هيام وهبي
والله لم يعُد يعنينا إتفقتم أم لم تتفقوا ... أنتخبتم الرئيس أم لم تنتخبوه ... الناس تموت جوعاً ومرضاً وفقراً ، ولا من يسأل عنهم ، بضعة لصوص من أصحاب المصارف وعلى رأسهم كبيرهم شيخ الكار الأخ المناضل رياض سلامة نهبوا تعب عمرنا وكل قرش جمعناه وأدّخرناه للزمن !!! ولا من يجد لنا حلاً ... فماذا ننتظر من الرئيس الموعود ؟؟؟هل ستتغير البنية الطائفية في البلد ... هل ستنتهي المحاصصة ... هل سيقدم ضمانات صحية واجتماعية لشعبٍ أنهكه الفقر والجوع ونهبته مافيات الدواء والإستشفاء ودولة تعمل على تجويعه ... حياتنا أصبحت كلها إنتظار ... إنتظار غودو الذي لن يأتي أبداً ... لا أمل في هذا البلد ، هو حالة ميئوس منها بإمتياز ...واتذكر المقولة الشهيرة للزعيم سعد زغلول وهو على فراش الموت يحتضر حين فقد الأمل من الوضع السياسي في مصر خاطب زوجته قائلاً: شدّي اللحاف ، ما فيش فايدة يا صفيّة ...
وأنا أقول مافيش فايدة يا مواطن . على كل منّا أن يقيم دولته الخاصة ويرفع رايته الخاصة على باب بيته ،ويحمي نفسه ، فالدولة غائبة كلياً ولا وجود لها إلا لنهبنا وسرقتنا ، هي في حالة (كوما) غيبوبة، وموت سريري، ولا عزاء لنا .هذا هو الوطن المهزلة أضحوكة الأوطان، وطن ينخره الفساد من بداية تأسيسه ، وكيف لبلد أسسه الإستعمار واهداه الإستقلال لكي يكون خادماً لمصالحها وكياناً شاذاً في عالمٍ عربي كبير ، أن يكون وطناً صالحاً للعيش ، كيف لوطن مصنوع على قياس طائفة واحدة متحكمة بمصيره وأعطاء بقية الطوائف بعض المراكز كرشاوى لإسكاتهم ، كيف لهذا الشيء المسمّى وطناً أن ينعم بإمتيازات الأوطان ... هذا الوطن الشاذ الذي تُعتَبَرُ فيه الخيانة وجهة نظر والعمالة حرية رأي !!! أنّه الوطن الذي تكوّن ليدعم الكيان المجاور ، كيان العدو المغتصب ... ولو عدنا إلى الماضي وللوثائق التاريخية ورأينا كيف تآمر عليّة القوم وما نسمّيهم زعماء لبنان على فلس ط ين ببيعهم اراضيهم وأملاكهم هناك للعدو لعرفنا ماهو لبنان وما هو الواقع الذي نعيشه اليوم ، تاريخ من التآمر والعمالة والتسول على أبواب الدوَل ... نعم ايها الشعب العظيم هذا هو ( اللبنان) كذبة كبيرةوصناعة فرنسية فاخرة ومنتوج أنتهت صلاحيته ولم يعُد يصلح للإستعمال الأدمي ... وعلينا الرحيل إمّا إلى المنفى أو إلى رحمة ربّنا لعلنا في السماء نجد الراحة التي لم نحصل عليها في درّة الأوطان لبنان .