كتب الأستاذ حليم خاتون:
"إذا أردنا أن نعرف ماذا يدور في ايطاليا، علينا أن نعرف ماذا يدور في البرازيل"، من يذكر هذه الجملة التي ظل يكررها حسني البرازان طيلة مسلسل "صح النوم" مع غوار الطوشي؟
إذا أردنا أن نعرف ماذا يدور في عين الحلوة، علينا أن ننظر داخل رأس أميركا...
سوف يصرخ جماعة بدنا نعيش أن كفى مع نظرية المؤامرة...
لكن إذا أردنا فعلاً أن نعيش بسلام علينا التفكير مليا في كيفية التصدي للأميركيين...
"أميركا ام الإرهاب"، هذا ليس مجرد شعار...
نحن نعيش فعلا فيلماً أميركياً إرهابياً طويلا لن ينتهي إذا لم نقم نحن بوضع حد له...
يتحكم بالعقل الأميركي كل شياطين الجحيم...
قامت الأسطورة الأميركية على إبادة جماعية لكل الشعوب الأصلية التي كانت تعيش على القارة الأميركية...
نُهبت القارة وسميت أميركا رغما عن إرادة السكان الأصليين...
بعد نهب الأرض، وإبادة السكان الأصليين، قام المستوطنون الأوروبيون البيض باستقدام العبيد من افريقيا لسرقة قوة العمل دون مقابل...
يقول الماركسيون إن رأس المال لا يكتفي بسرقة الثروة المحلية، بل ينتقل إلى مرحلة الاستعمار لنهب وسرقة الثروات الخارجية... ثم يضيفون قائلين إن الإمبريالية هي أعلى مراحل هذه الرأسمالية، حيث الاستعمار الجديد يتحكم بشكل غير مباشر بكل مفاصل حياة الشعوب بعد استقلال وهمي كاذب...
لا تتوقف الإمبريالية عن نهب ثروات هذه الشعوب عبر المؤسسات الدولية التي تخضع كلها لسيطرة هذه الإمبريالية...
الإمبريالية خلاقة في أساليب الاستعمار لأن حياتها رهن بنهب ثروات الشعوب الأخرى...
هذا ما تفعله الإمبريالية الأمريكية...
نهب الشعوب الأخرى...
ماذا تفعل أميركا في سوريا؟
أحرقت حقول القمح وكل انتاج الغذاء من أجل تخريب سوريا بعد أن فشلت الحرب الكونية وكل الإرهاب الدولي في إسقاط الدولة السورية...
يسرق الأمريكيون النفط والغاز السوري من أجل إفقار هذه الدولة التي قال عنها وزير الخارجية الفرنسي الأسبق "رولان دووما" أنها آخر حصن عربي في وجه إسرائيل...
آخر انجازات الأميركيين في الشمال السوري هو استغلال الصراع بين الأكراد والعشائر العربية من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد:
إرضاء أردوغان عبر إضعاف الأكراد،
والعمل على نشر العشائر العربية السنية على الحدود مع العراق من أجل الوصول إلى الخطوة التالية:
إشعال حرب شيعية سنية بين هذه العشائر وبين الحشد الشعبي المنتشر على هذه الحدود...
هكذا يتم قطع الطريق البري من إيران إلى العراق فسوريا ولبنان...
كل هذا إكراما لاسرائيل...
من يعتقد أن في هذا القول الكثير من الخيال، لا يعرف إلى أي مدى ممكن أن يذهب هذا العقل الشيطاني الأميركي من أجل الكيان الصهيوني...
مشكلتنا نحن العرب، كما الروس وكما الصينيون وكما كل العالم الذي يتوق إلى الحرية والعدالة في حياة هذا الكوكب هو أننا نعتقد أنه يمكن إقناع الأميركيين بالتعايش السلمي ضمن نظام عالمي عادل...
نفس غلطة الاتحاد السوفياتي الذي لم يتوقف عن التراجع أمام الأميركيين منذ أن صدق ستالين أن مشروع مارشال سوف يصل إلى موسكو، ثم تبعه خروتشيف حين انسحب من كوبا دون مقابل علني مقبول...
حتى في الصراع العربي الصهيوني لم يقف الاتحاد السوفياتي ابدا مع العرب كما يجب...
عودة إلى عين الحلوة...
