عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس، "إن إدارة الكونغرس تعمل للتأكد من أن احتياجات إسرائيل الدفاعية المتزايدة تُلبى، موضحا أنه لم يأتِ لإسرائيل كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط؛ ولكن بصفته "يهوديا فرّ جده من القتل".
وخلال المؤتمر الصحفي مع نظيره القطري، تبنى وجهة نظر قادة الكيان المؤقت حول قتل الأطفال والنساء وخطف الأطفال؛ فجاء الرد عاجلًا من الإعلام العسكري لدى حَماس الذي أفرج عن فيديو يبين كيفية تعامل مقاتليها مع أطفال المستوطنين. والصور تعكس وكأنهم في إستراحة مقاتل، فأسلحتهم على اكتافهم ويلاعبون الأطفال بكل لطف وهدوء وهذا يؤكد نبل أخلاقهم وإحكام سيطرتهم الكاملة على المستوطنة التي دخلوها يوم السبت الَماضي.
وفي تبرير لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات الكيان الصهيوني في كل لحظة في قطاع غزة، كقطع المياه والكهرباء وتدمير كافة المؤسسات والمعامل والمصانع المدنية وتدمير البنايات على رؤوس قاطنيها واستهداف المستشفيات وقوافل النازحين بعدما طلبت منهم الإتجاه نحو الجنوب؛ وإستعمال الأسلحة المحرمة الدولية كقنابل الفوسفور الأبيض قال الصهيوني بلينكن بكل وقاحة :" لدى إسرائيل الحق والواجب للدفاع عن شعبها وضمان عدم تكرار ما حدث السبت".
والأخطر من ذلك رد بلينكن على احد الصحفيين حين سأله عن الرد الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين، فقال بوقاحة ونيابة عن قادة الصهاينة : "إسرائيل لا ترد؛ ولكنها تضمن عدم تكرار ما حدث السبت". فإذا كانت كل جرائم الحرب المقترفة بحق الشعب الفلسطينيختي اليوم ليست ردًا؛ فكيف سيكون الرد؟
فيجب ان نتعلم من الصهيوني بلينكن كيفية صياغة التهديد بإبادة شعب بأكمله بكلمات معسولة، وتبدو طبيعية جدًا.
كنا نسمع عن دس السم في العسل، ولا ندرك كيفيته وماهيته. وقد أعطانا الصهيوني انتوني بلينكن خير مثال على ذلك. فبدا كأفعى رأس الرمح الأمريكية وهي في المرتبة الثانية من أخطر الأفاعي وأشدها فتكا وسَمَّا بعد أفعى المومبا السوداء.
وإن غدًا لناظره قريب
13 تشرين الأول/اكتوبر 2023