ربا يوسف شاهين/ سورية
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مجازر وجرائم مروعة صدمت العالم ، لكنها ما زالت مستمرة ، يد البطش والإجرام تزيد من وحشيتها لا رادع لها
◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا في رسالته من مدينة القدس :
ايها الأحباء الأخوة والأخوات جميعا ، أحييكم مجددا في صبيحة هذا اليوم ، من مدينة القدس ، والتي منذ أن ابتدأ العدوان على غزة تتعرض لحملات احتلالية مسعورة ، إغلاقات وملاحقة لشخصيات ، ومحاولة للتضييق على الفلسطينيين
، وأنا اعتقد بأننا يجب أن نتعاطى ، بكل حكمة ومسؤولية مع الوضع القائم حاليا في القدس ، لأن الاحتلال ، قد يستغل الحرب ، لتمرير مشاريعه واجنداته وسياسته.
اقتحامات استفزازاتٌ اغلاقاتٌ ملاحقة للشخصيات المقدسية ، وحتى الشباب الذين يتم توقيفهم في الحواجز وفي الشوارع ويتم التنكيل بهم.
◾وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا
اعتقد أن السلطات الاحتلالية تخطط لشيء ما في القدس مستغلة الأوضاع الراهنة ومستغلة الأحداث المؤلمة والحرب الهمجية والعدوان الغاشم الذي يتعرض له اهلنا في غزة .
أهلنا في غزة يقصفون و يقتلون وفي إطار سياسة التدمير الممنهجة والتطهير العرقي.
أما ما يحدث في القدس فهو أمر خطير للغاية أمر خطير للغاية.
قد تستغل السلطات الاحتلالية الحالة الراهنة ، لتمريرما لم تتمكن من تمريره سابقا ، و للنيل من هوية القدس ، ومقدساتها و أوقافها ، و النيل أيضاً من عزيمة وإرادة أبنائها ، من خلال سياسة الملاحقة والتنكيل ، التي يتعرض لها المقدسيون.
طبعا هذا كان منذ زمن ، ولكن زادت هذه السياسة خلال الأيام الأخيرة ، منذ أن ابتدأ العدوان على غزة.
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا :
القدس في خطر كبير ، و الفلسطينيون جميعا مستهدفون ، في الضفة الغربية هنالك محاولات لعزل المدن عن بعضها البعض ، هنالك محاولات لإغلاق الطرق ، وتقييد حركة الفلسطينيين في التحرك من مكان إلى مكان ، ناهيك عن الاقتحامات ، واعتقالات واغتيالات هدفها النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني ، في الضفة الغربية.
أما في مناطق 48 حدث ولا حرج ، هنالك ملاحقات واعتقالات لشبابنا ، لمثقفين لإعلاميين لنشطاء على السوشال ميديا مجرد ، مجرد أن تضع تعليقا ، أو تكتب شيئا بسيطا عن غزة ، هذه بالنسبة إليهم تهمة ، يتم اعتقال هذا الشخص ، وسجنه وطرده من عمله والتنكيل به
وتهديده ، يعني وكأنهم يريدون إخافة أهلنا في مناطق ال48 من أن يعبروا ، بالطريقة التي يرونها مناسبة ،عن مطالبتهم ، بوقف هذا العدوان ، الذي يتعرض له أهلنا في غزة.
الفلسطينيون داخل فلسطين يعيشون أوقات عصيبة ، يتعرضون لضغوطات جمة ، يتعرضون لسياسات عنصرية .
وبين سيادة المطران عطاالله حنا:
في القدس هناك مستوطنون مهمتهم استفزاز الفلسطينيين ، و شتمهم والتعدي عليهم ، يعني باختصار شديد أقول :
بأن العنصرية التي يمارسها المستوطنون تجاه أبناء شعبنا قد تفاقمت خلال الأيام الأخيرة، زادت الاعتداءات ، زاد التحريض ، بتنا نسمع شعار "الموت للعرب" في كل مكان , حتى في مواقع التواصل الاجتماعي ، بات المتطرفون يرفعون هذا الشعار الموت العرب.
اما الفلسطيني في الداخل ، إذا ما عبر عن موقفه المطالب بأن يتوقف العدوان ، أو عبرعن تعاطف ، أو يعني حتى لو قال رحم الله شهداءنا إلى أخره ، قد يتعرض للملاحقة و التنكيل.
اعتقد بان الفلسطينيون اليوم ، يتعرضون لانتهاكات خطيرة في حقوق الإنسان.
◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا
الحقيقيون في العالم ، المتضامنون مع شعبنا ، و المدركون للصورة و العارفون بالصورة الحقيقية لما يحدث عندنا ، هم في حالة صدمة ، تجاه ما يحدث من تعديات و استفزازات ، وصلت إلى درجة ، أن يمنع الفلسطيني من أن يذهب إلى حقله ، ليقطف ثمار الزيتون ، هذه الفترة هي فترة قطف ثمار الزيتون ، يمنع الفلسطينيون و يعتدى عليهم عندما يذهبون لقطف ثمار الزيتون وعندنا شهيد قبل يومين ارتقى بسبب اعتداء المستوطنين عليه ، وهو يقطف ثمار الزيتون في حقله ، في الضفة الغربية.
