القهوة مشروب تعد من بذور البن المحمصة، وينمو نبات القهوة في أكثر من 70 بلداً. خصوصاً في المناطق الاستوائية في أمريكا الشمالية والجنوبية وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وأفريقيا. ويقال أن البن الأخضر هو ثاني أكثر السلع تداولاً في العالم بعد النفط الخام. ونظراً لاحتوائها على الكافيين، يمكن أن يكون للقهوة تأثيراً منبهاً للبشر و تعتبر القهوة اليوم واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم.
أين تتُم زراعة القهوة؟
تُزرع معظم نباتات البن حول ما يُعرف باسم "حزام الحبوب" ، وهي منطقة استوائية ما بين مدار الجدي ومدار السرطان. تعتبر هذه المناطق موطن عواصم البن في العالم مثل البرازيل وفيتنام وكولومبيا وإندونيسيا وإثيوبيا ، حيث تمتلك ظروف نمو مثاليّة لتزدهر القهوة.
ومن المثير للإهتمام أن المنطقة التي تزرع فيها حبوب القهوة لها تأثير على مذاقها. يمكن لأشياء مثل المناخ والارتفاع وحتى نوع التربة أن تؤثر على نكهة القهوة الكامنة في الحبوب.
نعم، هناك أكثر من ١٢٠ نوعاً من نباتات البن وتنتج كل منها نوعاً مختلفاً من حبوب القهوة، ولكن القهوة الاكثر شيوعا، روبوستا (المعروف أيضاً باسم كوفيا روبوستا أو كوفيا كانفورا) أو أرابيكا (كوفيا أرابيكا) أو مزيج من الإثنين. و يختلف النوعان في النكهة وظروف النمو والسعر.
هذا و تعتبر الجمهورية اليمنية من أوائل الدول التي زرعت البن وصدرته إلى العالم، بدليل أن القهوة يطلق عليه Arabica أو القهوة العربية مصدرها اليمن؛ كما أن أهم وأفخر أنواع القهوة هي الموكا وهي تحريف من «قهوة المخاء» نسبة إلى الميناء اليمني الشهير (المخا). ويعتبر ميناء المخاء الأول الذي انطلقت منه سفن تجارة وتصدير البن إلى أوروبا وباقي أنحاء العالم. يشتهر البن اليمني بمذاقه الخاص وطعمه الفريد الذي يختلف عن أنواع البن الأخرى التي تزرع وتنتج في بلدان العالم الأخرى.
حبوب بن أرابيكا
تعتبر حبوب بن أرابيكا من أكثر الأنواع شيوعاً، ويعتقد أنها واحدة من أوائل أنواع البن التي نمت على الإطلاق بجذور تعود إلى ١٠٠٠ عام قبل الميلاد. الحبوب عامة ما تكون بيضاوية الشكل ويكون داخلها مجعد وهي أكبر من حُبوب روبوستا.
تَشتهر هذه الحبوب بنكهاتها الحيوية والمعقدة، ويحبها خبراء القهوة لأنها تميل إلى أن يكون لها طعم أكثر حلاوة وسلاسة، مع لمسات من الفواكه والأزهار والشوكولاتة والمكسرات، على الرغم من أن حموضتها أعلى.
تعتبر حبوب أرابيكا أغلى من حبوب روبوستا بشكل عام. هذا لأنها أكثر حساسية وتحتاج زراعتها إلى ظروف أكثر تحديداً، مثل الطقس والارتفاع. عادة ما تزرع حبوب بن أرابيكا على ارتفاعات تتراوح بين ٥٠٠ متر و ٢٥٠٠ متر وتحتوي على نسبة منخفضة من الكافيين. أمريكا اللاتينية، وتحديداً البرازيل هي حالياً أكبر منتج لحبوب بن أرابيكا.
حُبوب بن روبوستا
تشتهر زراعة حبوب روبوستا لكونها تتم في إفريقيا وفيتنام وإندونيسيا وتحتوي على مستويات حموضة أقل من قهوة أرابيكا، مما يعني أنّ لها مذاق أقل حلاوة بشكل عام. يمكن أن تحتوي قهوة روبوستا على لمسات من نكهة من الخشب أو المطاط المحروق بفضل حموضتها الأبسط ونكهتها الأقوى والأكثر تركيزاً.
تزرع الروبوستا على ارتفاعات لا تزيد عن ١٠٠٠ متر، وتنتج ثماراً أسرع بكثير من الأرابيكا التي تحتاج إلى عدة سنوات حتى تنضج، وتنتج محصولاً أكثر لكل شجرة. الروبوستا أقل عرضة للآفات والظروف الجوية وهذا هو السبب الرئيسي لكونها أقل تكلفة من أرابيكا. أحد الجوانب الأخرى المميزة لها هو أنها تحتوي على نسبة كافيين أعلى من أرابيكا.
حبوب القهوة من أنواع الروبوستا بشكل عام أصغر حجماً وأكثر دائرية من حبوب أرابيكا ، كما أنها عادة ما يكون لونها أكثر بهوتاً، ويكون التجعد في داخلها أقل وضوحاً.
ما هي مصادر حبوب القهوة؟
تأتي حبوب البن من نبات القهوة، وهو نبات كثيف ينمو إلى الأعلى (عادة ما يبقيه مزارعو القهوة على علو ٥ أقدام حتى يسهل التحكم به). تنمو عناقيد كرز القهوة على هذه النبتة وتوجد بداخل كل كرزة حبتين من القهوة.
