كتب الاستاذ حليم خاتون:
لم نعد سنة ١٩٤٨...
لم يعد الراعي البريطاني يكفي...
لا ضرورة لمسرحية جيوش عربية تعيد مهزلة ال ٤٨...
جيش الإنقاذ هذه المرة جدي جداً، لكن الجيوش الأطلسية التي وقفت تهدده تذكرنا باجتماع وتحالف كل الامبراطوريات القديمة في القرن التاسع عشر للقضاء على حركة محمد علي باشا وإجباره على التخلي عن حلم وراثة الخلافة العثمانية المريضة...
هذه المرة، جاء الأميركي ومعه البريطاني والفرنسي والالماني والإيطالي...
ممنوع هزيمة إسرائيل...
إذا اضطر الأمر، فلتكن مجزرة في غزة تحت بصر ٤٥٠ مليون خروف عربي، وملياري مسلم لم يعرفوا من أركان الدين إلا الطقوس...
التهديد الموجه لحزب الله وإيران لا يعني النجاة إذا هما لم يتخذا القرار لنجدة غزة...
هما التالي على اللائحة بعد الفلسطينيين..
قرر حلف الأطلسي تأمين غطاء وحماية دولية لذبح غزة ومعها الضفة قبل الإنتقال في المرحلة التالية إلى لبنان...
لا ضرورة لأية قفازات...
تستطيع اسرائيل فعل ما يحلو لها بتأشيرة "الغطرسة الدولية"...
القانون الدولي ليس أكثر من خرقة يمسح بها الجزار دم أهل غزة عن السكين...
قرر حلف الأطلسي وضع حد لأي صوت لا يخضع لشرطي المنطقة، إسرائيل...
الذي يعجبه اهلا به في جوقة المطبعين الأذلاء من اصغر مليك كما البحرين إلى أكبر رأس كما إردوغان...
لم يعد الوكيل يفي بالغرض كما توهم مؤتمر كامبل سنة ١٩٠٧ الذي تحدث عن زرع جسم غريب وسط الأمة العربية...
عندما انهار الوكيل بفعل صرخات الحرية من غزة...
جاء الأصيل ومعه كل زعران العالم...
يبدو وكأنه مطمئن إلى سكوت الدب الروسي وعجزه في أوكرانيا...
كما أنه رأى أن الصين، كما كل التجار، يمكن شراء الوقت معها بعد أن جعل من تايوان ندا لها...
في المنطق، اميركا وكل حلف الأطلسي أعجز من الانتصار إذا ما اتخذ قرار المواجهة...
لكن القرار لا يمكن أن يكون مناوشة هنا أو مناوشة هناك...
القرار يجب أن يكون حرباً شاملة لا هوادة فيها...
أجل يا سادة...
أميركا وزعرانها ارادوها حرباً مفتوحة...
مواجهة المشروع الأميركي سوف تعني تحويل الشرق الأوسط بأكمله إلى نار تحرق الغزاة...
إما هذا، وإما العودة إلى عصر الزنوج والامريكان...
في غزة سبعون ألف مقاتل هم كل الفصائل...
من اصل مليونين ونصف المليون، قرر فقط سبعون ألف مقاتل رفض القدر الأميركي الإسرائيلي...
أمام الباقين خيار من اثنين لا ثالث لهما...
إما القتال حتى النصر أو الشهادة...
وإما مخيمات لجوء وذل أكثر من تلك التي عاشوا فيها ٧٥ سنة...
حين حاصر ارتحششتا مدينة صيدا قبل ثلاثة آلاف عام، وفرض العبودية على أهلها؛ أغلق أهل المدينة الأسوار وفضلوا الموت على نير العبودية...
أمام أهل غزة نفس الخيار...
الهروب إلى سيناء أو تتبع ارشادات الصهاينة بالانتقال من منطقة إلى أخرى حيث يذبحون كالخراف...
أو القتال...
من يريد أن يكون عبدا...
هذه اسرائيل أمامكم...
ارفعوا الرايات البيض كما فعل يوما اجدادكم، لكن إياكم والشكوى بعد اليوم...
من لا يريد العبودية...
من يريد حياة عزة وكرامة وحرية، عليه دفع ثمن أقل بكثير مما هو يدفعه اليوم...
من يريد تفجير نفسه بالصهاينة، لم يتأخر كثيراً...
هم آتون إليكم بارجلهم، لأنكم لم تخرجوا عليهم كما خرج الباقون في السابع من أكتوبر...
لا تنتظروا من حزب الله أو من إيران الموت في سبيلكم...
لا تنتظروا من الله أن يقاتل من أجلكم...
لستم أضعف من الفيتناميين...
قضيتكم فيها من النبل ما ليس عند طالبان...
القرار لكم...
للحرية الحمراء باب،
بكل يد مضرجة يدق...