أما غزة ايها الأحباء فهي تتعرض لجريمة العصر، العدوان ما زال مستمراً ، القصف ما زال مستمراً ، شهداء يرتقون في كل ساعة ، تدمير للبنية التحتية ، تدمير لكل شيء، وكأن الهدف من هذه الحرب ، ومن هذا العدوان ، هو حرق الأخضر واليابس ، وسياسة التطهير العرقي جرائم ، جرائم مروعة بحق الإنسانية.
وأنا أود حقيقة في صبيحة هذا اليوم أن أقول :
بأننا طبعا ، نقدر و نثمن ، كل الأصوات التي يطلقها اشقاؤنا العرب ، والأحرار من أبناء أمتنا العربية ، وما اكثرهم ، وكذلك أصدقاء فلسطين في العالم ، نحن نقدر كل موقف شريف في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.
◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
طبعا صراعنا ليس صراعا دينيا ، المتآمرون على فلسطين طبعا بالدرجة الأولى "الصهيونية"
المتآمرون على فلسطين ، هم من كل الأديان ، والذين يقفون مع فلسطين هم أيضاً من كل الأديان ، وبالتالي لا يجوز أن نعطي هذا الصراع طابعا دينيا ، هو صراع بين الحق والباطل ، هو صراع بين شعب أعزل يريد أن يعيش بحرية وكرامة ، واحتلال غاشم ، و استعمار عنصري مدعوم للأسف من الغرب ومن غيره أيضا ، و مشكلتنا ، أن هذا الاحتلال العنصري يحظى بهذا الدعم ، وبهذا الغطاء السياسي من بعض القادة السياسيين في الغرب.
ولكن هذا الواقع حقيقية ، ليس قدراً لا يمكن تغييره ، كل شيء ممكن أن يتغير في هذا العالم ،
ولكن هذا يحتاج إلى جهد ، يحتاج إلى أن نكثف من تواصلنا مع شعوب العالم ، يجب أن تصل الصورة الحقيقية إلى شعوب العالم .
اليوم الصورة في العالم تختلف عما كان قبل أسبوعين أو أكثر، اليوم ازدادت رقعة الوعي الإدراك ، المعرفة بخطورة ما يحدث في غزة ،
أصبح الكثيرون اليوم في عالمنا ، يتحدثون بأن ما يحدث ،عدوانٌ ، تطهيرٌ عرقي ، وتدميرٌ ممنهج واستهدافٌ للمدنيين .
◾وشرح سيادة المطران عطاالله حنا:
ولذلك أنا أود أيضا ، من خلال هذه الرسالة ، كما و الرسالات الأخرى ، التي تطلقها إلى كافة أرجاء العالم ، أن نناشد ، وأن نطالب المرجعيات الدينية في العالم ، والمرجعيات الحقوقية ، وكل الأحرار، بضرورة أن يكثفوا نشاطهم ، و حراكهم ، من أجل أن تتوقف هذه الحرب.
لسان حالنا يجب أن يكون جميعا ، و لا استثني أحداً على الإطلاق ، لسانا حالنا يجب أن يكون في هذه الأيام :
فلتتوقف هذه الحرب فليتوقف هذا العدوان الهمجي الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة .
شهداؤنا ليسوا أرقاماً ، ومع كل ساعة ، تزاد عدد الشهداء.
غزة المنكوبة ، لا يمكن وصف حالها بالكلمات دمارّ في كل مكان ، أشلاءٌ في كل مكان ، أحزان ٌ، وآلامٌ ، وبكاءٌ ، على الأحبة وعلى الأقرباء ، الذين و يا للأسف ، قتلوا بهذه الهمجية وبهذه الوحشية الغير مسبوقة.
أحبائي في كل مكان ، ناصروا شعبنا ، وقفوا إلى جانب أهلنا في غزة ، انحياز كم إلى هذه القضية هو انحياز للحق والعدالة ، انحياز كم لهذه القضية ، هو دفاع عن شعب أعزل ، عن شعب مظلوم ، يريدون له أن يكون في حالة استسلام ، ولكنه لن يكون.
وسيبقى الفلسطينيون ، رغما عن كل آلامهم، و أحزانهم ودمائهم ، و شهدائهم ، مرفوعي القامة ، إرادتهم صلبة ، وهم يطالبون و يناضلون من اجل حريتهم ، لكي يعيشوا بأمن وسلام ، مثل باقي شعوب العالم.
إن دماء الشهداء ، إن دماء أهلنا في غزة التي تسفك بهذه الهمجية ، تستصرخ الضمائر الحية في العالم ، تحركوا ، تحركوا نصرة لهذا الشعب.
يجب أن يتوقف هذا العدوان ، لا يمكن أن يستمر هذا الدمار ، و هذا الخراب ، لا يمكن أن تستمر هذه الهمجية ، و هذه العدوانية ، أوقفوا هذه الحرب ، اوقفوا هذا العدوان ، حقنا للدماء ووقفا للدمار .