في المتوسط، تستغرق نبتة القهوة حوالي عام لتبدأ في إثمار زهور بيضاء عطرة، ثمّ تثمر الحبوب بعد أربع سنوات على الأقل. ومع ذلك ستستغرق حوالي ١٠ سنوات حتى تبدأ هذه النباتات في إنتاج حبوب قهوة صالحة للاستخدام التجاري، وهي الأكثر قيمة بالنسبة للمزارعين. يتراوح العمر الافتراضي لنبتة القهوة بين ٣٠ إلى ٤٠ عاماً ، لكن يمكن أن تعيش وتثمر لفترة أطول اعتماداً على كمية الرعاية والاهتمام المولى إليها!
عندما تصبح الثمار ناضجة و جاهزة للقطف، سيتحول لونها إلى الأحمر، ولكنها تستدعي الإنتباه والمراقبة لمعرفة متى تصبح جاهزة للحصاد لأن قطفها مبكراً أو متأخراً له تأثير كبير على مذاقها.
يعتبر تعديل المزاج، وزيادة نشاط الجسم، وتنبيه العقل والشعور باليقظة، من أهم فوائد القهوة التي يبحث عنها كل من يشرب القهوة.
هذا وقد كشف تقرير من جامعة هارفارد الأمريكية النقاب عن الفوائد الصحية المدهشة للقهوة :
- معدلات أقل للإصابة بالأمراض المزمنة:
وفقاً لدراسة أمريكية أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن، فإن شرب من ثلاث إلى أربعة أكواب من القهوة يومياً يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة من بعض الأمراض المزمنة. وقد استندت هذه الدراسة إلى تحليل طويل الأمد لما يزيد عن 200 ألف شخص.
- صحة القلب:
أظهرت الدراسة أن أولئك الذين يستهلكون من ثلاثة إلى خمسة أكواب من القهوة يومياً يُظهرون مقاومة أكبر لأمراض القلب والأوعية الدموية. وتؤكد الدراسة أن محبي القهوة يتعرضون لحالات أقل من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية مقارنةً بأولئك الذين لا يشربون القهوة على الإطلاق.
- مقاومة الإصابة بالسكري:
وجد الباحثون أيضاً أن القهوة يمكن أن تقلل من مقاومة الأنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني.
- الحماية من باركنسون وألزهايمر:
يُظهر التقرير أيضاً أن احتساء القهوة يمكن أن يقلل من الخطر المرتبط بالإصابة بأمراض عصبية مثل باركنسون وألزهايمر بنسبة تصل إلى 30 في المائة.
- التقليل من مخاطر الإصابة بالاكتئاب:
الدراسة تُظهر أن النساء اللاتي يشربن القهوة يُظهرن معدلات أقل من الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 20 في المائة.
وتُظهر دراسة أخرى أن النساء اللاتي يشربن من أربع إلى ستة أكواب يومياً يكن أقل عُرضة للإصابة بضجيج الأذن أو "الطنين" بنسبة 15 في المائة.
فوائد القهوة للشعر
من فوائد القهوة المثبتة هي قدرتها على المحافظة على درجة الحموضة الطبيعية لفروة الرأس، وبالتالي الحفاظ على سلامة ونضارة الشعر الصحية. بالإضافة إلى استخدامها كصبغة طبيعية للشعر لزيادة شدة اللون البني في الشعر.
فوائد القهوة للبشرة
تساهم القهوة في منع العديد من الاضطرابات الجلدية، مثل التقليل من التجاعيد والتصبغات، وتحسين مظهر البشرة ككل. كما أصبحت القهوة واحدة من أهم مقشرات البشرة في وقتنا الحالي، وذلك لأن من فوائد القهوة للبشرة أنها:
- تساعد في تقليل الانتفاخات حول العين.
- تقلل من السيلوليت.
- تساعد في علاج حب الشباب.
- تحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية نظراً لاحتوائها على مضادات الأكسدة
وقد لاحظ الباحثون أن تناول القهوة بطرق متنوعة، مثل إضافة الزيت الزيتون أو الزبدة، يمكن أن يكون له فوائد صحية إضافية. لكن بالرغم من هذه الفوائد، لا يمكن التغاضي عن حقيقة ان القهوة تحتوي على مواد قد تكون ضارة إذا تم تناولها بكميات كبيرة، لذا يفضل دائماً التناول باعتدال. لذا يشدد الباحثون على أن الأمر يحتاج لمزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير القهوة على الصحة
*معلومة ممتعة:
على الرغم من تسميتها "حبة" ، إلا أنها في الحقيقة بذرة!
القهوة عرفت قديماً في أوروبا باسم «النبيذ العربي»، وذلك لأن الغربيين كانوا يستخدمون قهوة التوت في صناعة الخمور
يرجع اكتشاف القهوة في بونغا/إثيوبيا للقرن السادس. وتقول الأساطير إن أحد رعاة الغنم لاحظ حالة النشاط المفرط التي سيطرت على أغنامه بعد تناولهم لحبوب غريبة عليه، وهي حبوب القهوة. وبدافع الفضول، تناول هذا الراعي نفس الحبوب ليعيش نفس حالة النشاط.
تم افتتاح أول مقهى في العالم في مدينة دمشق في القرن السادس عشر.
يتم تداول حبوب القهوة في بورصة السلع العالمية، ليس هذا فحسب، بل تتأثر هذه البورصة أيضًا بالطقس والعوامل السياسية والاقتصادية الأخرى .