عدنان علامه/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
أعلنت أمريكا عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 175 مليون دولار تشمل قذائف "يورانيوم منضب" .
وقالت بأننا واثقون من أنّ القوات الأوكرانية ستستخدم قذائف "اليورانيوم المنضب" بنحو مسؤول.
للأسف لم يتم حظر إستعمال "اليورانيوم المُنَضَّب" بالإسم دوليًا ولكن هناك جدل واسع جدًا حول تأثيره على البيئة والصحة العامة. وإذا ثبت ذلك فيعتبر إستعماله محظورًا.
فالبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1949, فقد نص في الفقرة (3) من المادة (35) على ان ( يحظر استخدام وسائل وأساليب القتال التي يقصد بها او يتوقع منها ان تلحق بالبيئة الطبيعية أضرار بالغة واسعة الانتشار وطويلة الأمد التي يقصد بها أو يتوقع منها أن تسبب مثل هذه الأضرار بالبيئة الطبيعية ومن ثم تضر بصحة او بقاء السكان ) كما نصت المادة (55) من نفس البروتوكول في الفقرة (1) منها على :- ( تراعى أثناء القتال حماية البيئة الطبيعية من الأضرار البالغة واسعة الانتشار وطويلة والأمد ) ونصت في الفقرة (2) منها على ان ( تحظر هجمات الردع التي تشن ضد البيئة الطبيعية ).
وأما الاتفاقية الخاصة بحظر أو تقييد استعمال اسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر او عشوائية الأثر لعام. 1980 فقد نصت في ديباجتها على ان :- ( يحظر استخدام أساليب او وسائل حربية يقصد بها او يتوقع منها ان تسبب للبيئة الطبيعية إضرارا واسعة النطاق وطويلة الأمد وشديدة الأثر )."
ف" اليورانيوم المُنَضَّب" هو عبارة عن نفايات نووية مشعة؛ ويجب التعاَمل معها بحذر وهناك شروط خاصة لردمها والتخلص منها.
و"اليورانيوم المُنَضَّب" هو منتج ثانوي عالي الكثافة يتبقى عند تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في المفاعلات النووية أو الأسلحة النووية.
وبناءً عليه فإن “اليورانيوم المنضب"
هو نفايات مشعّة، لكنه يحتوي على مستوى أقل بكثير من النظيرين المشعين يو-235 ويو-234، أي أقل كثيراً من المستويات الموجودة في خام اليورانيوم الطبيعي، وهو ما يقلل من نشاطه الإشعاعي
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه يُستخدم في الأسلحة لأنه عالي الكثافة ويشتعل ذاتياً عند درجات حرارة وضغط عالية، ولأنه يصبح أكثر حدة عندما يخترق الصفائح المدرعة.
وقال متحف الإشعاع والنشاط الإشعاعي التابع لاتحاد جامعات "أوك ريدج" في تنيسي بالولايات المتحدة: "عندما تضرب ذخيرة يورانيوم منضب خارقة هدفاً ما، ترتفع درجة حرارة سطحه بشكل كبير".
وأضاف: "عندما يخترق “اليورانيوم المنضب“ المركبة المستهدفة، تتجه الشظايا الأكبر لالتهام كل ما بداخلها، فيما ترفع تلقائية اشتعال اليورانيوم من احتمالات انفجار وقود المركبة و/أو ذخيرتها".
ويعني هذا أنه عندما تضرب مثل هذه الذخيرة درع الدبابة، فإنها تخترقه في غمضة عين قبل أن تنفجر وسط سحابة مشتعلة من الغبار والمعادن، بينما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انفجار الوقود والذخيرة الموجودة في الدبابة.
ويعني هذا أنه عندما تضرب مثل هذه الذخيرة درع الدبابة، فإنها تخترقه في غمضة عين قبل أن تنفجر وسط سحابة مشتعلة من الغبار والمعادن، بينما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انفجار الوقود والذخيرة الموجودة في الدبابة.
