محكمة أميركية تضع سفيرا سابقا تحت الرقابة في قضية
أخبار وتقارير
محكمة أميركية تضع سفيرا سابقا تحت الرقابة في قضية "الضغط القطري"
16 أيلول 2023 , 05:04 ص

سبق أن شغل أولسون منصب سفير بلاده إلى الإمارات ومبعوث واشنطن إلى أفغانستان وباكستان، وقد وجّهت إليه محكمة فدرالية تهمة انتهاك حظر مفروض على حشد الدعم لصالح دولة أجنبية خلال العام الأول من ترك المنصب الرسمي.

أقرّ السفير الأميركي السابق ريتشارد أولسون بالذنب في قضية حشد دعم مخالف للقانون لصالح قطر وقبوله تمويلا سخيا لرحلة إلى بريطانيا إبان توليه منصب مبعوث واشنطن إلى باكستان، وفق ما أظهرت وثائق قضائية.




قضت محكمة في واشنطن، الجمعة، بوضع السفير الأميركي السابق لدى باكستان والإمارات، ريتشارد أولسون، تحت الرقابة القضائية لمدة ثلاث سنوات بعدما أدانته بانتهاك قوانين أخلاقية فيدرالية، وفقا لوكالة "فرانس برس".

كذلك فرضت المحكمة على أولسون، البالغ 63 عاماً، غرامة مالية قدرها 93 ألفاً و400 دولار بعدما أقرّ بالذنب باستغلال منصبه لمكاسب شخصية.

وأولسون الذي سبق أن تولى منصب سفير الولايات المتحدة لدى باكستان من العام 2012 وحتى العام 2015، كان قد أقر بالذنب، في يونيو، من العام الماضي بالإدلاء بتصريحات كاذبة وبانتهاك قوانين تحظر حشد الدعم لحكومة أجنبية.


وبحسب شكوى جنائية، التقى أولسون في العام 2015 حينما كان يشغل منصب سفير الولايات المتحدة إلى إسلام أباد، في لوس أنجليس باكستانيا-أميركيا عرض عليه أن يعمل لصالح شريك من البحرين.

والباكستاني-الأميركي الذي لم تكشف هويته، أعد سريعا لرحلة إلى لندن للبحث في التعاون، فيما لم يكشف أولسون مصدر 19 ألف دولار أنفقها على تذاكر سفر من الدرجة الأولى، والإقامة في فندق فخم والعشاء، وفق الادعاء.

وعرض الرجل على أولسون عقد عمل لمدة عام بقيمة 300 ألف دولار بعد انتهاء مسيرته الدبلوماسية، وفق الشكوى.

وكان قد طلب من أولسون بادئ الأمر مساعدة قطر في حشد الدعم لصالح السماح بإقامة مرفق أميركي للتخليص الجمركي المسبق في مطار الدوحة.

ولاحقا طُلب من السفير السابق مساعدة قطر في مواجهة حصار فرضته عليها السعودية والإمارات.


في المقابل، حوّل مسؤول في الحكومة القطرية مبلغا قدره 5,8 ملايين دولار للباكستاني-الأميركي الذي تواصل مع أولسون، وفق الشكوى.

وفي الشكوى إقرار من قبل أولسون بأنه على علم بالقيود الأخلاقية بقوله إنه لا يمكنه التواصل مباشرة مع السفير الأميركي في قطر.

وتضمّنت مذكّرة قدّمها أولسون للمحكمة إقرارا بالذنب في المخالفتين المنسوبتين إليه، وقد أحيلت القضية من كاليفورنيا إلى واشنطن.

وقدّم أولسون مذكّرته للمحكمة في السابع من نيسان/أبريل، وكان موقع أكسيوس الإخباري أول من أفاد بذلك.

ومنذ أن تقاعد من العمل الدبلوماسي، عمل أولسون مرارا محلّلا للأحداث في باكستان وأفغانستان.


وجاء في بيان لمكتب المدعي العام الأميركي في واشنطن أن "القانون الأميركي يحظر على مسؤولين رفيعين، على غرار المدّعى عليه، تمثيل حكومة أجنبية في أيّ وكالة فيدرالية أو مساعدة أو تقديم المشورة إلى كيان أجنبي بقصد التأثير على حكومة الولايات المتحدة وذلك لمدة عام واحد بعد تركهم مناصبهم".

وتابع البيان "اتخذ المدعى عليه خطوات عديدة لإخفاء هذه الأنشطة غير القانونية، بما في ذلك حذف رسائل بريد إلكتروني تدينه والكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال مقابلة مسجلة".

وبحسب مكتب المدعي العام، فقد تلقى أولسون عندما كان يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى باكستان، خدمات ومنافع من رجل أعمال باكستاني-أميركي أشير إليه في وثائق المحكمة بـ"الشخص 1".


ومن بين هذه الخدمات والمنافع مبلغ مالي قدره 25 ألف دولار تم تسديده لصديقة أولسون حينها لمساعدته في تغطية تكاليف دراسته في جامعة كولومبيا في نيويورك، و18 ألف دولار نفقات سفر درجة أولى لإجراء مقابلة توظيف في لندن.


وأشار بيان مكتب المدعي العام إلى أن "واحدة من الخدمات الكبرى التي وافق المدعى عليه على تقديمها هي حشد الدعم بين أعضاء الكونغرس لصالح 'الشخص 1' بما يتّصل بصفقات بيع أسلحة إلى باكستان وبلدان شرق أوسطية كان 'الشخص 1' يحاول التوسّط فيها".

و"الشخص 1" بحسب صحيفة "واشنطن بوست" هو عماد الزبيري الذي حُكم عليه في العام 2021 بالحبس 12 سنة بعدما أدين بتقديم مساهمات غير مشروعة في حملات انتخابية وبمخالفات أخرى.


المصدر: وكالات