جورج حدادين
طوفان الأقصى منعطف حقيقي في تاريخ النضال الفلسطيني، والخطوة الأولي على طريق التحرر الوطني.
كان النضال الفلسطيني على مدى العقود السابقة ، يخاض تحت شعار
" الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، إبقاء القضية الفلسطينية حية، " رداً " على المقولة الصهيونية "الكبار يموتون والصغار ينسون"
مع استثناء مرحلة بداية الثورة الفلسطينية، التي رفعت شعار حرب التحرير الشعبية، ثم انتكست عنه نحو شعار الدولة الفلسطينية نتيجة إحتواء دول الخليج لفتح ثم لمنظمة التحرير بجلها.
طوفان القدس أنجز مهمات واحدث متغيرات هائلة على أرض الواقع المحلي والعربي والدولي:
• أول هزيمة بنيوية للكيان الصهيوني، شملت كافة مناحي الحياة: عسكرية سياسية اقتصادية اجتماعية اعلامية وثقافية، ظهّرت بوضوح تام هشاشة الكيان الصهيوني، الذي من المفترض انه القاعدة العسكرية المتقدمة للطغمة المالية العالمية، في جسد الأمة العربية ، التي تعتبر البقرة الحلوب للمركز، لما تتمتع به من موقع جيوسياسي وثروات طبيعية هائلة ومقدرات كبيرة، وما ردات فعل دول المعسكر الرأسمالي كافة الهستيرية على " طوفان القدس " وخاصة الأمريكية والبريطانية، حيث تم إرسال البوارج وحاملات الطائرات والدعم العسكري والمادي والمعنوي وتشغيل الماكنة الإعلامية لشيطنة المقاومة، ودعم الهمجية الصهيونية في تدمير القطاع، ثم البكاء على ضحايا العدوان أعراض جانبية للهجمة ألإرهابية الفلسطينية على المدنيين الإسرائليين، ثم بسط الحماية الدبلوماسية على الكيان وأفعاله الهمجية، في كافة المؤسسات الدولية ، إجراءات لم تحصل على مدى العقود السابقة، بإستثناء معركة تشرين عام 1973 وكان الدعم محصورا في جسر جوي عسكري.
• تفريغ مستعمرات غلاف غزة من ساكينها، وبث الرعب في وعيهم، انتبه مؤسسي الكيان الصهيوني في فترة مبكرة من مسائلة في غاية الأهمية " أسرائيل بدون الجنوب كيان غير قابل للحياة " فتم احتلال العقبة ومعظم النقب، بعد تأسيس الكيان" فلا عودة للمستعمرين طالما هي تتعرض للقصف،
اللا عودة تعني بداية نهاية الكيان الصهيوني كما قال مؤسسوا هذا الكيان.
• فضح النظام الرسمي العربي وتبيان عجزه واستسلامه ورضوخه لإملاءات المركز وتخليه عن التمسك بحقوق الأمة المشروعة وفي جوهرها القضية الفلسطينية، لا بل في لحظة الانتصار التاريخي هذه عمل، النظام الرسمي عملياً وفي الواقع ضمن الخطة الأمريكية التي تهدف إلى إحتواء هذا الانتصار، كما تم إحتواء حرب تشرين عام 1973 على يد السادات، واليوم يصبح شعار ممرات أمنة والسماح تقديم الغذاء والدواء والكهرباء والوقود وعدم تمدد الصراع أقصى طموحهم، والأهداف التي يسعى لتحقيقيها النظام الرسمي العربي، ممرات أمنه لنزوح الفلسطينيين عن أرضهم غزة أولا ثم الضفة، ووقف الحرب باعتبارها معركة لا غالب ولا مغلوب، معركة معزولة عن سياقها حرب التحرير، لا بل من المخجل أن بعض هذه الدول ابدات حزنها على " الضحايا المدنيين من الأسرائليين والأسرى" ولم تنظر الى الشهداء المدنيين من الفلسطينيين أطفال ونساء وشيوخ تحت ركام القصف الصهيوني الهستيري
• اعاد طوفان القدس ثقة الأمة العربية في نفسها وقدرتها ليس فقط على هزيمة الكيان بل هزيمة مشروع الهيمنة الغربي على هذذه الأمة، وفتح المجال واسعاً أمام القوى الوطنية العربية لإعادة الاعتبار الى مشروع التحرر الوطني وإنجاز مهمات مشروع التحرر الوطني، المتمثل في :
كسر التبعية للطغمة المالية العالمية، وتحرير الإرادة السياسية وتحرير الثروات الطبيعية وصياغة خطط تنموية متمحورة حول الذات الوطنية وتحقيق بناء دولة الأمة.
• حجز طوفان القدس على الصعيد العالمي خطة المعسكر الرأسمالي في بناء طريق الهند السعودية الأردن الكيان المناؤ، لفترة غير مرئية، لمشروع الطريق والحزام الصيني
• حقق طوفان القدس تشتيت ضغوط المركز الرأسمالي على روسيا الاتحادية في حرب أوكرانيا، ويبدو أن التحول في الموقف الروسي قد حصل قبل طوفان القدس ، وما تزويد روسيا المقاومة الفلسطينية، بالطائرات الشراعية التي اغتنمتها في أوكرانيا والتي مدت بها الولايات المتحدة الجيش الأوكراني من أجل عبور الدينبير نحو القرم، إلا دليل
يتبع