حول كلمة المطران
أخبار وتقارير
حول كلمة المطران "عطاالله حنا" رئيس أساقفة سبسطية بطريركية الروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة, "أما ما يحدث في القدس فهو أمر خطير للغاية أمر خطير للغاية"
ربى يوسف شاهين
4 تشرين الثاني 2023 , 16:31 م


ربا يوسف شاهين/ سورية


ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مجازر وجرائم مروعة صدمت العالم ، لكنها ما زالت مستمرة ، يد البطش والإجرام تزيد من وحشيتها لا رادع لها

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا في رسالته من مدينة القدس :

ايها الأحباء الأخوة والأخوات جميعا ، أحييكم مجددا في صبيحة هذا اليوم ،  من مدينة القدس ، والتي منذ أن ابتدأ العدوان على غزة تتعرض لحملات احتلالية مسعورة ، إغلاقات وملاحقة لشخصيات ، ومحاولة للتضييق على الفلسطينيين

 ، وأنا اعتقد بأننا يجب أن نتعاطى ، بكل حكمة ومسؤولية مع الوضع القائم حاليا في القدس ، لأن الاحتلال ، قد يستغل الحرب ، لتمرير مشاريعه واجنداته وسياسته.

اقتحامات استفزازاتٌ  اغلاقاتٌ  ملاحقة للشخصيات المقدسية ، وحتى الشباب الذين يتم توقيفهم في الحواجز  وفي الشوارع ويتم التنكيل بهم.

◾وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا

اعتقد أن السلطات الاحتلالية تخطط لشيء ما في القدس مستغلة الأوضاع الراهنة ومستغلة الأحداث المؤلمة والحرب الهمجية والعدوان الغاشم الذي يتعرض له اهلنا في غزة .

أهلنا في غزة يقصفون و يقتلون وفي إطار سياسة التدمير الممنهجة والتطهير العرقي.

أما ما يحدث في القدس فهو أمر خطير للغاية أمر خطير للغاية.

قد تستغل السلطات الاحتلالية الحالة الراهنة ، لتمريرما لم تتمكن من تمريره سابقا ، و للنيل من هوية القدس ، ومقدساتها و أوقافها ، و النيل أيضاً من عزيمة وإرادة  أبنائها ، من خلال سياسة الملاحقة والتنكيل ، التي يتعرض لها المقدسيون.

طبعا هذا كان منذ زمن ،  ولكن زادت هذه السياسة خلال الأيام الأخيرة ، منذ أن ابتدأ العدوان على غزة.

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا :

القدس في خطر كبير ، و الفلسطينيون جميعا مستهدفون ، في الضفة الغربية هنالك محاولات لعزل المدن عن بعضها البعض ، هنالك محاولات لإغلاق الطرق ، وتقييد حركة الفلسطينيين في التحرك من مكان إلى مكان ، ناهيك عن الاقتحامات ، واعتقالات واغتيالات هدفها النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني ، في الضفة الغربية.

أما في مناطق  48  حدث ولا حرج ، هنالك ملاحقات واعتقالات لشبابنا ، لمثقفين لإعلاميين لنشطاء على السوشال ميديا مجرد ،  مجرد أن تضع تعليقا ، أو تكتب شيئا بسيطا عن غزة ، هذه بالنسبة إليهم تهمة ، يتم اعتقال هذا الشخص ، وسجنه وطرده من عمله والتنكيل به

وتهديده ، يعني وكأنهم يريدون إخافة أهلنا في مناطق ال48 من أن يعبروا ، بالطريقة التي يرونها مناسبة ،عن مطالبتهم ، بوقف هذا العدوان ، الذي يتعرض له أهلنا في غزة.

الفلسطينيون داخل فلسطين يعيشون أوقات عصيبة ، يتعرضون لضغوطات جمة ، يتعرضون لسياسات عنصرية .

وبين سيادة المطران عطاالله حنا:

في القدس هناك مستوطنون مهمتهم استفزاز الفلسطينيين ، و شتمهم والتعدي عليهم ، يعني باختصار شديد أقول :

بأن العنصرية التي يمارسها المستوطنون تجاه أبناء شعبنا قد تفاقمت خلال الأيام الأخيرة،  زادت الاعتداءات ، زاد التحريض ، بتنا نسمع شعار "الموت للعرب" في كل مكان , حتى في مواقع التواصل الاجتماعي ، بات المتطرفون يرفعون هذا الشعار الموت العرب.

اما الفلسطيني في الداخل ، إذا ما عبر عن موقفه المطالب بأن يتوقف العدوان ، أو عبرعن تعاطف ، أو يعني حتى لو قال رحم الله شهداءنا إلى أخره ، قد يتعرض للملاحقة و التنكيل.

اعتقد بان الفلسطينيون اليوم ، يتعرضون لانتهاكات خطيرة في حقوق الإنسان.

◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا

الحقيقيون في العالم ، المتضامنون مع شعبنا ، و المدركون للصورة و العارفون بالصورة الحقيقية لما يحدث عندنا ، هم في حالة صدمة ، تجاه ما يحدث من تعديات و استفزازات ، وصلت إلى درجة ، أن يمنع الفلسطيني من أن يذهب إلى حقله ، ليقطف ثمار الزيتون ، هذه الفترة هي فترة قطف ثمار الزيتون ، يمنع الفلسطينيون و يعتدى عليهم عندما يذهبون لقطف ثمار الزيتون وعندنا شهيد قبل يومين ارتقى بسبب اعتداء المستوطنين عليه ، وهو يقطف ثمار الزيتون  في حقله ، في الضفة الغربية.

أما غزة  ايها الأحباء فهي تتعرض لجريمة العصر،  العدوان ما زال مستمراً ، القصف ما زال مستمراً ،  شهداء يرتقون في كل ساعة ، تدمير للبنية التحتية ، تدمير لكل شيء،  وكأن الهدف من هذه الحرب ، ومن هذا العدوان ، هو حرق الأخضر واليابس ، وسياسة التطهير العرقي جرائم ،  جرائم مروعة بحق الإنسانية.

وأنا أود حقيقة في صبيحة هذا اليوم أن أقول :

بأننا طبعا ، نقدر و نثمن ، كل الأصوات التي يطلقها اشقاؤنا العرب ، والأحرار من أبناء أمتنا العربية ، وما اكثرهم ، وكذلك أصدقاء فلسطين في العالم ، نحن نقدر كل موقف شريف في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.

◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:

طبعا صراعنا ليس صراعا دينيا ، المتآمرون على فلسطين طبعا بالدرجة الأولى "الصهيونية"

المتآمرون على فلسطين ، هم من كل الأديان ، والذين يقفون مع فلسطين هم أيضاً من كل الأديان ، وبالتالي لا يجوز أن نعطي هذا الصراع طابعا دينيا ، هو صراع بين الحق والباطل ، هو صراع بين شعب أعزل يريد أن يعيش بحرية وكرامة ، واحتلال غاشم ، و استعمار عنصري مدعوم للأسف من الغرب ومن غيره أيضا ، و مشكلتنا ، أن هذا الاحتلال العنصري يحظى بهذا الدعم ، وبهذا الغطاء السياسي من بعض القادة السياسيين في الغرب.

ولكن هذا الواقع حقيقية ، ليس قدراً لا يمكن تغييره ، كل شيء ممكن أن يتغير في هذا العالم ،

ولكن هذا يحتاج إلى جهد ، يحتاج إلى أن نكثف من تواصلنا مع شعوب العالم ، يجب أن تصل الصورة الحقيقية إلى شعوب العالم .

اليوم الصورة في العالم تختلف عما كان قبل أسبوعين أو أكثر،  اليوم ازدادت رقعة الوعي الإدراك ، المعرفة  بخطورة ما يحدث في غزة ،

أصبح الكثيرون اليوم في عالمنا ، يتحدثون بأن ما يحدث ،عدوانٌ ، تطهيرٌ عرقي ، وتدميرٌ ممنهج واستهدافٌ  للمدنيين .

◾وشرح سيادة المطران عطاالله حنا:

ولذلك أنا أود أيضا ، من خلال هذه الرسالة ، كما و الرسالات الأخرى ، التي تطلقها إلى كافة أرجاء العالم ، أن نناشد ، وأن نطالب المرجعيات الدينية في العالم ، والمرجعيات الحقوقية ، وكل الأحرار،  بضرورة أن يكثفوا نشاطهم ، و حراكهم ، من أجل أن تتوقف هذه الحرب.

 لسان حالنا يجب أن يكون جميعا ، و لا استثني أحداً على الإطلاق ، لسانا حالنا يجب أن يكون في هذه الأيام :

فلتتوقف هذه الحرب فليتوقف هذا العدوان الهمجي الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة .

شهداؤنا ليسوا أرقاماً ،  ومع كل ساعة ، تزاد عدد الشهداء.

غزة المنكوبة ، لا يمكن وصف حالها بالكلمات دمارّ في كل مكان ،  أشلاءٌ في كل مكان ، أحزان ٌ،  وآلامٌ ،  وبكاءٌ ، على الأحبة وعلى الأقرباء ، الذين و يا للأسف ، قتلوا بهذه الهمجية وبهذه الوحشية الغير مسبوقة.

أحبائي في كل مكان ، ناصروا شعبنا ، وقفوا إلى جانب أهلنا في غزة ، انحياز كم إلى هذه القضية  هو انحياز للحق والعدالة ، انحياز كم  لهذه القضية ، هو دفاع عن شعب أعزل ، عن  شعب مظلوم ، يريدون له أن يكون في حالة استسلام ، ولكنه لن يكون.

وسيبقى الفلسطينيون ، رغما عن كل آلامهم،  و أحزانهم ودمائهم ، و شهدائهم ، مرفوعي القامة ، إرادتهم صلبة ، وهم يطالبون و يناضلون من اجل حريتهم ، لكي يعيشوا بأمن وسلام  ، مثل باقي شعوب العالم.

إن دماء الشهداء ، إن دماء أهلنا في غزة التي تسفك بهذه الهمجية ، تستصرخ الضمائر الحية في العالم ، تحركوا ، تحركوا نصرة لهذا الشعب.

يجب أن يتوقف هذا العدوان ، لا يمكن أن يستمر هذا الدمار ، و هذا الخراب ، لا يمكن أن تستمر هذه الهمجية ، و هذه العدوانية ، أوقفوا هذه الحرب ، اوقفوا هذا العدوان ، حقنا للدماء ووقفا للدمار .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري