جورج حدادين

معطيات وحقائق يشترط البناء عليها في أي ممارسة للعمل السياسي في الأردن

سيرورة تطور الدولة والمجتمع الأردني

سيرورة تطور التشكيلة الاقتصادية – الاجتماعية

سيرورة تشكل الدولة الأردنية المعاصرة، وليست الحديثة، كون الدولة الحديثة نتاج الانتقال من العصر الاقطاعي الى الصناعي في أوروبا، وهذا لم يحصل بعد في الأردن.

بدء تشكل الدولة الحديثة ، مرتبط بتشكل مجتمع منتج يحقق الاكتفاء الذاتي، من السلع والخدمات ، وما يفيض منها يصدر للآسواق الخارجية،

ومن اجل إدارة السوق الوطنية والمجتمع وعلاقة المجتمع المحكوم بالسلطة الحاكمة،( العقد الاجتماعي ) يتم بناء مؤسسات الدولة : التشريعية التنفيذية القضائية الأمنية والثقافية ،

السوق المنتج ، يشكل الركيزة الأساس لضمان بناء مؤسسات وطنية حقيقية، وليست صورية، من اجل إدارة شؤون الدولة والمجتمع.

مؤسسات الدولة في الأردن لم تبنى بناء على معطيات سوق منتج، وما زال الأمر كذلك، إنما بناء على قرار خارجي ، قرار الإنتداب البريطاني، الذي حجز بناء اقتصاد وطني منتج، لا بل فرض بناء اقتصاد استهلاكي تابع،

" أولوية الأمن والأمان وثانوية التنمية"

من خلال فرض سياسة الاعتماد على المساعدات والقروض الميسرة لإدارة شؤون الدولة والمجتمع، تم ضمان التبعية المطلقة لمصالح الغرب الرأسمالي، وبسبب ذلك، تم إعتماد نظرية " الأمن والأمان " أولوية في هذه البقعة الجغرافية، وهي مقولة تم تزييف وعي المجتمع الأردني من خلالها، ما زال يتغنى بها المجتمع بدون وعي تداعياتها.

نتيجه تبني هذه السياسة، المفروضة على البلاد، مقولة الأمن والأمان، خضعت كافة المؤسسات الرسمية والشعبية : التشريعية والتنفذية والقضائية ومؤسسات المجتمع الشعبي، لقرار المؤسسات الأمنية،

وفي الوقت ذاته حجزت، وما زالت تحجز، نظرية أولوية " الأمن والأمان" ، بناء الدولة الوطنية الحديثة، ومعها تم حجز بناء التنمية المتمحورة حول الذات الوطنية، قاعدة بناء الدولة الوطنية المنتجة الحديثة.

يتبع