هل من الممكن السؤال من الذي أعطى الأوامر بنصب الخيم على شاطئ صيدا، وماذا كان يدور في رأس هؤلاء؟
هل هي الأونروا، أم من؟
تتحدث الشاشات والإذاعات عن مؤامرة لإنهاء عاصمة الشتات الفلسطيني في مخيم عين الحلوة لإنهاء حق العودة؟
تحليل ساذج...
الخطة أكثر جهنمية من هذا... الخطة هي تمدد مخيم عين الحلوة مع النازحين الجدد من سوريا من لون معين إلى داخل صيدا...
المطلوب هو امتداد المخيم حتى البحر لقطع طريق الجنوب من جهة، وخنق مدينة صيدا اجتماعياً واقتصادياً من جهة أخرى... تماماً كما كل المدن المحاطة بالمخيمات...
لا يعبأ العقل الجهنمي الأميركي بحياة مدينة صيدا أو بحياة الجنوبيين أو حتى بحياة الاغبياء من النازحين الجدد، أو المقاتلين الجاهليين المنتشرين داخل هذا المخيم، وداخل المخيمات التي تحيط بالمدن الأخرى...
هناك من السذج العرب من لا يزال يعتقد أن أميركا سوف تنسحب من منطقة الشرق الأوسط للتفرغ للصراع مع الصين وروسيا...
لم يسمع هؤلاء دونالد ترامب يقول إن أميركا لا تحتاج الى نفط الشرق الأوسط، لكنها تحتاج الى منع الآخرين من الوصول إليه...
لذلك اميركا لن تتركنا بسلام...
أميركا لن تدعنا نعيش بسلام...
علينا أن نقاتل لكي نجبر أميركا على تركنا نعيش فعلاً بسلام...
هل تشكل المخيمات الفلسطينية بؤر توتر؟
أراد بشير الجميل تفكيك مخيمي صبرا وشاتيلا وتحويلهما إلى حديقة عامة في بيروت...
قام جماعة بشير الجميل من بعده بارتكاب مجزرة في صبرا وشاتيلا...
مشكلتنا هي أننا قبلنا بدخول اللاجئين وتأسيس مخيمات لجوء وبؤس لا يمكن أن تكون سوى بؤر توتر...
لكن حل بشير الجميل واتباع بشير هو حل فاشي لا إنساني ولا وطني...
الحل هو بتفكيك هذه المخيمات وحمل كل هؤلاء إلى الحدود الفلسطينية...
الحل هو بخلق مشكلة أمام المجتمع الدولي...
مشاكل المخيمات يجب أن لا تبقى مشاكل الدول المضيفة...
على المجتمع الدولي هو أن يتوصل إلى حل...
السلاح الذي يتدفق إلى هذه المخيمات لتخريب المدن المحاصرة المختنقة، يجب إرساله إلى الحدود الفلسطينية...
كفى خنوعا...
كفى قبولاً بقدر الخراب الذي تخلقه الإمبريالية الأمريكية في أوطاننا...
الفلسطيني الذي لا يقاتل اسرائيل، لا يحق له حمل السلاح...
من يريد قتال إسرائيل، اهلا وسهلا به برا وبحرا وجوا إلى حدود فلسطين...
كما اجتاحت السفن المحملة باليهود في القرن الماضي فلسطين، على الفلسطينيين اجتياح العودة إلى فلسطين وليس قتل النساء والأطفال في حروب عبثية لا تنتهي...
الإسلامي أو الفتحاوي الذي يطلق النار في عين الحلوة يجب أن يسأل نفسه عن الحق في ما يفعله من إطلاق النار في غير الاتجاه الواجب، وعلى غير أرض، وبعيدا عن فلسطين...
السلاح الشرعي الوحيد المسموح به هو ذلك الذي يتوجه لتحرير فلسطين...
كل ما عدا ذلك هو ارهاب وعمالة وخيانة...
كل من يطلق النار في عين الحلوة هو إما ارهابي أو خائن أو عميل...
الطريق الى فلسطين ليست بعيدة وليست مستحيلة ولا عصية على من يريد القتال فعلاً في سبيل الله، أو في سبيل الوطن، أو في سبيل الإنسان...
أميركا وإسرائيل تعطيان كل يوم الف ذريعة وذريعة من أجل الرد على النار بالنار، وعلى إرهاب الدول بارهاب ثوري لا يتوقف حتى تدمير المصالح الأميركية...
آن الأوان...
إذا كان لا بد من الموت،
نموت واقفين ولا نركع...
حليم خاتون