فأمريكا وحلفائها والدول المصنعة للذخائر والقذائف التي تحتوي على "اليورانيوم المنضب" يخفون الحقائق الدامغة للأثار السلبية لإستعمال مثل هذه الأسلحة على السلامة العامة للإنسان والحيوان والتربة والمياه الجوفية لمديات طويلة جدًا.
فهناك أخلاقيات وضوابط إنسانية حتى في الحروب؛ ولكن أمريكا وأذنابها لا يلتزمون بهذه الاخلاقيات والضوابط والقوانين. وقد اقتطفت بضعة فقرات من كتاب "حظر وتقييد استخدام الاسلحة في القانون الدولي العام".
الجزء والصفحة : ص17-27
القسم : القانون / القانون العام / القانون الدولي العام و المنظمات الدولية / القانون الدولي العام /
يمكن القول إن الأساس النظري لحظر او تقييد استخدام الاسلحة هو القاعدة العامة التي تقضي ان ( حق المتحاربين في اختيار وسائل الإضرار بالعدو ليس حقاً مطلقاً من أية قيود او حدود ) ومعنى ذلك ان أطراف النزاع المسلح لم يعودوا مطلقي اليد في اختيار وسائل وأساليب القتال ، وإنما أضحى سلوكهم في هذا الشأن خاضعاً لما يسمى بمبدأ التقييد.
ولقد ظهرت هذه القاعدة لأول مرة في لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907 وذلك ضمن صياغة قانونية احتوتها المادة (2 ) منها.
ومبدأ تقييد حقوق المتحاربين من المبادئ التي استقرت عليها الأعراف الدولية في الحروب والمنازعات المسلحة على اختلاف أنواعها وطبيعتها , مما يضفي على المبدأ وصفي العموم والشمول, وبالتالي لابد من التسليم أن هناك عدة قيود على حرية المتحاربين في استخدام وسائل القتال.
وأما الاتفاقية الخاصة بحظر أو تقييد استعمال اسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر او عشوائية الأثر لعام. 1980 فقد نصت في ديباجتها على ان ( يحظر استخدام أساليب او وسائل حربية يقصد بها او يتوقع منها ان تسبب للبيئة الطبيعية إضرارا واسعة النطاق وطويلة الأمد وشديدة الأثر )."
فأمريكا وأذنابها والناتو يحاربون روسيا ويحاولون بشتى الوسائل إلحاق الهزيمة العسكرية بروسيا؛ وتتخذ أمربكا وحلفائها من أوكرانيا رأس حربة في مواجهة روسيا؛ وتصور أمريكا وأذنابها للعالم بأنها حرب بين روسيا وأوكرانيا وطلبت من جميع جيران أوكرانيا فتح مستودعات اسلحتهم لصالح اوكرانيا حتى وصلت إلى الحد الأدنى من المخزون الإستراتيجي الذي لا يمكن تجاوزه. وفي نفس الوقت تلجأ أمريكا بتسخين الجبهات من خلال المساعدات العسكرية الضخمة بمليارات الدولارات.
وبالرغم من هذا الدعم العسكري الامريكي والأوروبي المتواصل واللامحدود كمًا ونوعًا فإن أوكرانيا لم تستطيع إنجاز اي إختراق للخطوط الامامية للجيش الروسي. وبالتالي كان القرار البريطاني والامريكي بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحظورة دوليًا و"اليورانيوم المُنَضَّب" المثير للجدل.
ومن المؤكد بأن أمريكا وأذبانها لم يُقَدِّروا جيدًا العواقب المحتملة لهذا التصرف الأرعن. فأي محاولة لتغيير موازيين القوى في الخطوط الأمامية لصالح اوكرانيا سيدفع روسيا حتمًا إلى إستعمال أسلحة تقليدية ذات قوة تدميرية عالية وقد تنزلق الأمور إلى إستعَمال أسلحة غير تقليدية ما لم ترتدع أمريكا وأذنابها.
وقانا الله شر غطرسة أمريكا وأذنابها.
وإن غدًا لناظره قريب
09 أيلول/سبتمبر 2023