المواطن المستقر: قراءة في كتاب
ثقافة
المواطن المستقر: قراءة في كتاب "مقالة العبودية الطوعية" للكاتب إيتيان دو لابويس
24 أيلول 2020 , 14:09 م
قراءة هامة في كتاب.. الكتاب يعرف بطبيعة المواطن المستقر الذيهو نتاج لعقود من القمع والإستيداد التي تنتهجها قيادات معظم الدول فيما يسمى بالعالم الثالث وتقع في خانتها معظم الدول العربية والاسلامية والدو

قراءة هامة في كتاب.. الكتاب يعرف بطبيعة المواطن المستقر الذيهو نتاج لعقود من القمع والإستيداد التي تنتهجها قيادات معظم الدول فيما يسمى بالعالم الثالث وتقع في خانتها معظم الدول العربية والاسلامية والدول التابعة لدول الاستعمار.

يقول المفكر الفرنسي 
اتييان دو لابواسييه في كتابه 
''العبودية الطوعية''
عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل 
تنشأ أجيال من الناس لاتحتاج إلى الحرية وتتوائم مع الاستبداد  
ويظهر فيه ما يمكن ان نسميه 
المواطن المستقر 


في أيامنا هذه يعيش المواطن المستقر في عالم خاص به
وتنحصر اهتماماته في ثلاثة اشياء 
1. الدين
2. لقمة العيش
3. كرة القدم 


فالدين عند المواطن المستقر 
لا علاقة له بالحق والعدل 
وإنما هو مجرد أداء للطقوس واستيفاء للشكل
لا ينصرف غالباً للسلوك 
فالذين يمارسون بلا حرج 
الكذب والنفاق والرشوة 
يحسون بالذنب فقط 
إذا فاتتهم إحدى الصلوات 
وهذا المواطن 
لا يدافع عن دينه إلا إذا تأكد أنه لن يصيبه أذى من ذلك 
فقد يستشيط غضبآ ضد الدول التى تبيح زواج المثليين بحجة ان ذلك ضد إرادة الله
لكنه لا يفتح فمه بكلمة مهما بلغ عدد المعتقلين في بلاده ظلماً 
وعدد الذين ماتوا من التعذيب 
وتنتشر الفاحشه والفساد فى بلاده جهارآ 
وبعد ذلك يحمد الله 

لقمة العيش هي الركن الثاني لحياة المواطن المستقر 
فهو لا يعبأ إطلاقاً  بحقوقه السياسية ويعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتى يكبروا
فيزوج البنات ويشغل أولاده 
ثم يقرأ في الكتب المقدسه 
ويخدم في بيت الله حسن الختام 

أما في كرة القدم
فيجد المواطن المستقر تعويضاً له عن أشياء حرم منها في حياته اليومية 
كرة القدم تنسيه همومه وتحقق له العدالة التي فقدها 
فخلال 90 دقيقة تخضع هذه اللعبة لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع 

المواطن المستقر هو العائق الحقيقي أمام كل تقدم ممكن 
ولن يتحقق التغيير 
إلا عندما يخرج هذا المواطن من عالمه الضيق 
ويتأكد أن ثمن السكوت على الاستبداد 
أفدح بكثير من عواقب 
المصدر
كتاب مقالة العبودية الطوعية
للكاتب إيتيان دو لابويس

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري