كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "تساهل الدولة السورية، وإصدار أكثر من ثلاثين مرسومَ عفوٍ عام، فتحَ البابَ أمامَ العصيان."
د. إسماعيل النجار
9 أيلول 2023 , 18:20 م


مجدداً فُتِحَ بابُ التطاوُل ِ على هيبة الدولة، وتشجَّعَ الجبناءُ والعُملاءُ على الجريمةِ المنظمَة، لِأنَّ بعضَ الفِئاتِ من الشعب السوريِّ، لا يردعُها غير َحبل ِ المشنقة والِمقصلَة ولاتنفع معها المكرُمَة.

هذا ما حصلَ ويحصُلُ في سورية هذه الأيام:

عناوينُ مختلفةٌ وشعاراتٌ تُستَغَلُّ لِيختبئ َ تحتها وخلفها العدوُّ الأمريكي والصهيونيّ.

فإذا كانتِ الحاجةُ والجوعُ هما السبب فِعلاً، فلماذا لا تُوَجَّهُ أصابعُ الِاتهام إلى المُحاصِرِ المُسَبِّب لهما لإخضاع ِ القيادةِ السُّوريّةِ لشروطِه، والذي ما فرض قانون قيصر،واحتلَّ الأرضَ السُّوريةَ، وسرق ويسرق النفطَ والغازَ، من الشمال السوري، إلّا لهذا الهدف الخبيث المُعلَن.

لماذا تُوُجَّهُ أصابعُ الِاتِّهامِ إلى الحكومةِ والنظامِ السوريَّيْن ِ؟!!، ولماذا يَتِمُّ رفعُ العلمِ الإسرائيلي، في مسقِطِ رأسِ سُلطان باشا الأطرش؟!!

كما ظهرَ في الصورةِ التي قِيلَ:إنّهاوُزِّعَت فعلاً،ورُفِعَت في السويداء؟!!

كثيرَةٌ هي الأسئلة الّتي تُوجّهُ للمعنيين، لِيُجيبوا عليها.

رغمَ ذلكَ تعاملَتْ دمشقُ مع التطوراتِ بِحِكْمَةً وهدوء، وتواصلت مع الفعالياتِ،وأرسلتِ الرُسُلَ، لكن، على ما يبدو، أنَّ بعض المستفيدينَ من الفوضى التي افتُعِلَت هُناك، يريدونَ إغراقَ المحافظةِ في دماء أبنائها.

الشيخ نواف عبدالعزيز طرادالملحم، أحدُ الوجهاءِ المحترَمينَ الذين زاروا المدينةَ، وقابلوا مشايخَ العقل ِ فيها، وبعضَ وُجوهِ العِصيان ِوالِانفصال ِهناك، واستمعَ إلى مطالِبِهِمْ، التي كانَ جُلُّها معيشيّ، يرفعُ لواءَها مُعظَمُ أفرادِ الشعبِ السوريِّ بكُلِّ المحافظاتِ، حيثُ ازدادَ، بسببِ الحصارِ الأمريكيِّ، الوضعُ المعيشيُّ سُوءاً،إثر قراراتِ الحكومةِ السوريةِلِمواجهةِ الحصار وكانت قراراتٍ متسرِّعةًح وغيرَ مدروسةِ، وكانت

ستَطيحُ بها؛ إلا أنَّ ما حصلَ في السويداءِ أطالَ بِعُمرِها وأخَّرَ إقالَتَها.

ما حصل في السويداء العربية يُشبِهُ العِصيانَ المَدَنِيَّ المُغَلَّفَ بمطالبَ معيشيةٍ مُحِقَّة، ولكنَّ أبعادَهُ أكبرُ من ذلك؛والتَّدَخُّلاتُ الأميركيةُ، معَ المال ِالقَطَرِيِّ صنعا أزمةً مفتعلة.

ومنَ المعروفِ أنَّ بعضَ الفصائل ِوالجِهاتِ المؤيِّدةِ للدولةِ السورية، طلبتِ الإذنَ بإنهاء هذه الحالةِ الشاذّة، لأنَّ حِكمَةَ السيدِ الرئيس بشارِ الأسد أبَت إلا أن يكونَ الحَلُّ بِالتَّفاهُم، فهو أعطى توجيهاتِهِ للقيادة العسكرية، بوجوبِ مَنْع ِأيِّ نوعِ من الِاحتكاكِ العسكريّ، مُحافظةً على المدينةِ وأهلِها،كما استنكر المشايخُ والفعاليّاتُ ما حصلَ،وأعلنوا وقوفَهم إلى جانبِ دولتِهم،وأكدوا أنَّهم يُتابِعونَ الوضعَ، لحظةً بلحظة،ويسعَونَ لإنهاءِ كُلِّ مظاهرِ العصيان، لقطع الطريق ِ على الأمرِيكيينَ والصهاينةِ والجنبلاطيينَ.

المُصطادونَ في الماءِ العَكِر كُثُرٌ في السويداء، ولكنَّ العاقلينَ أكثرَ مِنهُم، وبنو معروف، أحفادُ سلطان باشا، ما عُرِفَ عنهم إلَّا مواقفُ الرجولةِ والشهامةِ والكرامة، وتاريخُهُم يشهَدُ لهم،إذ كانوا دائماً ومازالوا، في مُقدَّمَةِ المُدافِعينَ عن سورية، وهم رافعو لِوائِها.

لذلك، نحنُ مُطْمَئِنُّونَ أنَّ حفنةً صغيرةً مأجورةً، أو مغرَراً بها، لن تأخُذَهُم إلى حيثُ تريدُ تل أبيب، وأنَّ مشيَخَةَ العقلِ، وكلَّ المشايخ الأجِلَّاءِ لن يسمحوا بتشويه تاريخِ السويداءِ، التي تصدت لِجيشِ الوالي، وهزمته، وتَصدَّت لداعشَ ودمرتها، وقلبُ ابنِها الشهيدِ البطلِ اللواء عصام زهر الدين، اليومَ في مثواهُ الأخير،ينبضُ حُباً لسوريةَ، ورفاقُهُ وأبناءُ عمومَتِهِ لن يحيدوا عن دربه، مهما كلَّفَ الأمر، ولسانُ حالهم:

اللّٰهُمَّ احْفَظْ سُوريةَ واحمِها.

بيروت في...

9/9/2023

المصدر: موفع إضاءات الإخباري