مجزرة مستشفى المعمداني نفذها المجرم نتنياهو؛ و المجرم بايدن زوده بسلاح جريمة الحرب
مقالات
مجزرة مستشفى المعمداني نفذها المجرم نتنياهو؛ و المجرم بايدن زوده بسلاح جريمة الحرب
عدنان علامه
23 تشرين الأول 2023 , 08:23 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

في اللحظات الأولى لجريمة الحرب والجريمة ضد الإنسانية والمجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في المستشفى المعمداني؛ طرقت ذاكرتي مجزرة قانا الأولى التي حصلت داخل مقر قوات الطوارئ التابع للأمم المتحدة في العام 1996. وقد أصيب يومها فقط النازحون المتراصون تحت الخيم في حديقة المقر. ولم يصب المبنى بأي ضرر، علمًا بأنه تم إستهدافم بقذائف مدفعية الهاوزر الأمريكية ولكنها كانت موجهة بالليزر.

فلذا كانت الإصابات دقيقة جدًا وحاصدة للأرواح. ؛ فأنفجرت القذائف فوق أسطح الخيم والشظايا الكبيرة شوهت العديد من الأطفال والنساء وكبار السن، وكانت الشظيةلكبر حجَها تصيب عدة أشخاص في نفس الوقت.

وقد ظن الأهالي بأن علم الأمم المتحدة قد يحميهم من الغدر الصهيوني.

وفي غزة إلتجا المواطنون إلى المستشفى والتي تضم كنيسة في مبناها وكلا المكانين محميان بموجب القانون الإنساني الدولي ؛ ولكن الصهاينة يشنون عدوانًا توراتيًا ويعتبر الآخرين أغيارًا مستباحي الدم والأموال.

وبدأت وكالات الأنباء بنقل صور مجزرة العصر وكان التركيز على موقف السيارات التي إحترقت بداخله معظم السيارات عن بكرة أبيها؛ وثم ينتقلون بالكاميرا على أرض الحديقة لتصوير حقائب الأطفال للتخفيف من نقل الصور القاسية جدًا ملتزمين بالبروتوكلات الإعلامية.

ولفت انتباهي خيمة قرميد قريبة جدًا من موقف السيارات، وهي شبه سليمة. فتيقنت بأن إنفجار الصاروخ حصل في الجو وهو مشظي ومخصص لإستهداف الأفراد لإنزال أكبر عدد ممكن من الإصابات بين الأهالي المحتشدين بشكل يفوق الطاقة الإستيعابية لحديقة المستشفى المعمداني، وقد تحقق لنتياهو ذلك.

وفي اليوم التالي كَتبت التغريدة التالية مستندًا إلى الخيمة شبه السليمة :-

https://x.com/adnan_alameh/status/1714584982272786758?t=LcT3RgUg_M9Z24tMfC-Cew&s=08

وقد وزع جيش الإحتلال خبر نفي مسؤوليته عن مجزرة المستشفى وحمل المسؤولية إلى حركة الجهاد الإسلامي مدعيًا أن فشلًا في أطلاق صاروخ أصاب المستشفى المعمداني بناءً على معلومات استخبارية دون إضافات أخرى.

وقد وصلني اليوم النص الرسمي للنفي الذي وزعه جيش الإحتلال عبر

"THE TIMES OF ISRAEL"

بتاريخ 18 الشهر الحالي وهذا نصه :-

"الجيش الإسرائيلي يعرض أدلة تشير إلى أن فشلا في إطلاق صاروخ فلسطيني تسبب بالانفجار في المستشفى ويدين “أكاذيب” حماس

الجيش يبث مكالمة تم اعتراضها يناقش خلالها عنصرين من حماس إطلاق صاروخ فاشل لحركة الجهاد الإسلامي حيث سقط الصاروخ في موقف سيارات تابع لملستشفى الأهلي، ويقول إن عدم وجود حفرة يثبت أن الانفجار لم يكن ناجما عن ذخائر إسرائيلية".

إن محاولات تنصل الكيان الغاصب من جرائم الحرب التي يرتكبها أصبحت تسري في دمه، ولكن بتسرعه في تكذيب الخبر، أو إيجاد مبرر له لإرتكابه المجازر، فإنه يقع في أخطاء قاتلة؛ فترتد النتيجة سلبًا عليه لتؤكد بأن جيش الإحتلال يرتكب المجازر عن سابق إصرار وتصميم.

لقد إدّعى العدو بعد إرتكابه مجزرة قانا الأولی عام 1996 بأن المقاومين أطلقوا الصواريخ بالقرب من مقر اليونيفيل (وهو أمر منافٍ للمنطق والعقل) ولذا ردت بالقصف الذي أصاب عرضًا أماكن تواجد النازحين؟؟؟!!!

فالعدو في غزة حاول في اليوم التالي التنصل من مجزرة المستشفى الميداني علمًا بأن هذا التطهير العرقي الذي يشنه جيش الإحتلال حاليًا هو حرب توراتية ضد العَاليق والأغيار؛ وهم مستباحي المال والدم حسب توراتهم المحرّفة.

فأنا على يقين بأن الصاروخ الذي استهدف المستشفى المعمداني في غزة هو أمريكي الصنع مجهز ب

JDAM/ JOINED DIRECT ATTACK

MUNITION

وهو جهاز يتم تثبيته على القنابل الغبية لتصبح ذكية؛ وتوجَّه بواسطة الأقمار الصناعية وفيها ليزر يفجّر القنبلة أو الصاروخ قبل إرتطامها بالأرض؛ فتتوزع الشظايا بشكل مخروطي لقتل أكبر عدد من الضحايا.

وقد تم توزيع أكثر من فيديو لتجربة هذا الصاروخ في وضح النهار ولحظة إنفجاره فوق مواقف سيارات المستشفى المعمداني ليلًا مع تطابق كلي في َالصوت المميز لحظة الإنفجار. وسأعتمد على تحليل مضمون ما وزعه جيش الإحتلال، كل جملة بجملتها، وتحليل صورة موقف السيارات وخيمة القرميد لتأكيد المؤكد بأن جيش الإحتلال إرتكب هذه المجزرة عن سابق ترصد وتصميم، وضامنًا عدم المحاسبة دوليًا بضمانة أمريكية.

العنوان والتفاصيل كما وردت في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

العنوان

الجيش الإسرائيلي يعرض أدلة تشير إلى أن فشلا في إطلاق صاروخ فلسطيني تسبب بالانفجار في المستشفى ويدين “أكاذيب” حماس

التفاصيل/ الشق الأول

الجيش يبث مكالمة تم اعتراضها يناقش خلالها عنصرين من حماس إطلاق صاروخ فاشل لحركة الجهاد الإسلامي حيث سقط الصاروخ في موقف سيارات تابع لمستشفى الأهلي.

يبدو أن العدو كان متسرعًا جدا في إصدار النفيظ فالإدعاء بأنه إعترض مكالمة بين أثنين من حماس يناقشان إطلاق صاروخ فاشل لحركة الجهاد الإسلامي فأصاب المستشفى هو إدعاء باطل، فمن بصمة الصوت عرف أنهما من حماس!!!!، وعرفا أيضًا بأن مجاهدًا من الجهاد الإسلامي قد فشل في إطلاق صاروخ. وقد إلتبس الأمر على من أصدر بيان النفي لأن إطلاق الصَواريخ أمر سري للغاية ولا يعرف به أعضاء التنظيم الواحد، فكيف بتبادل المعلومات بين حماس والجهاد؟

وقد غاب عن العدو بأن رادار تتبع مسار أية قذيفة وإطلاق صافرات الإنذار مَحصور مع العدو، ولم تطلق الصافرات في أي مستوطنة في غلاف غزة لحظة إصابة المستشفى المعمداني؛ وهذا يؤكد مسؤولية جيش الإحتلال عن مجزرة العصر في المستشفى.

