كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "الفلسطينيون في غزّة، وعربُ الرِّدة"
د. إسماعيل النجار
24 تشرين الأول 2023 , 22:16 م


بين غياب العدالة الدولية وافتقاد الكرامة لدى الأنظمة العربية الرسمية يقبَعُ شعبَ غَزَّة على الركام وتحتَه بين الموت قصفاً أو جوعاً وعطشاً، ومع ذلك لَم نر او نلتمس منهم إلَّا الصبر والِاحتساب ونسمعُ دائماً عبارات لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل نِعمَ المولىَ ونِعم النصير،

أم شهيد تذكرت عطش الإمام الحسين وجوعهُ فاحتسبَت وقالت لإبنها الشهيد بصوتٍ جهوريٌ مُرتفِع:

"ألله معاك يَمَّا إنتَ مُش أحسن من الحسن والحسين"،

بينما حكام الأنظمة العربية (العبرية) يشربون نخب نتانياهو ويُزغردون للطائرات التي تقتل النساء والأطفال،

عالم مجرم لا يعرفُ من الحرية والديمقراطية والإنسانية إلا الأسماء،ويتشدقون بها.

قصف وتدمير واستهداف عن سابق تصوُر وتصميم للمدنيين، فإسرائيلُ هذه لديها القدرة والإمكانيات للتمييز بين المدنيين والعسكريين، ويستطيعون التفريق بين الهدف العسكري والمدني! لكنهم يرتكبون جريمة حرب موصوفة على مرأى ومسمَع ٍ من العالم أجمَع، من دون أي حسيبٍ أو رقيب،

بكل تأكيد إسرائيل ستبطُش عندما لا ترى إلَّا بيانات الِاستنكار واتصالات من تحت الطاولة للِاعتذار عن ما بَدرَ منهم.

إسرائيلُ هذه كيانٌ لقيط جبان يقتات على دعم الأنظمة العربية سراً، له وللولايات المتحدة الأميركية والغرب، ولا يتجرٍَأ على فتح جبهتين وهو يمارس حروب الِاستفراد منذ زمن، ويتَكِل على آلتِهِ العسكرية الفتاكة من الجو للِانتقام، ولا يتجرَّأ على مواجهة رجال الله على الأرض.

بالأمس حاولَ العدوُّ اختبار جهوزية المقاومة الفلسطينية على خطوط الِاشتباك وحاول التوغل بجرافتين ودبابة وآلية مدرعة أخرىَ، تمَّ تدميرها وحرق طواقمها جميعاً فتراجعَ جنوده، لكي يأمنوا الموت المحتوم على التخوم.

الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت مُصِرَة على تحريض نتانياهو للإستمرار بقتل النساء والأطفال،

ومصر كما الأردن يتفرجان على غزة كيف تحترق وكأن جثث الأطفال دُمَىَ فلم يختلج عُرقٌ واحد من عروق رقابهم المُتخَمَة بالغذاء،

أما على جبهة لبنان حزب الله يمسك بخيوط اللعبة ويضبط أيقاعها جيداً ضمن خطة مرسومة يرتفع سقفها وينخفض ضمن ضوابط قواعد الإشتباك، ويُنزِل في العدو خسائر بشرية ومادية كبيرة لا طاقة للجيش والمجتمع الصهيوني بها،

رسائل يمنية قوية جداً وصلت إلى تل أبيب وواشنطن، والمقاومة العراقية تتعامل مع القواعد الأميركية بالمُسَيَّرات الإنتحارية ضمن قواعد اللعبة المرسومة في غرفة العمليات المشتركة لدُوَل مِحوَر المقاومة،

لكن إن حصل وتدحرجت الأمور بشكلٍ غير مُتَوَقَّع بين لبنان والكيان فإن دماراً شاملاً متنقلاً وبعدها إما الموت وإما الشهادة..

بيروت في...

24/10/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري