كَتَبَ د. إسماعيل النجار:أمريكا تريدُ خَلْقَ توازنٍ في شرق الفرات، بين مجلس دير الزور العسكري (العشائرِ العربيةِ)، وقسد
(الكُرد)
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار:أمريكا تريدُ خَلْقَ توازنٍ في شرق الفرات، بين مجلس دير الزور العسكري (العشائرِ العربيةِ)، وقسد (الكُرد)".
د. إسماعيل النجار
3 أيلول 2023 , 20:46 م


مجلس دير الزور العسكري مدعوم من واشنطن؛ يتعرّض لِاعتداءات متكرِّرة من الأكراد، لكنَّ أمريكا تَغُضُّ النظرَ عن تفاقُمِ الخلافاتِ بينَ الطرفين، رغمَ تمادي الكُردِ في الِاعتداءِ على العشائرِ العربيةِ، في القُرىَ والمُدُنِ السورية،مُدُنِ الجزيرة والحسكةِ وديرِ الزور، كما تعُضُّ النظرَ عن فرض الأكرادِ الخدمةَ الإلزاميةَ على الشبّان ِ العربِ في صفوف قسد.

خرج الوضعُ عن ِ السيطرةِ، فحصلت اِشتباكاتٌ متفرقةٌ بين الطرفين ِ في عدّةِ مناطقَ أوْدَتْ بحياةِ أشخاصٍ كُثُر، ما فاقَمَ الأمورَ إلى حَدِّ حصولِ مواجهاتٍ مباشرةٍ وكبيرةٍ بينهما، اِنتهتْ بدخول ِ مُقاتِلِي العشائرِ، إلى قرى الجُرذي والبرجمة وسويدان ودونج، في الريف الواقع بين الحسكة ودير الزور، وتحرير كامل المنطقة الواقعة من جيلان لغايةِ هجين.

وفي ديرِ الزور، هاجمَ مقاتلو العشائرِ بلدةَ البحرة، ودخلوها وطردوا عناصرَ قسدَ، وأحرقوا مقرَّاتِهِم جميعَها، فتكون بذلك قد تحرّرت كاملُ المنطقةِ الواقعةِ على شريطِ نهرِ الخابور، وصولاً إلى منطقةِ الشدّادي على طولِ نهرِ الفرات.

كما أصبحت كُلُّ المواقعِ الأمريكيةِ في المنطقةِ مكشوفةً، ومن دون أيَّةِ حِمايةٍ كُرديّة.

كما سيطر مقاتلو العشائرِ على ما يسمى مركزَ أمن ِ عام قسد، في بلدةِ السوسة، شرقَ دير الزور وقطعوا الطريقَ الواصل بين أكرادِ سوريةَ والعراقِ، بعد فصل ِ منطقتَيْنِ حدودِيَّتَيْن ِ عن بعضهما بالكامل، فانهارت معنوياتُ قادةِ الأكرادِ، وبدأوا بالبكاءِ والتَّباكي، مُتَّهِمينَ الولاياتِ المتحدةَ الأمريكيةَ بِبَيْعِهِم في سوقِ الأحذية.

أمريكا التي تُهوِّلُ على فريق ِ المقاومةِ بِاحتلالِ مدينةِ البوكمال، وقطع الطريق ِ بين بغدادَ ودمشق، راجعت أفكارَها، بعدما وصلتها رسائلُ سوريةٌ إيرانيةٌ عراقية، فضرَبَتْ أخماسَها بأسداسِها وتأكَّدت بأنها لو أقدمت، فلسوْف يتعرَّض جنودُها إلى مذبحةٍ في منطقةٍ درَسَها وحصَّنَها جيِّداً الشهيدُ القائدُ الحاج قاسم سليماني، ويرابطُ فيها أسودٌ حرَّروها وقاتلوا فيها وخَبِرَهُمُ الأميركيون والإرهابيون على حَدٍّ سواء.

إذاً، فَشِلَت أمريكا بفرضِ أجِنْدَتِها، بتخويفِ سوريةَ، ومقايضتها.

كما فشِلَت بابتزازِ روسيا وجرِّها للمقايضةِ في أُوكرانيا، وهذا يعتبر عجزاً وهزيمةً لِأمريكا،وليس تراجعاً تكتيكياً.

واشنطن أضعفُ من أن تُشعِلَ حرباً، في منطقةٍ حساسةٍ للغاية مثل البوكمال غير مضمونة النتائج وتشكل خطراً على السلم في المنطقة بالكامل، في نفس الوقت الذي تسعى فيه لسحب فتيل التفجير بين لبنان والكيان الصهيونيِّ المرعوبِ عبرَ إرسال ِ هوكشتاين الى بيروت

لأنها تعتبرُ أنَّ أرباحَها في الحربِ الباردةِ مثمرةَ أكثرَ من إشعال الحروبِ العسكرية.

لذلك، علينا أن نتأكَّدَ، كمِحوَرِ مقاومة، بأنَّنا أقوياءُ ومؤثرون ويُحسَبُ لوجودِنا ألفُ ألفِ حساب، لقد أصبحنا أقوياءَ جِداً، ونحنُ الرَّقْمُ الصّعبُ في المنطقة.

أمريكا إلى الرحيل المُذِلّ.

بيروت في....

3/9/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري