طريق فلسطين تمر في كل عواصم العرب...
طريق فلسطين يجب أن تمر في كل شارع من شوارع العرب...
مآتم تشييع أطفال فلسطين يجب أن تخرج من كل بيت عربي...
لا يحسد أي كان محور المقاومة على وضع الأمة العربية المخزي الذي تتواجد فيه...
النظام العربي كله فاسد عميل مُستعبِد للشعوب العربية، ومُستعبَد هو نفسه للإمبريالية...
يبدو أحياناً أن قسماً كبيراً من هذه الشعوب العربية تغرق في الأمية التاريخية الكاملة...
لا يهم عدد الشهادات المعلقة على الحوائط إذا لم يعرف اي عربي أن قضية فلسطين بدأت سنة ١٧٩٩ يوم وقف نابليون بونابرت ينادي يهود العالم للذهاب إلى فلسطين واستعادة مملكة إسرائيل بعد أن هُزمت الجيوش الفرنسية أمام اسوار عكا...
مات نابليون، ولم يمت مشروع السيطرة على الشرق عبر زرع كيان غريب في قلب المنطقة...
بعد خمسين عاماً من دعوة بونابرت، واجه الغرب أول تهديد قد يؤدي إلى بعث الشرق من جديد...
خرج والي مصر محمد علي باشا على طاعة الخلافة العثمانية في إسطنبول، وزحف إلى المشرق عبر البوابة الشامية...
دب الذعر في أوروبا بعد أن تساقطت بين يدي محمد علي المقاطعات العثمانية، الواحدة تلو الاخرى، وبعد أن استقبله الناس محرراً...
تنادت انكلترا، بروسيا(ألمانيا)، النمسا، روسيا وغيرها من دول الإستعمار القديم الكبرى إلى مساندة الخلافة العثمانية ضد الخطر الداهم ريثما تتحضر أوروبا إلى تقاسم تركة هذه الإمبراطورية العثمانية المريضة...
بدأت المستوطنات تنتشر في فلسطين منذ تلك الأيام...
انتشرت المستوطنات في عز وجود الخلافة العثمانية التي لم تمنع هجرة اليهود إلى فلسطين...
أكبرها كانت ريشون ليتسيون التي كانت تعلق على مدخلها علم اسرائيل الحالي...
لم تدر دولة الخلافة المهترئة انها سوف تكون الضحية التالية على المذبح الأوروبي...
توالى التآمر مع مؤتمر بازل سنة ١٨٩7 في سويسرا ودعوة تيودور هرتزل إلى إقامة وطن قومي يهودي؛ ثم مؤتمر كامبل السري سنة ١٩٠٥- ١٩٠٧ الذي أدى إلى توافق كل دول الاستعمار على وجوب تأمين سيطرة على كل البلاد العربية عبر زرع الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي...
تم زرع اسرائيل لمنع أي نهضة ممكنة في الشرق...
هذه باختصار شديد فكرة ايجاد دولة استيطانية تقوم بتبادل الخدمات مع الاستعمار لاستمرار الهيمنة على هذا الشرق...
إذا لم يفهم الكثيرون سبب هرولة كل دول الإستعمار الجديد في الغرب للدفاع عن هذا الوحش المسخ، وتلكوء دول الاستعمار في الشرق عن الدخول في ما يجري...
لن يفهم الخليجي ابدا أنه مشروع خادم امين لهذا الاستعمار...
كما لن يفهم المصري أو الأردني أنه على أعلى سلم لائحة الأضاحي التالية قبل الخليج، وقبل بقية شمال إفريقيا ومن ثم بقية عالم المستضعفين على هذا الكوكب...
تقول الدكتورة نقولا إن الخليج لم يتخذ قرار استعمال النفط لأنه يجب التفكير بالخطوة التالية، ما بعد فرض حظر النفط...
ربما فرح ابن سلمان بهذا التحليل، ونسي أنه إذا لم يبادر اليوم فهو لن يكون أكثر من ملك على شعب الجزيرة، لكنه ومع أهل الجزيرة لن يكون الجميع أكثر من خدم لنظام عالمي قد يرسل بريمر آخر أو كوشنير آخر ليملي عليهم ما هو مقبول وما هو ممنوع في النظام العالمي الذي تديره اميركا اليوم، والذي قد تديره غدا بالاتفاق مع الصين مع أقزام تتسلى بالشعوب العربية من أمثال الملوك والرؤساء المخصيين الموجودين حالياً...
تصوروا مدى عبقرية احمد أبو الغيط الذي يهدد الفلسطينيين بكسر أرجلهم إن هم قبلوا بالتهجير إلى سيناء والأردن...
أبو الغيط، (أغرقه الله في غيطه)، لا يستطيع، ولا يريد مواجهة الجلاد، فلا يجد غير تهديد الضحية سبيلا للنباح...
مع الأسف، ليست الشعوب افضل من الحكام...
لا يولى على العبيد إلا أكثر هؤلاء العبيد جبنا وخبثا وحيلة...
الشعب المصري لا يجرؤ على الخروج في مظاهرة خوفا من بطش السيسي...
الشعب المصري المهدّد من التهجير؛ لا يسمع... لا يرى... لا يتكلم...
الشعب المصري، كما الشعوب العربية الأخرى، يغرق في صمت الأموات...
حتى اقتحام السفارة الإسرائيلية ومن بعدها سفارات دول التعدي على مصر في مساندة مشروع التهجير باتجاه سيناء؛ حتى هذا، يعجز شعب مصر العظيم عنه...
الشعب الأردني العظيم هو الآخر، ليس افضل حالا من الكثير من أهل مصر التي نامت نواطيرها عن الذئاب التي تأكل العناقيد...
مصر العظيمة صارت جمهورية موز...
الشعب الاردني، مثله مثل شعب مصر، لا يقتحم سفارات، ولا يجبر العالم على الاعتراف بسيادة الأردن على القواعد الأميركية ولا بسيادة مصر على سيناء وعلى رفح...
يتظاهر الشعب الاردني من أجل التطوع إلى جانب الشقيق الفلسطيني...
لكنه يعجز عن منع الطائرات الأمريكية التي تحمل الذخائر والقنابل الذكية من مخازن القواعد الأميركية في المملكة، مباشرة إلى القاعدة الأميركية في النقب من أجل قتل أكبر عدد ممكن من أطفال غزة وشيوخها...
أما شعب المغرب العظيم، هو يستحق جائزة أفضل شعب لأفضل خادم للإمبريالية والاستعمار...
مملكة المغرب لا تختلف عن دولة الإمارات أو البحرين أو حتى السعودية إلا فقط بخروج رجال في غابر الأزمان من أمثال طارق بن زياد...
العراق محتل من قبل حكومة اربيل وأميركا ومخابرات من كل العالم...
العراق يواجه الاحتلال الأميركي ببنادق الصيد...
٥٨ هجوم بصواريخ الألعاب النارية استطاع فيها الحشد الشعبي جرح ٥٦ عنصراً... ليسوا جميعاً أميركيين...
سوريا بدورها، ورغم انتصارها على الحرب الكونية من قبل أكثر من مائة دولة غربية مع التوابع العربية وغير العربية...
سوريا نفسها، محتلة من قبل قسد وداعش وأميركا من جهة، ومن قبل تركيا والنصرة وبقايا الإخوان المسلمين من جهة أخرى...
كل هذا البؤس المنتشر وراءه اميركا واسرائيل والرجعية العربية والغرب...
كل هذا البؤس المنتشر في العالم العربي له علاج واحد فقط لا غير...
حرب ضروس طويلة الأمد تقضي على الحابل والنابل في هذه المنطقة...
ثم يخرج من يقول لك أن هذا البلد أو ذاك لا يحتمل الحرب...
شعوب تتحمل الاضطهاد والظلم لكنها لا تريد تحمل الحرب...
شعوب تريد الحرية ولا تريد دفع ثمن هذه الحرية...
بالله عليكم...
لا تبكوا أطفال غزة...
على الأقل، ورغم الحصار ورغم الاحتلال، ورغم كل المآسي...
رغم كل هذا، كانوا أكثر حرية منا جميعاً...
إذا كان محور المقاومة قوياً بما فيه الكفاية؛ الحرب واجبة لتحرير فلسطين وتحرير العالم العربي بعد ذلك...
وإذا كان محور المقاومة ليس على تلك القوة؛ تبقى الحرب الطويلة الأمد التي تقلب الطاولة على الجميع واجب فرض...
ما يفعله حزب الله في الجنوب هو عين العقل وصولاً إلى الحرب الكبرى عاجلاً أم آجلا...
ما فعله اليمنيون أمس في البحر الأحمر، هو عين الصواب...
اليوم إسرائيل، وغدا إقفال البحر أمام الملاحة...
لا فقراء اليمن سوف يتضررون أكثر...
ولا فقراء سوريا سوف يجوعون أكثر...
ولا فقراء لبنان سوف يحتارون أين سوف يخبئون الدولارات...
تخريب الشرق الأوسط سوف يقضي على الاقتصاد العالمي...
إذا لم يتركوا بسلام، يجب أن لا نتركهم يتمتعون باي سلام...
الى الجحيم مع كل هذا النظام العالمي...
إما أن نحيا بشرف وعزة وكرامة؛
والا فليسقط الهيكل على رؤوس الجميع...
حليم الشيخ