دوافع الإنتقام الأطلسي/الإسرائيلي من غزة.
مقالات
دوافع الإنتقام الأطلسي/الإسرائيلي من غزة.
يوسف شرقاوي
2 تشرين الثاني 2023 , 20:59 م


كتب يوسف شرقاوي.

بادئ ذي بدء، لن تعلن إسرائيل وقت هجومها البري على قطاع غزة، رغم أنها حولت شمال القطاع وشرقه إلى مناطق محروقة بكل ما للكلمة من معنى، وعزلت القطاع عن محيطه وعن العالم.

غزة، شنت الهجوم، و إسرائيل في ذروة قوتها، وعُلُوها، وعجرفتها، وعنجهيتها، وغطرستها.

وبعد أن أصبحت إسرائيل دولة إقليمة، جرّت النظام الرسمي العربي إلى التطبيع من موقع القوة والنفوذ، والمراقب، والمتتبع، والمهتم بالشأن الإسرائيلي قبل أن تشن عليها غزة الهجوم بأيام، شاهد تبجح نتنياهو بقوة إسرائيل العسكرية، والسياسية، والإقتصادية، والأمنية، وحضارتها، وديمقراطيتها، وموقعها، حتى وصفها بأنها النقطة التي تتوسط، وتُوْصِل القارات الثلاث آسيا، إفريقيا، وأوروبا ببعضها البعض، من على منبر الأمم المتحدة.

إسرائيل تبيع للعالم أسلحة، وتكنولوجيا، وأنظمة تجسس، بل تتوسط إسرائيل عند دول غربية ك "المانيا" لبيع مصر غواصات حربية.

باختصار شديد، نجحت غزة في ذلك اليوم، 7/تشرين، بكسر نظرية الأمن الإسرائيلي، وأعادت إسرائيل إلى ما قبل عام 1948، باعتراف كبار جنرالاتها، جنرال الاحتياط في الجيش الاحتلال "غيرشون هكوهين": في 7 اكتوبر انهار الحلم الإسرائيلي بالشعور بالأمن،و انهار معه مفهوم أن "إسرائيل" تستطيع حماية حدودها و هزيمة عدوها بسرعة كبيرة.

إسرائيل، خرجت بعد هجوم غزة عليها كالضبع الجريح، وشاركتها هذا الجرح كل من أمريكا، وأوروبا، لأنه بوعي المذكورين، أن من قام بهذا الهجوم " تطاول على قمة هرم حضارتهم الرفيعة، لذلك وصفوه ب "الحيوان الهمجي" ويجب أن يُباد جراء ما اقترفه من تطاول، أو على الأقل مسح ما قام به يوم 7/10/2023 من وعيه *في بث مباشر ،* مراسل قناة CNN TÜRK من واشنطن ، تسأله مقدمة البرنامج : ماذا يقول البيت الأبيض عن الزحف البري الإسرائيلي على ⁧؟. فيجيب المراسل : البيت الأبيض يقول : إسرائيل سقطت على الأرض و لن أسمح لأعدائها في المنطقة ركلها بأرجلهم !!!!.

‏تعبير بليغ جداً : سقطت ، و جاءت أمريكا لإنقاذها

لذلك هي تقوم منذ ثلاثة أسابيع بمحاولة مسح من قام بهذا الهجوم وحاضنته غزة، وبتشجيع، وبحراسة أساطيل أمريكا، وأوروبا من البحر والجو، وبصمت مطبق من أدواتها الرسميين العرب في المنطقة.

وباختصار شديد، لن تتمكن إسرائيل ومن معها من كسر أو ردع غزة، رغم شراسة وضراوة الحرب الكونية عليها. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري