كتب الدكتور علي حجازي:
ثقافة
كتب الدكتور علي حجازي: "إلى الشهيد في يومه الأغرّ".. ما الذي ترينه يا زرقاء قولي ؟
د. علي حجازي
15 تشرين الثاني 2023 , 09:25 ص


المشاهد الموجعة، مشاهد الدم المراق ظلماً تدمي القلب ، تمزّقه ، تكسّره بعد خفقان شديد.

المشاهد المؤلمة ،مشاهد الدم المراق ظلماً تلهب جمر العيون الذارفة بدل الدموع دماً، وتقفل الصدر التنور الذي ضاقت حنجرته على مجرى الكلام ، الكلام المحرّم والمصادر والمكمّم هذه الأيّام ، فصاح:

- أيّها الناس اصرخوا معي ، بملء حناجركم اصرخوا :

- كفى ، أيّها المتغوّلون في الدماء البريئة كفى. كفى فقد بلغ السيل الزبى ، والسيل دم مراق ، ومهدور من غير ذنب على رمال غزة ،وتراب جبل عامل والضّفة، وفي غير رمل وصخر وتراب .

أسرعت زرقاء تحتضنني ،تعمل على تبريد تنور الصدر، وإطفاء جمر العين، وامتصاص جزء يسير من عتبي ، ومن غضبي ،وقالت:

-هوّن عليك يا حبيبي ، انهض واكتب ، اكتب ولو اقفلوا الأبواب على مجرى الحبر

- ما الذي أقوله ؟ ما الذي أكتبه بعد كلّ الذي قيل وكتب ويُقال ؟

- اكتب ، إنّني أرى طوفانات عديدة تجتاح أماكن شتى من هذا العالم المجنون ، وتجرف معها كروشاً وعباءات وعقالات وربطات عنق ، وأوسمة ونياشين، وأبصر حرائق هائلةً تحرق قصوراً وعروشاً وممالك وكراسي صدئة متهالكة.

أجل فالدم المراق ظلماً في المشافي والطرقات والبيوت، وفي الكنائس والمساجد والأزقة والساحات ، والصرخات، والاستغاثات يستحيل طوفانات عديدة لا تنتهي بسوى إحقاق الحقّ، والانتصار للمظلوم من الظالمين ، وانهزم شذاذ الآفاق المجرمين

د.علي حجازي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً