*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*مجرم الحرب النرجسي نتنياهو والمصاب بجنون العظمة تحدى دول العالم كلها أن تحاسبه، فهدد المستشفيات بطرد الجرحى والمرضى وقصفها، ثم نفذ تهديده. فتهديد المستشفيات بإخلاء مرضاها هو بحد ذاته جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، لأن المستشفيات هي من ضمن الهيئات المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي. وتنفيذ التهديد بقصف تجمعات بشرية في حرمها عن سابق إصرار وتصميم وأدى إلى 500 ضحية بين شهيد وجريح ؛ فالقانون الإنساني الدولي يعتبر منفذها مجرم حرب ومجرم ضد الإنسانية .*
*وبما أن المشهد البانورامي الذي رسمه النرجسير نتنياهو لدمار غزة اكتسى اللون الرمادي المائل للسواد؛ أراد أن يضيف بعض الحياة للوحة الموت التي نفَّذها؛ فوجد في دماء النازحين في المستشفى المعمداني ضالته ليضع بصمته كنيرون العصر بلا منازع على ذلك المشهد.*
*فعدد ضحايا مجازره لم تلبِ طلبات عنصريته التي إنفتحت شهيتها على إستباحة الدم الفلسطيني؛ فهو يرى الفلسطينيين وكل من هو غير يهودي "غوييم" بحسب عقيدته؛ لذا ينظر إليهم ك"وحوش بشرية"؛َ والعنصرية تتفشى في أعضاء حكومته اليمينية الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان؛ فالحريديم والحاخام أرييه درعي زعيم شاس يرون في العرب "دواب موسى" مهمتهم فقط الركوب عليهم لخدمة اليهود. فاختار مجرم الحرب نتنياهو مستشفى المعمداني المكتظ بالجرحى وطالبي الحماية بجواره، لتنفيذ أكبر مجزرة في التاريخ الحديث؛ والتي تشبه مجزرة الصالة الكبرى في صنعاء من حيث عدد الضحايا ، والتي حصلت بتاريخ 08 تشرين الأول/أكتوبر 2016. والتي يعتقد بأن طيار يهودي سابق قد نفذها.*
*فقصف مجرم الحرب نتنياهو الحشود داخل حرم المستشفى والكنيسة وبصواريخ أمريكية زنة 2000 باوند من نوع JDAM أو من نوع MK-84 حسب ما كتبت صحيفة وول ستريت الأمريكية. وفاق عدد الضحايا أكثر من 500 شخص بين شهيد وجريح.*
*فهذه المجزرة لم تقلق الأمين العام للأمم المتحدة، ولم توقظ ضميره الميت، ولم تذّكره هذه المجزرة بخرق مجرم الحرب نتنياهو للقانون الإنساني الدولي ونظام روما؛ كما ان رؤساء الدول الأوروبية والعربية الذين باركوا استباحة الدم الفلسطيني؛ وقد تفاخر بأنه حصل على تأييد منقطع النظير للمواصلة في الحرب ضد الفلسطينيين؛ بينما ما ينفذه مجرم الحرب نتنياهو ودعم كامل من شريكه في الجريَة بايدن هو تطهير عرقي ضد الفلسطينين. والذين فوضوا منعتهم حقارتهم من إدانة مجزرة العصر لأوهم شركاء فعليين في جرائم النرجسي نتنياهو.*
*وأما مجرم الحرب بايدن فهو الشريك الفعلي لمجرم الحرب نتنياهو وقد هدفا إلى قتل الفلسطينيين وحتى اللبنانيين؛ وكشف بايدن عن نيتهما بإرتكاب جرائم الحرب بقوله: "يجب القضاء على حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب". وكما صرح نتنياهو "يجب القضاء على حماس" ولكن نرجسيته، وجنون عظمته وعنصريته فرضوا عليه التطهير العرقي لكل فلسطيني. وزوّد بايدن بسرعة قياسية نتنياهو بأحدث أسلحة الدمار التي دمرت أبراج غزة ومبانيها وبناها التحتية؛ بالإضافة إلى ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) وهي إختصار ل Joint Direct Attack Munition والتي تتحول فيه القنابل والصواريخ الغبية إلى قنابل ذكية ودقيقة.*
