الرمز وعبادة الاصنام
فلسطين
الرمز وعبادة الاصنام
عصام سكيرجي
7 أيلول 2023 , 22:18 م

 يبدو اننا كشعوب عربية وبعد الف واربعمائة عام ونيف من ظهور الاسلام , لا زلنا نعشق عبادة الاصنام , ونمارس هذه العبادة في كل منحى من نواحي حياتنا , الذي اختلف فقط هو طريقة صنع الاصنام والمواد الداخلة في صناعتها , فمع التقدم التكنولوجي , توقفنا عن صناعة الاصنام من التمر والحجر , واصبحنا نصنعها من البشر , اما الصرخة فلا زالت ذات الصرخة هبل هبل تتردد عبر جدران الزمان والتاريخ .... , الرمز , الرمز , متى سنتوقف عن الهذيان , الم يحن الوقت لان توضع النقاط على الحروف , من الذى اوصل قضيتنا الفلسطينية الى هذا الدرك الاسفل ,

تاسست منظمة التحرير الفلسطينيه فى عام 64 وبعد تاسيسها باقل من سنه تاسست حركة فتح فى عام 65 . لا اريد هنا الخوض فى دوافع تاسيس حركة فتح , ومن كان وراء تاسيسها , وهل كان تاسيسها هو الرد الخليجى على تاسيس منظمة التحرير الفلسطينيه بدعم من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر , فكل هذا ليس مجال بحثنا هنا فى عام 67 استقال الشقيرى من رئاسة المنظمه ليخلفه يحى حموده فى موقع الرئيس الى عام 69 وتحديدا فى شهر شباط حيث اصبح عرفات رئيسا للمنظمه , وسرعان ما اخد عرفات يبسط سيطرته على مفاصل المنظمه عبر جعل قاعدة النصف + 1 لفتح هى القاعدة المتبعه فى تقاسم النفوذ فى داخل المنظمه , وليجعل فيما بعد هذه السيطره سيطره مطلقه عبر حشو المنظمه ( مجلس وطنى , لجنه مركزيه ولجنه تنفيذيه) بمن اسماهم بالمستقلين اسميا . كما ولجاء عرفات ايضا الى اضعاف كل القوى والفصائل الفلسطينيه الاخرى عبر سياسة تشجيع ودعم الانشقاقات فى صفوف هذه القوى , وعلى سبيل المثال لا الحصر , انشقاق الديمقراطيه عن الجبهه الشعبيه بدعم من عرفات , وانشقاق جبهة التحرير الفلسطينيه عن القياده العامه بدعم من عرفات ايضا , وانشقاق ياسر عبد ربه عن الديمقراطيه بدعم من عرفات , وانشقاق ابو العباس عن جبهة التحرير الفلسطينيه بدعم من عرفات ايضا , كل هذا فقط ليؤمن هيمنته المطلقه على منظمة التحرير الفلسطينيه وبالتالى هيمنته على القرار الفلسطينى.

كان عرفات يحمل فى داخله بذور الدكتاتور وحب الظهور , كيف لا وهو المحب للاستعراضات الاعلاميه , وكلنا يعلم الكم الهائل من الصحفيين الاجانب والعرب الذين كان يرعاهم ليخلقوا له هاله اعلاميه فى الصحف ووسائل الاعلام , ولم تقتصر هيمنته على منظمة التحرير فقط بل جعل منها مزرعة عائليه , فاخوه فتحى عرفات مسؤول للهلال الاحمر الفلسطينى واخوه جمال عرفات سفيرا للمنظمه فى الخرطوم وابن اخته ناصر القدوه رئيسا للاتحاد العام لطلبه فلسطين فى ذلك الوقت. وامتدت هيمنته فى داخل حركة فتح ايضا عبر اقصاء كل المنافسين المحتملين له , لدرجة انه وبعد ان كبرت هالة صلاح خلف ابو اياد لدرجة ان اصبح يعتبر الرجل الثانى فى حركة فتح , عمد الى اظهار ابو جهاد على حساب ابو اياد فقط لكى لا يشكل ابو اياد منافسا له , وكان يقرب المتساقطين ويعلى من شانهم , فهو يعلم ان ولاء المتساقطين لا يكون الا ولاء شخصى له, وهذا ما يفسر قيامه بعد اوسلو بابعاد اخر القاده التاريخيين فى حركة فتح والمعارضين لاوسلو امثال فاروق القدومى ابو اللطف وحكم بلعاوى , وفى المقابل رفعه من شان عباس وشعث وعريقات وقريع . هذه السياسات افرغت المنظمه من اى مضمون , وجعلت منها مؤسسه شكليه مروضه لكل من ياتى على مركز القرار , بمعنى ان المنظمه لم تعد هى ذات المنظمه التى تاسست فى عام 65 , وان كانت تحمل الاسم فقط, وبعد رحيل عرفات , وجد عباس المنظمة جاهزة مجهزة ليمارس فرعنته على القرار الفلسطيني , فهل بعد ذلك نتعجب كيف اصبح عباس الحاكم المطلق وفرعون القرن الواحد والعشرون


المصدر: موقع إضاءات الإخباري