رئيس وزراء إيطالي سابق: فرنسا حاولت اغتيال القذافي لكنها أسقطت طائرة مدنية وقتلت 81 مسافر
قال رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق جوليانو أماتو، إن صاروخًا فرنسيًا أسقط طائرة ركاب عن طريق الخطأ عام 1980، أثناء محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
في مقابلة مثيرة للجدل مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، طلب أماتو من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دحض أو تأكيد هذه المعلومة. يذكر أن الطائرة تحطمت فوق البحر الأحمر بتاريخ 27 يونيو/حزيران عام 1980، وقتل جميع ركابها البالغ عددهم 81 شخصًا في رحلة داخلية إيطالية.
أماتو الذي اعترف بأنه لا يملك دليلًا دامغًا على ادعاءاته، قال إنه مقتنع بأن فرنسا ضربت الطائرة أثناء استهداف طائرة ليبية عسكرية. مضيفًا، أن روما أبلغت القذافي في وقتها، الأمر الذي جعله يعدل عن ركوب الطائرة العسكرية الليبية التي كانت عائدة من يوغسلافيا حيث اجتماع عقده القذافي إلى طرابلس.
Ad abbattere il Dc9 Itavia «fu un missile sparato da un aereo francese». L'ex presidente del consiglio Giuliano Amato rilancia le responsabilità di Parigi nella strage di Ustica. L'Eliseo: «No comment». Meloni: «Se ha elementi nuovi vada dai magistrati»#laprima #3settembre pic.twitter.com/4fMnDf6eiC
— il manifesto (@ilmanifesto) September 2, 2023
يعتبر حادث تحطم طائرة شركة الطيران الإيطالية إيتافيا أحد أكثر الألغاز في التاريخ الحديث لإيطاليا. بينما يرجع البعض انفجار قنبلة على متنها، يقول آخرون إن فحص حطام الطائرة الذي تم انتشاله من البحر يبين أنها أصيبت بصاروخ.
خطوط أيتافيا الجوية الرحلة 870 هي رحلة طيران من بولونيا إلي باليرمو في 27 يونيو 1980 عندما كانت الطائرة تقترب من المجال الجوي لبلدية أوستيكا في إيطاليا فقدت ذيلها ومحركيها الخلفين عندما أنشطر الذيل والمحركين الخلفين عن الطائرة فجأة وتحطمت الطائرة في البحر التيراني بالقرب من أوستيكا في إيطاليا وعندما أنتهي التحقيق في 1995 كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ووكالة التحقيق في الحوادث الإيطالية تعتقد في سبب الحادث وهو انفجار قنبلة ولكن حكومة وسياسة وأقتصاد ورئاسة إيطاليا رفضت تلك النظرية لأنهم لم يعرفوا من مفجر طائرة الدي سي 9 وقررت في سبب الحادث وهو أصابتها بصاروخ وما زال حادث تحطم طائرة خطوط أيتافيا الجوية الرحلة 870 من أغرب التحقيقات الإيطالية التي لم تكتشف من قبل حتي يومنا هذا.
ومن بين السيناريوهات الأكثر قبولًا بحسب أماتو هو اتفاق أمريكي فرنسي على هذه الخطوة من خلال إطلاق صاروخ باتجاه طائرة القذافي أثناء قيام الناتو بمناورات عسكرية حدثت في مساء ذلك اليوم.
وبعد هذه التصريحات، نفى مسؤولون فرنسيون وأمريكيون وحلف شمال الأطلسي وجود أي نشاط عسكري في سماء تلك المنطقة في ذلك اليوم.
قال أماتو "أتساءل لماذا لا يقوم ماكرون في إزالة العار الذي يثقل كاهل فرنسا(..) إما إثبات أن هذا الكلام لا أساس له أو الاعتذار لإيطاليا ولأسر الضحايا."