ونظرًا لتطور الذكاء الإصطناعي؛ يستطيع العدو المتقدم جدًا في عالم التجسس والبرمجيات والإلكترونيات ان يفبرك أية صوتية يريدها.

ونتيجة لهذه القدرات الهائلة في تقنيات الذكاء الإصطناعي لدى العدو فإن إدعاءه بإعتراض مَكالمة هو ضعيف جدًا.

هذا من جانب؛ ومن جانب آخر فإن الصواريخ الفلسطينية مجهزة بشكل لتصبح من نوع

FF/ FIRE & FORGET

لأن الصواريخ موجودة في حاضنات موجهة ومُصَفّرة على أهداف محددة سلفًا، وتنحصر مهمة الرامي أن يضغط على أزرار الإطلاق فقط؛ أي صفر خطأ.

وبالتالي فإدعاء العدو بفشل إطلاق صاروخ لم يطلق مردود عليه.

الشق الثاني

ويقول إن عدم وجود حفرة يثبت أن الانفجار لم يكن ناجما عن ذخائر إسرائيلية.

وهذا الشق هو دليل إدانة لجيش الإحتلال لأنه يعرف يقينًا بعدم وجود أية حفرة في الأرض لأنه تم تفجير الصاروخ المشظي فوق الأرض. فلنفترض أن صاروخ من المقاومة سقط في باحة موقف المستشفى (وفرض المحال غير محال)؛ لكانت الموجة الإنفجارية توزعت في مختلف الإتجاهات وخاصة من أسفل إلى أعلى وذلك لإرتطام الموجة الإنفجارية بأرض الصلبة فينعكس قسم من الموجة الإنفجارية وبنفس القوة إلى الأعلى.

وهذا لم يحصل لسبب واحد فقط لأنه لا يوجد أية أثار لصاروخ محلي الصنع قد سقط في موقف المستشفى لأن شظاياه تدل عليه لو إنفجر في موقف سيارات المستشفى.

والشاهد على عدم وجود أي صاروخ غير غير الصاروخ الذي اطلقته الطائرات الغادرة هو إحتراق السيارات نتيجة قوة الموجة الإنفجارية غير العادية للصاروخ الذي تم تفجيره في الجو، دون ان يتغيير مكانها بعكس لو أن الصاروخ غير الموجود أصلًا انفجر على الأرض؛ فالموجة الإنفجارية كانت كفيلة بتدمير بعض السيارات وتغيير مكان البعض الآخر وتدمير خيمة القرميد. ولكن ما حصل هو تهاوي القطع الخشبية الموضوعة للديكور. على الارض. لأن الموجة الإنفجارية تنتقل بسرعة 6000 متر/الثانية ووزن الرأس المتفجر يزيد من قوة التدمير في مَختلف الإتجاهات.

فمهما حاول جيش الإحتلال تزييف الحقائق وخاصة في إرتكاب مجزرة العصر؛ فإن كافة الدلائل تثبت بشكل يقيني بأنه إرتكب مجزرة العصر في المستشفى المعمداني عن سابق تصور وتصميم وبدم بارد. َوقد ساهمت السيارات وخيمة القرميد وحديد الزينة الذي يسيج الحديقة لم يتأثروا أبدًا.

وهذا دليل على إقتراف نتنياهو مجزرة العصر وإرتكاب جريمة حرب بشعة وبدم بارد وجريمة ضد الإنسانية وبسلاح امريكيحديث زوده بايدن به دون ان يرف لهما جفن؛ وذلك بسبب عنصريتهما.

فهذا العدو الذي يشن حربًا توراتية ضد الأغيار الواجب التخلص منهم حسب عقيدتهم للحفاظ على قداسة اليهود.

فيجب محاكمة نتنياهو وبايدن وكل من يظهره التحقيق تنفيذًا ،مشاركة وتحريضًا في محكمة العدل الدولية.

وإن غدًا لناظره قريب

23 تشرين الأول/أكتوبر 2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري