كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "هجوم القسام في 7أكتوبر أفشَلَ كل مخططات العدو التي رسمها مع الأمريكي ضدَّ الفلسطينيين."
د. إسماعيل النجار
18 تشرين الأول 2023 , 00:03 ص


أنتَ تريدُ ورَبُكَ يُريد، والله يفعلُ ما يشاءُ وما يُريد.

كَم هيَ شبيهةٌ اللحظاتُ والدقائقُ الأولى في غزة، حين أُعلِنَ عن بدءِ هجومِ المقاومةِ الفلسطينيةِ على مواقعَ عسكريةٍ صهيونيةٍ، في مستوطناتِ غلافِ غزّة، فغلّفوا جنودها وضُبّاطَه بالذُّلِ والهزيمةِ.

كَم تُشبه هذه اللحظاتُ اللحظاتِ والدقائقَ الأولىَ للمقاومةِ الإسلاميةِ في لبنان،يوم أَعلنتْ عن عمليةِ أسرِ الجنودِ الصهاينةِ في 12 تموز 2006.

حينها بدأتْ وسائلُ إعلامِ العدُوِّ وأخواتِها العبريّةُ في وطنِنا العربيّ، تتحدَّثُ عن حدَثٍ خطيرٍ في الشمالِ الفلسطينيّ، وثُمَ اعترافٌ بنجاحِ حزبِ اللهِ، بعمليةِ أَسْرٍ قامَ بها لِجُنودٍصهاينةٍ إسرائيليين،تَبِعَ ذلك هجومٌ صهيونيٌّ على الجنوب، إنتهى بحربٍ طاحنةٍ ل33 يوماًأبرَزَتْ صموداًأُسْطُورِياً للمقاومةِ في مَيْدانِها، ونصراً حاسماً للبنانَ، وهزيمةً مُدَوِّيَّةً لِإسرائيل،

بِاختلافِ الزمان والمكان، وقعت العمليتان المتشابهتان؛ لكنَّ ماحصلَ في غلافِ غزَةَ كانَ غيرَ متوقعٍ،وكانَ عظيماً وفظيعاً بَدْءاً مِنَ الِانهيارِ السَّريع ِ لكُلِّ دِفاعاتِ إسرائيلَ العسكريةِ، مُروراً بِاستِسلامِ الجنودِ في أكثرِ الأحيان ِمنْ دون ِمقاومَة، وصولاً إلى تحريرِ أكثرَ من 16 قريةً فلسطينيةً أقامَ عليها الصهاينةُ مُستوطناتِهِم منذُ عقود.

في عام 2006 كانت إسرائيل تخطط لشن عملية عسكرية خاطفة على لبنان، بين شَهرَي أيلول وتشرين، جاءَت عملية الأسر ب 12 تموز لتُفشلَ كافة المخططاتِ الصهيونية، وحِرمان الصهاينة من مباغتَة المقاومة.

ويوم السَبت، 7 تشرين أوَّل 2023، المقاومةُ الإسلاميةُ الفلسطينيةُ أيضاً باغتَتِ العدوَّ الصهيونيَّ، في غلافِ غزة،وسحقته وسحلتهُ بعد السحق، وصَدَمَتِ الصديقَ قبلَ العدُوّ، فَخَلَّفَت فرحةً ودمعة، فكانت النتيجةُ إفشالَ كاملِ مشاريعِ الجيش الصهيوني ومُخطّطاته، التي أُعِدَّتْ مسبقاً للعدوان على غزة، ولأن العملية كانت صاعقة حَوَّلَت العدو الجبان إلىَ تائهٍ يركض يميناً وشمالاً ساعياً لِلِاختِباء من رصاص المجاهدين، وأصبح عاجزاِ عن اِتِّخاذِ أيِّ قرار، واستمَرَّ يتخبّطُ لساعاتٍ، قبل أن يصحُوَ من هَوْل ِ صدمتهِ، لذلك أيُّها الإخوَةُ أصبحَ منَ الصعبِ عليه أن يُخرِجَ مخطّطاتِهِ المرسومةَ سابقاً ضِدَّ غَزَّة، والتي كانَ يتحيَّنُ الفُرَصَ، لكي يضعَها على الطاولةِ لتنفيذِها في معركةٍكانَ"عزُّالدينِ القسَّام" هو سيدُها وسيدُ توقيتِها ومواقيتِها.

اِختلطتِ الأمورُ والأوراقُ والملفاتُ بعضُها بِالبعضِ لدى هيئةِ أركان ِ جيشِ العدوّ، وأُجبِرَ على التحَوُل ِ من مُبادِرٍ إلى مُتَلَقٍّ، ومصدومٍ اِنشغَلَ بلملمَةِ أشلاءِ جنودِه ودباّباتِهِ المُمزّقةِو المحترقة،والبَدْءِ بتعدادِ قتلاهُ وأسراه، واستعادةِ جَمْعِ صفوفِهِ مُجَدّداً.

هذا الجيشُ المهزومُ المصعوقُ المصدومُ المُفلِسُ، وتحت هَول وَقْعِ الصدمة عليه، ينتقِمُ جواً، بعدما هُزِمَ بحراً وبراً، وهوَ يحاولُ اليومَ رسمَمُعادلاتٍ جديدةٍ،لكنَّهُ مُتَخَبِطٌ وعاجزٌ عن تحديدِ أيَّ هدَفٍ يُريدُ تحقيقَهُ أولاً، بعدما تأكَّدَ أنَّ الأسرى لدىَ المقاومةِ لن يعودوا إلى منازِلِهِم إلَّا بالتفاوض، ودفع الثمن الباهظ، وبدأَ بِالتّهرُّبِ من الهجومِ على غزةَ براً، خوفاً من المواجهةِ البريَة، وما يمكنُ أن تتسبَّبَ بهِ من تدحرُج ٍ لِكُرَةِ النارِ المُلتهبةِ نحوَ لبنانَ وسوريا.

أيضاً العدو الذي اِستقوَى بالأسطول البحري والجَوِي الأميركي أدرَكَ أنَّبروباغاندا التهديدات الأمريكية وحشد المُدمِِّرات لَم يُخِفْ قِوَىَ المِحوَر، بَل زادهم عناداً وتصلُّباً وتصميماً على دخولِها والِاستمرارِ فيها، مهما كانت النتائج،

فإيرانُ هدَّدَت بأن الوقت لم يعُدْ لصالحِ تل أبيبَ، والساعاتِ بدأتْ بالنفاد،

وأمريكا تراجعت عن تهديداتِها، وصرَّحَت بأنها ليسَت معنيةً بدخولِ أي حربٍ في المنطقة،وطالبت إيرانَ بضبطِ النفس، فَرَدَّت عليها طهرانُ أن ضَبْطَ النفسِ لا يكونُ من طرفٍ واحد؟

إذاً هيَ ساعاتٌ تفصِلُنا عن حقيقةِ ما ستؤولُ إليه الأمورُ، بعد استمرار الغَيِّ الصهيوني،والتمادي بحرقِ المدنيين، وفي حال دخل حزبُ الله المعركةَ بشكلٍ جيد، فإنّ الكثيرَ سيتغيَّر، خط سير الحرب لن يكون لصالح تل أبيب، لأن ما حَضَّرَهُ حزب الله لهذه الساعةِتَشيبُ منهُ الأطفال، وسيتحدَثُ عنهُ العالمُ لسنوات،

بيروت في...

17/10/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري