رُصدت أضواء غامضة في سماء المغرب قبل وقوع الزلزال المدمر الأسبوع الماضي، وما يزال العلماء غير قادرين على كشف سرها.
وضرب زلزال بقوة 6.8 درجة جبال الأطلس الكبير شرق المغرب. وكشفت رويترز يوم الثلاثاء إن ما لا يقل عن 2900 شخص لقوا حتفهم وأصيب نحو 5500 آخرين.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أنها تظهر ومضات لامعة من الضوء تتدفق عبر السماء قبل وقوع الزلزال.
واعتقد الخبراء أنه كان من الممكن أن يسجلوا ظاهرة جوية تعرف باسم "أضواء الزلزال".
ولا يمكن تأكيد "أضواء الزلازل"، أو ما الذي يسببها. ومع ذلك، إذا ثبت أن هذه الأضواء مرتبطة بنشاط زلزالي قوي، يأمل العلماء أن تُعتمد للمساعدة في جهود الكشف المبكر عن الكوارث.
وتكشف التقارير عن ومضات ساطعة مدتها ثانية إلى كرات نارية مدتها دقائق، إما عالية أو منخفضة في السماء، بألوان مختلفة، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
ونظرا لعدم القدرة على التنبؤ بموعد حدوث الزلزال، فمن المستحيل إجراء دراسة لتوثيق هذه الأحداث بشكل مباشر. لذا اعتمد العلماء لفترة طويلة على مشاهدات الناس، المعروف أنها قد تخطأ.
وقالت "كارين دانيلز"، عالمة الفيزياء في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، لـ"نيويورك تايمز": "تساءل الناس عنها على الدوام. إنها واحدة من تلك الألغاز المستمرة ولا يتم حلها أبدا".
ولهذا السبب، كان يُعتقد أن أضواء الزلازل مجرد أسطورة. ولكن لقطات الكاميرات الأمنية والهواتف المحمولة الحديثة زادت الاعتقاد بحدوثها.
على سبيل المثال، رُصدت ومضات ساطعة غامضة بالكاميرا قبل زلزال عام 2021 في مكسيكو سيتي، حسبما أفادت "شبكة PBS". وفي ذلك الوقت، كشفت "الغارديان" أنها ظهرت أيضا فوق شرق اليابان قبل زلزال عام 2022.
وانتشر المزيد من الأدلة على أن هذه الومضات تحدث أحيانا عند حدوث الزلازل. لكن يبقى السؤال: ما سببها؟. هل هذه نذير للزلزال أم شيء آخر؟.
عمل الجيوفيزيائي "فريدمان فرويند"، من معهد SETI على ورقة بحثية تستعرض 65 تقريرا عن "أضواء الزلازل" المحتملة التي جمعت منذ القرن السابع عشر. واعتقد أن أضواء الزلازل يمكن أن تكون شكلا متطورا من الكهرباء الساكنة.
وقال لـ"واشنطن بوست"، إنه عندما تحتك الصفائح التكتونية ببعضها البعض، فإن هذا الاحتكاك يمكن أن يولد تيارا كافيا لإنتاج تفريغ كهربائي، ما يفسر الوميض الساطع.
لكن دانيلز صرحت لـ"التايمز" إنها لا توافق على هذا التفسير.
وقالت: "احتكاك الصخور بالصخور ليست حالة تمكن فيها الناس من توليد فصل كبير للشحنات. لذلك لا يبدو أنه تفسير جيد جدً لما يراه الناس".
وبالمثل، بدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) حذرة بشأن تفسيرها للأحداث. وأوضحت: "يختلف الجيوفيزيائيون حول مدى اعتقادهم بأن التقارير الفردية عن الأضواء غير العادية بالقرب من وقت حدوث الزلزال ومركزه تمثل في الواقع أضواء الزلازل. ويشكك البعض في أن أيا من التقارير يشكل دليلا قويا على أضواء الزلازل، بينما يعتقد البعض الآخر أن بعض التقارير على الأقل تتوافق بشكل معقول مع أضواء الزلازل".
وهناك تفسيرات محتملة أخرى للومضات، على سبيل المثال، قد تُحدث الهزات المبكرة خللا في خطوط الكهرباء، ما يؤدي إلى إنشاء أقواس من الكهرباء.
ومع ذلك، لا تستبعد دانيلز احتمال أن تكون الومضات مرتبطة بالزلازل، كما قالت لـ"التايمز".
وقالت: "نحن نشعر بالارتياح من الأشياء التي يمكننا فهمها، ونخاف من الأمور التي لا نفهمها. أعتقد أن هذا جزء من سبب انبهارنا بهذه الظاهرة".