كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "برِّي يلعبها بذكاء، وباسيل يتذاكىَ لكسبِ الوقت، ولبنان سيبقى من دون رأس حتى نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي."
د. إسماعيل النجار
4 أيلول 2023 , 19:39 م


الكُل يَلعب مع الكُل؟

إذ لا غيومٌ تُبَشِّرُ بشتاءٍ ماطر ،ولا جلساتُ اِنتخابٍ ستُنْتِجُ رئيساً،

إنما لكي يتجنب رئيسُ المجلسِ العقوباتِ، نتيجةَ التهديداتِ التي وصلته، ولِرَمْيِ الكُرَةِ في ملعبِ المعارضة، دعا لِحوارٍ تحت قبّةِ البرلمان، لِانتخابِ رئيس.

ولأنَّهُ كانَ يعلمُ أنَّ أصحابَ الرؤوسِ الفارغةِ سيرفضون ضَرَبَ بِرِّي عصفورَيْنِ بحجرٍ واحد: رفع المسؤوليةَ عن نفسِهِ أمامَ الرأيَ العامِ الدَوْلِيّ، وبَلاهُم بالرَّفِض. حيثُ أصبحت الكرةُ بملعبِهم، فأُحْرِجَ جعجعُ والجمَيِّلُ وفريقُهما، ووقعوا في الفخِّ الذي نَصَبَهُ لهم مُخْتَرِعُ السياسةِ في لبنان.

الفريقُ الإنعزاليُّ الفارغ، لسانُ حالِهِ يَنطِقُ بِعِباراتٍ مُضحكة، وهي: إيرانُ تحتلُّ لبنان، وحزبُ اللهِ يضعُ يَدَهُ على الدولةِ ومؤسّساتِها.

هنا، لدينا سؤال:

إذا كانتْ إيرانُ تحتلُّ لبنانَ فكيفَ تجَرَّأ هوكشتاين وزارَ بيروتَ و دخل مدينةَ بعلبكَّ عاصمةَ حزبِ اللهِ شرقَ لبنان؟ وكيف تجرَّأ على الذهابِ إلى الرَّوْشة والجلوسِ في مطعمِ ومقهى ال Bay Rock،في منطقة سيطرة إيران وحزب الله؟

لِيُخبروناكيف يستطيعُ ممثلُ الشيطانِ الأكبرِ الصهيونيّ هوكشتاين أن يتجول في كل هذه المناطق، وهو مطمئنٌّ ومرتاح؟!

هذه البروباغاندا التي يُطْلِقُها الِانعزاليون. وهذه السيمفونيةُ التي يعزفونها، منذ زمن، ليست سوى دعايةٍ صهيوأمريكيةٍ لتأليبِ الرأيِ العامِ الداخلي الغبي، والدوليّ البعيدِ على المقاومة.

على كل حال فرنجية، في ظل هذه الظروف، لن يمُرَّ، وستعيشُ البلادُ بلا رأسٍ حتى نهايةِ ولايةِ المجلس، اللهُمَ إلَّا إذا حصل أيُّ أمرٍ طارئ، وحصلت مُتغيراتٌ، بقوةِ قوِيٍّ وقدرةِ قادر.

القادةُ الإنعزاليون يُرَوِّجونَ دعايةَ أنَّ المسيحيين خرجوا من الحربِ الأهليةِ مهزومين، وهُمْ مُستَعِدُّونَ لحملِ السلاحِ إذا اقتضتِ الحاجةُ لِاستعادة أمجادِهم.

هؤلاءِ الواهمونَ الحالمونَ بِالعودةِ إلى عصرِ العامِ ١٩٧٥ نسوا أنَّهم عندما كانوا في الحكم إستأثروا بِه، وقاموا بإلغاءِ الجميع.

اليوم عندما أصبَحَ الشيعةُ رقماً صعباً في البلاد! وأصبحوا قُوّةً لا تُمكِنُ هزيمتُها، اِحتضنوا الجميعَ، ولم يطالبوا بإلغاء أي أحد، ولكنَّ الطرفَ الإلغائيَّ مُصِر ٌّعلى تحريكِ جمرِ الفتنةِ تحتَ رمادِ الصراع، ويريدون أنْ يُطفئوا نورَ اللهِ بأفواههم!

لبنانُ يستطيعُ العيشَ بلا رأس، لأنَّ هذا الرأسَ مسلوبَ الصلاحياتِ ولا فائدةَ منه، وها هو اليومَ تسير أموره كما يجب في ظل الحكومةِ الحالية، ولا بأس أن يبقى الوضعُ كما هو عليه الآن، حتى تؤمنوا أنَّ اللهَ حق.

جبران باسيل يريد الإبتزاز.

وحزبُ اللهِ يريدُ لمَّ الشملِ والتقاربَ، بلا شروطٍ أو عنصرية. ورئيسُ حركةِ أملْ يوافِقُ على ما يقبلُ به حزبُ الله.

بِانتظارِ أن يضعَ باسيلُ وجعجعُ، في رأسيهِما عقل الرحمان، فإنَّ "البلد ماشي والشغل ماشي"ولوكان الجسدُ بِلا رأسٍ مارونيّ،

بيروت في....

4/9/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري