالية التي تزداد ارتفاعاً فيما قوى الممانعة غارقة في وحول واقع مزر يمتد من فلسطين إلى العراق الى سوريا، وصولا الى لبنان...
الصرخة التي يطلقها المثقفون الثوريون تتلخص في حقيقة واضحة وضوح الشمس:
لا يمكن الانتصار على العدو لشعوب ترى الفاسدين يتبؤون صفوف قيادة الجماهير في الساحة الوطنية...
إذا كان انتشار فيديو العرس/ النكسة في فلسطين مع ابن النتشة لم يصدم السلطة الفلسطينية لعمق ارتباط هذه السلطة مع الاحتلال ومن وراء هذا الاحتلال من دول تعمل ليل نهار لكسر مسيرة حركة التحرر الوطني والقومي، فإن ما يحدث في العراق وسوريا وتمدد القوى المناهضة لحركات التحرر هذه من الحدود التركية وصولا إلى الحدود السورية الفلسطينية مرورا بالتنف يوحي بأن حركة التحرر العربية تغط في سبات عميق اين منه سبات أهل الكهف...
إذا كان استشهاد جهاد مغنية وسمير القنطار قد أوحى في السنين الماضية بأن محور الممانعة في طور تكوين جبهة ثانية سوف تُفتح ضد العدو الصهيوني، فإن كثافة تحركات الإمبريالية الأميركية يرد على هذا الوحي بصفعات تنزل على وجوه الحركة القومية العربية، ولا حياة لمن تنادي في التصدي...
لا الوضع الجماهيري يوحي بيقظة، ولا وضع قوى الممانعة يطمئن إلى امتلاك زمام المبادرة لدى هذا المحور...
يترحم المرء على عصر الدكتور وديع حداد الذي كان يربك كل الغرب وكل عملاء هذا الغرب عبر شن حرب ثورية عالمية تجند لها مقاتلون من كل أنحاء العالم؛ من اليابان وآسيا... من ألمانيا وأوروبا، وصولا إلى أميركا اللاتينية التي تعاطف ثوارها مع القضية الفلسطينية حيث نفذت عمليات اطارت النوم من عيون الصهاينة وامريكا والغرب والكثير من حكام الأنظمة العربية المرتدة...
بدل حماية هؤلاء الثوار، قام نظام البشير الإخواني في السودان بتسليم المناضل كارلوس إلى أجهزة المخابرات الفرنسية...
كما سكت الكثير من قوى المانعة عن استمرار احتجاز الأسير جورج عبدالله في سجون فرنسا بضغط صهيوني أميركي دون أن تقوم أية قوة بفرض عملية تبادل مع الفرنسيين تشمل هذا المناضل في الكثير من عمليات التبادل التي حصلت...
باختصار، ودون مواربة، لا يمكن لثورة أو حركة تحرر أن تنتصر وهي تحمل بين صفوفها انتهازيين وتجار ثورة، تماما كما لا يمكن ادعاء الايمان من قبل اي كان لمجرد الصلاة والصوم بينما ينتهج هؤلاء سياسة السير على رؤوس الناس وبطونها...
هي صرخة من ميخائيل عوض لم تكن الاولى، كما لم يكن هذا الكاتب اول من دب الصوت...
فهل من أحد يسمع في محور الممانعة؟
حليم خاتون
