الفكرُ عِلِّيّةٌ للإرادة، فإذا ما توفر الإمكانُ لهذه الإرادة حوّلت الفكرَ إلى فعل.
فعندما نتناول، ولو بأسطرٍ محدودة، مَنْحى الفِكرِ الانكلوسكسوني، فلأنّهُ يُشكِّلُ الخلفيةَ المُوَجِّهَةِ لِسِياقاتِ الأداءِ العمليّ في السياسةِ الأنكلوسكسونيةِ المتموضعةِ مع الصهيونيةِ، والمُشَكَّلَةِ عُمْقَ القرارِ السياسيِّ في أمريكا وبريطانيا؛ هذا الأداءُ العمليُّ الذي اِتَّسَمَ بممارسةٍ لا أخلاقيةٍ في تعاطيهِ السياسيِّ القائمِ على النظرةِ العِدائيَّةِ لِإنسانِ الشعوبِ الأخرى،كما اتَّسَمَ بالكَذِب.
من الدلالاتِ على ذلك، العدوانُ الأمريكيُّ الغاشمُ على العراق، بِكِذْبَةِ امتِلاكِ أسلحةِ الدّمارِ الشّامِل ، وكذلكَ الكَذِبُ المفضوحُ، وبِكُلِّ خِفَّةٍ، واستِخفافٍ منَ الرئيسِ الأمريكيِّ بايدن، عندما ينفي مسؤليةَ الكِيانِ الصهيونيِّ عن قصفِ المستشفى المعمداني في غزه .............
شواهِدُ عمليةٌ قريبةٌ،نسوقُ خَلْفِيَّتَها الفكرية، حيث أُسُسُ الفكرِ الليبراليّ بمدارسِهِ المختلفة، قائمةٌ على الفرديةِ والمنفعة والتي جعلت من ذلك مقياساً للخيرِ والشرِّ بما ُتفْضيهِ المنفعةُ، بِغَضِّ النظرِ عن الوسيلةِ والمَنهجِ والمعنونِ(أخلاقُ المنفعة) الذي يَرِدُ في مُعْظَمِ كتاباتِ مُفَكِّريهِم ، بحيثُ جعلوا من هذه المنفعةِ أساساً للأخلاق، نافين بذلكَ دورَ الضميرِ الإنسانِيِّ والعقل ِ البشرِيّ، وتجاوزَ نسبةِ الزمان ِ والمكان.
ونرى ذلك بوضوحٍ في كتاباتِ الوَضْعِيِّينَ ك"أوغست كانت".
وفلاسفةُالوضعيةِ،سعادتهم قائمةٌ على اِسْتِجْلابِ المنفعةِ،والحُكمُ بخواتِمِها بما يَدُرُّهُ عليهم.
يتلاقى ذلك أيضاً،مع منهجِ العِداءِ الذي اختطفَ المُفَكِّرّ الليبرالِيّ ( هوبِّز ) حيثُ يُقَرِّرُ أنّ «الإنسانَ ذِئبٌ لأخيهِ الإنسان»ويُعَزِّزُ ذلكَ منهجُهُمُ السياسيُّ في العلاقاتِ الدوليةِ القائمةِ على"قاعدة التفوق، قاعدة المصلحة،وقاعدةالهيمنة) حيثُ كانت شرعنَتُهُم للاستعمارِ، وشرعنتهم الهيمنةَ وإخضاعَ الشعوبِ بالحروبِ والعقوباتِ، وكل الأساليبِ المُتاحةِ المُفْرَغَةِ من أيِّ قِيَمٍ أخلاقية، والأقبَحُ من ذلك أنَّهم يتستّرونَ بهذه القيَمِ، وهم يفعلونَ ذلك.
تصريحاتُ بايدن لَيْسَتْ مُفاجئة، هي نموذَجٌ لهذا الفكرِ الأنكلوسكسوني _ الصهيوني المُفْرَغِ مِنْ أيِّ قِيَمٍ أخلاقية،مِمّا يُقرِّبُهُ إلى البهيميّة.
