مع سقوط دمشق وسقوط الدولة السورية (هنا المقصود موقع ودور دمشق وسورية) نستطيع القول وبكل واقعية اننا كحركات تحرر عربية بشكل عام وفلسطينية بشكل خاص قد هزمنا. والاعتراف بالهزيمة ليس عار , العار ان لا نقف امام الهزيمة واسباب هذه الهزيمة , وهذا بدوره يستوجب الوقوف وقفة نقدية موضوعية وجادة امام تجربة ومسيرة حركات التحرر العربية , مكامن الخلل والقصور.
والسؤال لماذا فشلت حركات التحرر العربية في تحقيق التغيير وانجاز التحرر الوطني والاستقلال , فبكل موضوعية نستطيع القول انه لا يوجد قطر عربي مستقل استقلال فعلي , وان الاستقلال لم يتجاوز المعنى اللفظي , فلو كانت الاقطار العربية مستقلة فعليا فهل كان لحرب الابادة على الشعب الفلسطيني ان تستمر ؟, هل كانت دمشق لتسقط ؟, هل كانت سماء وارض الوطن العربي لتكون مستباحة ومباحة لكل من هب ودب ؟,نعود لسؤال اين هي مكامن؟.
الخلل , وهو سؤال نطرحه امام المفكرين الثوريين للنقاش على امل وفي سبيل ايجاد المخارج والحلول لتجاوز اثار الهزيمة والانطلاق من جديد فقد ان لطائر الفينيق العربي ان يخرج من تحت الرماد , وابنائنا من حقهم ان يولدوا احرار على وجه هذه الارض , ... في اعتقادي ان اهم مكامن الخلل تكمن في استسلام حركات التحرر العربية لواقع سايكس بيكو , وانكفاء هذه الحركات داخل حدودها القطرية , بمعنى اننا لليوم وللمستقبل بحاجة لحركة تحرر خارجة عن الحدود القطرية , حركة تحرر تزاوج ما بين القطري والقومي مستفيدين من تجربة حركة القوميين العرب قبل ان تتشظى وتنكفيء الشظايا قطريا , .. ومن مكامن الخلل ايضا عدم تحديد دور البرجوازية الوطنية , فمن المعروف ان البرجوازية الوطنية او البرجوازية الصغيرة لها مصلحة في التحرر الوطني , لكن من طبيعة هذه البرجوازية انها متقلبة وذات نفس قصير , وهذا بدوره يعني ان قيادة الثورة او الحركة الوطنية يجب ان تكون بيد الطبقة الاكثر جدرية والتى لها مصلحة حقيقية في التغيير وهي هنا تتمثل بالطبقات الفقيرة والكادحين , ... ومن مكامن الخلل ايضا اهمال الدور الثقافي , بمعنى اننا بحاجة لثورة ثقافية تعيد انتاج منظومة القيم والمفاهيم بعيدا عن ثقافة القيم والمفاهيم السائدة في المجتمع العربي , ثقافة تنهي وللابد عبادة الاصنام البشرية , فتقافة كبير العائلة وشيخ العشيرة ورجل الدين , هي ثقافة كابحة ومعيقة للثورة والتغيير , ... الخلاصة اننا بحاجة لحركة تحرر عابرة للقطرية وذات بعد وابعاد اجتماعية وثقافية , وما دون ذلك سنبقى نتنقل من هزيمة لاخرى