*ويبدو أن مجرم الحرب الخَرِف بايدن قد نسي أنه زوّد نتنياهو بأسلحة التدمير الحديثة، فقتل القتيل ومشى بجنازته وقدم واجب العزاء بالضحايا وبرأ نفسه وبرأ نتنياهو من هذه المجزرة فاستعمل عبارة "نتيجة التفجير"؛ وكأنه لا علاقة للأسلحة الحديثة التي نقلها الأسبوع الَماضي على مَتن طائرة عسكرية خاصة.*
*وبالرغم من الآف جرائم الحرب والجرائم ضد التي إرتكبها شريكه مجرم الحرب نتنياهو، لم يلغِ بايدن زيارته اليوم إلى تل أبيب نتيجة للمجازر المروعة التي ارتكبها نتنياهو وتوَّجها بمجزرة المستشفى المعمداني عشية زيارة بايدن؛ وكأنها قرابين للإحتفال بقدوم ولي نعمته.*
*ويبدو إن زيارة بايدن جاءت لتهنئة شريكه نتنياهو في إرتكابهما آلاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في وقت قياسي؛ وفي نفس الوقت لتقدير الموقف وتحديد جرائم الحرب الجديدة المنوي إتخاذها لاحقََا؛ والأهم طمأنة نتنياهو بأنه وحكومته وقادة جيشه لن تتم محاسبتهم بإرتكاب جرائم الحرب بوجود الإدارة ألأمريكية الحالية.*
*وبما أن الأمور بخواتيمها؛ فلننتظر المؤتمرات الصحفية والبيان المشترك حول لقاء المجرِمَين، ونراقب الأفعال بحذر شديد لأنه لا أمان للمجرمين*.
*ومع كتابة هذه السطور بدأ بايدن بمؤتمره الصحفي والذي بدا فطه كعاهرة تحاضر عن الشرف. فأعلن موافقة إسرائيل على تمرير مساعدات أمريكية بقيمة 100 مليون دولار أي ٱقل من 100$ لكل فرد. وتوعد بشكل واضح بالويل والثبور وعظائم الأمور كل من يهدد الكيان الغاصب.*
*يستحق بايدن نيل جائزة موسوعة غينيس بجدارة في الحقارة ومحاولة إذلال الشعب الفلسطيني؛ فبعد أن قام بايدن بالإشتراك مع نتنياهو بإرتكاب جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وذلك بتدمير منازل غزة على رؤوس أصحابها.*
*واليوم يريد بايدن أن يقدم مساعدات إنسانية مجبولة بدماء الشهداء والجرحى وتحظى بموافقة الكيان المؤقت. فهذه المساعدات لن تعيد بناء المنازل ولن تعيد الشهداء إلى هذه الدنيا فهم في ضيافة الرحمن وينعمون بالخلد.*
*فبايدن الذي إقترف جرائم حرب منذ اليوم الأول اعملية "طوفان القدس" وحتى هذه اللحظة بيد، ويريد تقديم مساعدات سماها تجاوزًا إنسانية باليد الاخرى.*
*وعند ختام كلمة بايدن منهيًا زيارته للكيان المؤقت؛ تكثفت الغارات ولكن بإستعمال صواريخ تزيد زنتها عن 2000 باوند.*
*ويبدو أن بايدن ومن تحت الطاولة قد أعطى "نيرون العصر" الضوء الأخضر لإكمال رسم لوحة الموت الخاصة به.*
*آمل منكم التدقيق بالقوانين الدولية التي تصف جرائم الحرب ومدى انطباقها على كل من بايدن ونتنياهو :-*
*1- نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية*
https://www.ohchr.org/ar/instruments-mechanisms/instruments/rome-statute-international-criminal-court
*
*2- الحرب والقانون الدولي:-*
https://www.icrc.org/ar/war-and-law
*3- الأشخاص المحميون طبقًا للقانون الدولي*
https://www.icrc.org/ar/document/persons-protected-ihl
*وإن غدًا لناظره قريب.*
*18 تشرين الأَول/ أكتوبر 2023*