قرات في الفترة الاخيرة الكثير من المقالات والمنشورات حول هذا المؤتمر , وما كنت براغب في الكتابة حول المؤتمر لقناعتي بانه لا يستحق الكتابة عنه , فالمؤتمر والمؤتمرين ليسوا باكثر من مراهقين سياسيين وباحثين عن ادوار لا ااكثر ولا اقل , وما دفعني للكتابة ان اكثر المنتقدين للمؤتمر تركز نقدهم حول المكان دون التطرق للجوهر .
وانا هنا لا انكر اهمية المكان لما له من مدلولات سياسية , لكن هناك ما هو اهم من المكان , تبدأ بالمؤتمرين وخلفية المؤتمرين والادبيات السياسية للمؤتمر والمؤتمرين , وهذا ما ساقف امامه هنا ...بداية بالمؤتمرين كخليط غريب عجيب لمجموعة من الباحثين عن ادوار فمنهم الفتحاوي الذي يختلف مع عباس وسلطة عباس حول المناصب والمغانم ويلتقون معه حول اوسلو وحل الدولتين ..ومنهم من هم من المهمشين من كل الفصائل فاختاروا المكان والعنوان الخطاء للظهور .. ومنهم من هم بعض ايتام اليسار الليبرالي المؤنجز , وتخيلوا مثلا ان جماعة ما يسمى بالاربعة عشرة مليون كانوا قد اصدروا بيانا ضد المؤتمر واللجنة التحضيرية للمؤتمر معتبرين ان تشكيل هذه اللجنة هو تشكيل انحيازي اقصائي ( لم يتم تمثيلهم في اللجنة التحضيرية ) ,, ومع عتراضهم سارعوا للمشاركة في المؤتمر , فبماذا نفسر ذلك ...
اما عن ادبيات المؤتمر والمؤتمرين فصدقا لا اعرف عن اي ادبيات يمكن الحديث , فالجماعة لم يطرحوا اي شيء ذو قيمة , وجل حديثهم يقتصر حول منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة انتخاب مجلس وطني , لكن عن اي منظمة يتحدثون , هل هي منظمة 64 بميثاقها التاسيسي ( الميثاق القومي ) , ام منظمة 68 والميثاق الوطني الانعزالي , ام منظمة اوسلو , عن اي منظمة يتحدثون , وما هو برنامجهم السياسي , ما هو موقفهم من ما يسمى بحل الدولتين , وما موقفهم من حل الدولة الواحدة , واي دولة واحدة , هل هي دولة عزمي بشارة ( الدولة ثنائية القومية) . ام دولة المؤنجزين ( الدولة بمستوطنيها) ... بالمختصر مراهقة ومراهقين وهرطقات الزمن الضائع.



