لقد طَفَحَ الكَيل، ولا بُدَّ أنْ يقفَ أحدُنا ليرفعَ الصوتَ ويتكلمَ بصراحة، يجب أن يقولَ ما لا يستطيعُ أن يقولَهُ الآخرون.
المعركة مع المقاومةِ كانت منذ البداية تدور على مِحوَرَين: الأوَّل إقليمي، والثاني دَولي.
الأوَّل: يقفُ في مُقدّمَةِ حاملي لواءِ العِدَاءِ لهذهِ المقاومةِ الولاياتُ المتحدةُ الأميركية.
والثاني: أعداءُ المقاومةِ هُم أعرابُ الخَنا، وعلى رأسِهِم تقفُ السعوديةُ الوهابيةُ والإماراتُ العِبرِيَّةُ المتحدة، وإسرائيل.
محاولاتُ كَسْرِ المقاومةِ في لبنانَ كثيرةٌ،لكنها انتهَتْ جميعُها بهزيمةِ الأعداء؛ إذ هُزُمَت أهمُّ أدواتِهِم في المنطقة: (الجيشُ الذي كان لا يُقهَر).
عام ١٩٩٣ هزيمة عام ١٩٩٦ هزيمة ثانية، عام ٢٠٠٠ إندحار غير مسبوق،
وعام ٢٠٠٦ هزيمة ساحقة ماحقة مُدَوِيَة، تسببت بتشكيل لجنة تحقيق داخلية:(فينوغراد).
واعترفت بانتصارِ حزبِ الله وهزيمةِالجيش الصهيونيّ، وهُزِمَ من خلفِهِ الأميركيون والأوروبيونَ والأعراب.
بعد ذلك جاءَتْ محاولاتُ قطع ِ خطوطِ الإمداد.
أطلقوا داعشَ في العراق فانهزموا.
أشعلوا سوريا من الداخلِ، فصمدت الدولةُ السوريةُ وانهزموا.
جاءوا بالعقوبات والحصار،
صهاينةُ الداخل ِ اللبنانيِّ أكثرُ صهينةً من الصهاينةِ أنفسِهم، وبلغتِ الكراهيَةُ ضدَّ المقاومةِ حدّها الأقصىَ حيثُ زادَ هؤلاءِ تمادياً ما عرفوهُ من تمسكِ حزبِ اللهِ بالوحدةِ الوطنيةِ والعيشِ المشترَك.
رفضَ حزبُ الله ِ الفِتنَةَ ومارسَ أقصى درجاتِ ضبطِ النفس، من جسرِ المطار، عام ١٩٩٣، مروراً بطريق ِ المطار، وموقفِ حي السلم، وكنيسةِ مار مخايل، والطيونة.
جهةٌ واحدةٌ هي مَن قَتلَت مُؤَيّدِي المقاومةِ وتَحَدَّتها؟
بخلافِ مجزرةِ خلدة،
وكُلّما زادَ تمسكُ الحزبِ بالوحدةِ الوطنيةِ اِزداد تجرّؤهُم بالهجومِ عليه، لدرجةِ أنَّهُم ازدادوا في مواجهته توحشاً أكثرَ فأكثر.
قتلوا رفيقَ الحريري، واتّهموا حزب الله.
قاموا باغتيالاتٍ، واتّهموا حزب الله.
دمََروا المرفأَ، واتهموا حزبَ الله.
اغتالوا بعضهم البعضَ، تصفيةَ حساباتِ، واتهموا حزب الله.
اللقيط إيلي خوري قال: كباريه نعيم قاسم.
أستاذُ الأدبِ العربِيّ نديم الجمَيِّل "صار بدو يكسِّرْ لنا رؤوسنا، سامي ابنُ عمِّهِ ما بقاش بدو يعيش مع الشيعة، وبدو يقسِّم البلد".
وصار الكل في هذا البلد يتطاول علينا،و "بدو يبُل إيدوا فينا، ليش؟؟؟...
لأننا متمسكون بالتعايشِ والوحدةِ الوطنيةِ والسلمِ الأهليّ، ولأنَّ الحِزبَ ما ضَرَبَ وأوْجَعَ، ولا "دَعَس ومَعَس"، فطِمعوا فينا وصاروا بدهم يقاتلونا.
النازحُ السورِيُّ هو السلاحُ الأخطرُ الذي يعيش بنسبة ٥٧٪ داخل بيئةِ المقاومة، كلَّ يومٍ نقرأُ، ونرى، ونسمعُ عن مصادرةِ أسلحةٍ داخلَ مخيماتِ النازحينَ تُستَخدَمُ لِلقِتال ِوالحروب، وليست أسلحةً فرديةً للدفاع ِعن ِ النفس.
مَنْ ذا الَّذي يأتي بِهذا الكَمِّ منَ السِّلاح ِ لهؤلاء؟
مَن الذي يزوِّدُهُم بالأنترنت البريطاني ذو السرعةِ الهائلة، وحصراً مُخَيَّماتِ النزوح ِفي البقاع.
هؤلاءِ يُسَلَّحونَ وفقَ مُخَطَّطٍ مدروسٍ يُفْضِي إلى ساعةِ صفر؛ سيكونُ ثمنَها عشراتُ الآفِ الضحايا من المدنيين.
هؤلاءِ الذينَ باعوا سوريةَ وطَنَهُم وتآمروا عليه،وباعوا أَنْفُسَهُم لِلشَّيْطان، واليومَ يتسلَّحونَ في بلدٍ يُفْتَرَضُ انهم يعيشونَ فيه كضيوف وعليهم أن يكونوا مؤدَّبين، كيف ستَأْمنُ جانِبَهُم؟!!
لماذا هذا الصمتُ المُريبُ عنهم؟!!
إحذرْ يا حزبَ اللهِ أنتَ المُستَهْدفُ وبيئتَك من خَلْفِك، وعلى ما يبدو أنَّ ساعةَ الصفرِ آتيةٌ لا رَيبَ فيها، فاحذروها.
ولِمَن سيقول: إنَّ هذا الكلامَ تهويلٌ، أقول: جعلَكَ اللهُ أوَّلَ مَن يرى هَولَ ما سيفعلون.
إحذَرْ يا حزبَ الله، وتَنَبَّه ولا تشعُرُ بالحَرج ِ، مِنْ رَفْع ِ الصوت، فبيئَتُكَ في خطر.
بيروت في..
29/9/2023