في أعقاب هذه التصريحات قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في بيان أصدره مكتبها إن "تصريحات أماتو تستحق الاهتمام"، لكنها دعته في ذات الوقت إلى تقديم أدلة ملموسة حتى تتمكن حكومتها من فتح تحقيق
Quelle di Giuliano Amato su Ustica sono parole importanti che meritano attenzione. Il presidente Amato precisa però che queste parole sono frutto di personali deduzioni. Premesso che nessun atto riguardante la tragedia del DC9 è coperto da segreto di Stato, e che nel corso dei…
— Giorgia Meloni (@GiorgiaMeloni) September 2, 2023
وبعد أسابيع قليلة من تحطم الطائرة، تم اكتشاف حطام طائرة ليبية من طراز ميغ، مع جثة قائدها، في جبال جنوب كالابريا
هذا ليس أول تصريح لمسؤول رفيع يدعي فيه تورط فرنسا في هذه الحادثة. عام 2008 ألقى رئيس الوزراء الإيطالي السابق فرانشيسكو كوسيغا باللوم على فرنسا وأكد أن مخابرات بلاده أبلغت القذافي في حينها.
هذا وقد أعاد القضاء الإيطالي في وقتٍ سابق فتح التحقيق في حادث تحطم طائرة قرب جزيرة أوستيكا شمالي صقلية عام 1980، حيث اُتهمت طائرات فرنسية وليبية وأميركية بالتورط فيه.
وقالت وكالة الأنباء الإيطالية إن قرار محكمة روما إعادة التحقيق جاء بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الإيطالي السابق فرانسيسكو كوسيغا، ومفادها أن صاروخا فرنسيا أسقط طائرة الركاب في 27 يونيو/ حزيران 1980 في البحر قرب جزيرة أوستيكا، ما أسفر عن مقتل 81 راكبا.
وقال كوسيغا إن الصاروخ قد لا يكون قد أسقط الطائرة، لكن مروره تسبب نوعا ما بوقوع الحادث.
وقد وجهت السلطات الإيطالية طلبا بالتعاون الطوعي في التحقيق إلى باريس التي شكلت بدورها لجنة للتحقيق في تصريحات كوسيغا.
وكانت محكمة التمييز حذرت في يناير/ كانون الثاني 2007 مما يمكن أن تكون عليه النقطة النهائية في هذه القضية برفضها طلبا من حكومة رومانو برودي لإصدار قرار للتعويض على عائلات الضحايا.
وطالبت الحكومة بإعادة صياغة الحكم وتبرئة جنرالات إيطاليين متهمين بعرقلة التحقيق في هذه الكارثة وبالتالي السماح بدفع تعويضات لعائلات الضحايا.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2005 وافقت محكمة الاستئناف على تبرئة الجنرالين لامبيرتو بارتولوتشي الذي كان قائدا لسلاح الجو وفرانكو فيري اللذين سجنا بتهمة "المس بالمؤسسات" وبـ"الخيانة العظمى"، واتهما بإخفاء أدلة والإدلاء بشهادات كاذبة لإخفاء وجود نشاط جوي مكثف مساء 27 يونيو/ حزيران 1980.
وحسب هذه الرواية كانت مقاتلات أميركية وفرنسية تلاحق طائرة أو طائرتين ليبيتين كانتا قد سلكتا الخط الذي سلكته الطائرة الإيطالية كي لا تظهرا على شاشات الرادار.
وحسب الرواية نفسها أسقطت الطائرة المدنية خطأ أو أنها اصطدمت بطائرة أو طائرات أخرى كانت في المنطقة.
وأضفى العثور في 18 يوليو/ تموز 1980 على حطام طائرة ميغ 23 ليبية في جبال كالابر جنوب إيطاليا صدقية على هذه الرواية.
ويُذكر أنه وفي العام 2003 اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي الولايات المتحدة بالتورط في الحادث في محاولة لقتله. ونفت باريس وواشنطن باستمرار أي ضلوع لمقاتلاتهما في الحادث.
إضاءات +وكالات