عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
يورام إيريز هو قائد كتيبة كرم أبو سالم الذي يعرف منطقة غزة بكافة بتفاصيلها حتى العادات اليومية لأهل غزة الأباة؛ كما يعرف تفاصيل عمل أجهزة الإنذار المبكر المتعددة قرب جدار الفصل َوالسياج الشائك الإلكتروني بحيث قال :"العقبات والحواجز تم بناؤها حتى إن الثعالب لا يمكنها أن تخترقها وتمر منها.
لقد وضعنا أجهزة تحذير على ثلاث مراحل. كان ينبغي أن تعطي إنذارا مباشرة في حال اختراقها".
وبالرغم من كل ذلك وصل المجاهدون إلى المواقع العسكرية وحصلت المواجهات وكانت النتائج كارثية على الصعيدين السياسي والعسكري وَالمستوطنين.
ولقد أرتفعت أصوات بايدن، نتنياهو وبلينكن بضرورة القضاء على حماس، ووصل الأمر إلى مندوب العدو في الأمم المتحدة حين قال أمس "علينا القضاء على حَماس ليس من اجل الإنتقام بل من أجل حماية أنفسنا."
أعطى مجرم الحرب النرجسي نتنياهو لنفسه وبدعم أمريكي عسكري لا محدود الحق بإقتراف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بكل عناوينها على كل المدنيين في قطاع غزة. كقطع المياه والكهرباء والحصار الكامل، وتدمير المنازل على رؤوس أهلها والتي وصلت اليوم إلى مرحلة الإبادة الشاملة والتطهير العرقي للفلسطينيين وتهديد المستشفيات والترحيل القسري.
ونفذ نتنياهو كل عنواين جرائَم الحرب لتغطية الفشل الكلي لحكومته وانهيار جيش الإحتلال بكامله في عدة دقائق خلال تنفيذ عملية "طوفان القدس". واستمر الفشل لعدة ساعات بشهادة شاهد له خبرة عسكرية واسعة.
ويذرف بايدن ونتنياهو دموع التماسيح على سلامة الأسرى؛ فمن يريد ذلك، لا يستعمل صواريخ وقذائف مدفعية يزيد مفعلوها عن مفعول قنبلة هيروشيما الذرية. فإستعمال القذائف الحربية العادية لا يعد جريمة حرب وجريمة إبادة وتطهير عرقي ودمار شامل كإستعمال القنبلة الذرية؛ ولكن عدم التناسب في الرد ونتيجة إستعمال القذائف والصواريخ وصلوا إلى درجة التطهير العرقي؛ فهي تعتبر جرائم جرب وجرائم ضد الإنسانية. فالقذيفة والصاروخ لا يميزا المواطن المدني من مجاهد حماس، ويستعملان ذلك ذريعة لإرتكاب المزيد من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية دون حسيب أو رقيب نتيجة الأوامر الأمريكية بعدم تحرك مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الدولية لمحاسبة مجرمي الحرب وبايدن ونتنياهو على رأس القائمة المطلوب محاكمتها.
فلا بد من تذكير المطالبين بالقضاء على حماس، بأن حماس وصلت إلى كافة مواقع جيش الإحتلال ومراكز الشرطة ودخلوا المستوطنات ولم تستطيعوا قتلهم، فلماذا تصرون على إبادة الشعب الفلسطيني وأنتم فشلتم فشلًا ذريعًا في التصدي لهم وهم في البيوت التي بنيتموها على أرض فلسطين بقوة السلاح؟
وقد سارع نتنياهو إلى التدمير التدريجي الممنهج الذي وصل إلى تدمير كلي لأكثر 12000وحدة سكني وتدمير جزئي لحواَلي 10000 وحدة وتدمير متوسط لأكثر من 100000 وحدة سكنية؛ وكل ذلك تلافيََا للمطالبة الشعبية بتقديم إستقالته ولمنع تأليف لجنة تحقيق تقرر محاسبته مع حكومته وعزله.
فوزير مالية الإحتلال سموتريتش الوحيد الذي أقر بفشل الحكومة في حماية المستوطنين، فقال: "يجب أن نعترف بصدق وألم ورؤوسنا منحنية: لقد فشلنا. لقد فشلنا في الحفاظ على سلامة الإسرائيليين ، ولم ننجح في الوفاء بـ"العقد غير المكتوب" بين الحكومة وبينهم.
وقد دفع جيش الإحتلال وشرطته ومستوطنيه جزءًا يسيرًا للطغيان على سكان غزة في سجنهم الكبير واستباحة دمهم.
ومن ناحية عسكرية فقد فشل بايدن ونتنياهو في كبح جماح المقاومة الفلسطينية؛ فالصواريخ لا زالت تنهمر على تل أبيب وغيرها من المستوطنات حسب جدول المقاومة.
وإذا لم يوقف مجرم الحرب النرجسي والمصاب بجنون العظمة حملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشكل فوري؛ فحتمًا ستسمعون قريبََا جدًا موقفًا حاسمًا لمحور المقاومة والذي سيغير وضع المنطقة بأكملها. وقد أعذر من أنذر.
وإن غدًا لناظره قريب
17 تشرين الأول/اكتوبر 2023