ولو بمنطق المصلحة البغيض.. والذين معه ( )
مقالات
ولو بمنطق المصلحة البغيض.. والذين معه ( )
ابراهيم سنجاب
9 تشرين الثاني 2023 , 18:19 م


الصغير يكبر والضعيف يقوى والمستضعف يستقوى ، وتبقى السياسات  العربية التقليدية المتكلسة على حالها،  متمسكة بنظريات أمن قومى ثبت فشلها وباتت لا تلبى حاجة الأمن القومى العربى الحقيقية . لماذا لا نتغير لصالح تعاون وتكامل من نوع آخر ، يضع المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية فى الحسبان ويستحيب لمتطلبات لم تكن قائمة من قبل ، وتغيرات سياسية واقتصادية وعسكرية ، تمت بسرعة كبيرة منذ الاحتلال الامريكى للعراق فى عام ٢٠٠٣ وما تلاها من أحداث جسام ، سواء فى عواصم القرار العربى ، أو فى العواصم الزجاجية المحمية بالغرب الدنيئ ناهب ثروات الشعوب ، وسند الانظمة العائلية .

فى اليمن المستضعف أو بمعنى أصح الذى كان مستضعفا ، أعلن اليوم عن اسقاط مسيرة حديثة ، انها امريكية من طراز mq9 المتقدمة ، الاعلان جاء من واشنطن أما التصديق عليه فكان بخاتم الذين معه ، عندما خرج المتحدث الرسمى للقوات المسلحة اليمنية فى صنعاء ليعلن المسئولية عن العملية ، وأن عملية تدمير المسيرة كان فى مياه اقليمية يمنية ... إلى هنا .

ثم ماذا بعد ؟

من جهة ، فثقة اليميين والعرب والعجم لم يعد يساورها شك فى أن هناك رجل قوى فى اليمن اسمه عبد الملك  ، بنى جيشا وحرر أرضا وحقق معحزات عسكرية ، الأهم من ذلك أنه ربى جيلا ممن يقال لهم فدائين ويسمون أنفسهم مجاهدين . والأكثر أهمية أن هذا الجيل يربى جيلا آخر حتى يأتى جيل جديد ،  وهكذا  يقين بعد يقين بعد صبر يصبح لدى أحد حواضرنا العربية جيش كبير مسلح باليقين ، عقيدته الموت للظلم الموت للقهر، اللعنة على العملاء ، توافقا مع صرخته الموت لامر يكا  الموت لاسر. ائيل  اللعنة على اليهو د

وهى الصرخة التى بات جميع الزعماء العرب أو اغلبهم يرددونها  ولو على استحياء ، بعد  المجازر التى يرتكبها الصها ينة فى غزة والضفة الغربية وكل فلسطين .

ورغم الطعنات  التى تتلقاها  صنعاء من أشقاء لهم داخل اليمن ، ومن أبناء أخوة لهم فى دول الجوار  ، ورغم تحايل الساسة الدوليون وحيلهم لإفشال هذا الجيل اليمنى  الشاب ، إلا أنهم مازالوا ماضون فى مسيرتهم بين الدم والنار لتحرير بلدهم من كل قدم أجنبية ، حتى لو كانت أمريكية .

ثم ماذا؟

هل تتذكر ما هو تعقيب مسئول يمنى ذو صفة عظمى على تجول الطائرات الأمريكية فى سماء بلاده تحت عين وبصر كل مضادات الدفاع الجوى التى يمتلكها ؟  لقد قال وماذا أفعل ؟ انها أمريكا ! أما عبد الملك فقد ظل على مدى ٧ سنوات يطالب التحالف العربى ومرتزقة اليمن بأن يخلوا بينه وبين الجيش الامريكى ، فعقيدته أن أمريكا هى العدو وأن الصهاينة هم العدو ، وأن كل العرب فى نهاية الأمر أشقاء مهما وقع بينهم من خلاف أو حتى قتال .

والسؤال

فى حدود علمك ما هى آخر مرة كان لليمن موقف اقليمى مؤثر قبل ظهور عبد الملك ؟

بالفعل كانت لقيادته مواقف خطابية مع العراق وسوريا وليبيا ... الخ ولكنه كان يتراجع عنها ، يعلنها ثم يعنذر عنها  .

أما اليوم فقد أصبح ليمن الأنصار كلمة فى كل الاقليم سواء فى البحر الاحمر أو البحر العربى ، وهى اليوم  تحظى باحترام القوى الكبرى  التى تتجول أساطيلها فى المياه الدولية المحيطة ، وتتحسب لها كل القواعد العسكرية المنتشرة حول باب المندب .

اليوم أيها البشر يعلن فى امريكا أولا عن اسقاط مسيرة امريكية فى اليمن ، بينما تتريث صنعاء  لتمارس احدى تكتيكات الحرب النفسية على أكبر قوة عسكرية فى التاريخ الانسان. .

هذا هو اليقين الذى غرسه اليمن الجديد فى شبابه ، هذا هو الايمان وتلك هى الحكمة ، وكلها مبادئ تشير إلى أننا قادرون كعرب ، كمسلمين ، كشعوب عالم ثالث ، كبشر ، كأصحاب حق فى  حياة كريمة ،  نحن بالفعل قادرون بالبترول وبدونه ، بالغاز وبدونه ، بالمال وبدونه ، بأحدث الأسلحة وبأحقرها ، نحن قادرون بالايمان وباليقين ، ومن بعدها  سنمتلك قرارنا فى البترول والغاز والمال والسلاح  بالعلم والتكنولوجيا .

إذن

ما الذى يؤخرنا تجاه أن يمد كل منا يده للآخر وأن نبدا جميعا عمرا جديدا من الأخوة ولو بمنطق المصلحة البغيض ، فلا ينزعج جار عربى من قوة جاره ،  هل منا من لا يعتبر تحرير الأقصى وحرية الشعب الفلسطينى هدفا وغاية ؟ لقد نجحت الجماعات فيما فشلت فيه الدول ، باختصار الجماعة تجعل من بين رحالها جناحا عسكريا وأخر سياسيا ، وهذه سياسة تستجيب لطبائع الامور ، فلما لا تجتمع الدول على مثل ذلك ؟ بعضها يمثل الجناح المسلح والاخر يلهو فى الميدان السياسى ، بحيث تتكامل المواقف ، وهو ما نراه فى سياسة حلف الاطلنطى مثلا ، أو فى التجمعات السياسية فى أوروبا واسيا وافريقيا .

الخلاصة

كنت دائما على يقين بأن يمن الذين معه سيغير ملامح وجه الاقليم العربى ، واليوم وكل يوم يتأكد يقينى بأن عبد الملك الحوثى هو عين  اليقين فى هذه المرحلة من عمر الأمة العربية

إبراهيم سنجاب

المصدر: موقع إضاءات الإخباري